انسحاب القوات الاميركية وإخلاء اكثر من 505 قواعد، بعد اكثر من ثماني سنوات على احتلال العراق، يرافقه التخلص من ملايين المعدات والتجهيزات التي لا يرى الجيش ضرورة لنقلها، ما ادى الى امتلاء الاسواق بهذه المعدات. وقال مصدر في القوات الاميركية ان الموجود في الاسواق نقله العاملون العراقيون في المعسكرات الاميركية، بعدما حصلوا عليها من التصفيات التي جرت في مراكز البيع المعروفة باسم «BX». وأشار المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه ان القوات الاميركية «سلمت فائض معدات وأجهزة وذخيرة الى الجانب العراقي تقدر بنحو 90 مليون دولار لأن نقلها الى الولاياتالمتحدة يكلف اكثر من هذا المبلغ بكثير». وأوضح ان «من هذه المعدات مولدات كهرباء كبيرة واجهزة كومبيوتر متنوعة اضافة الى الابنية الجاهزة والمطورة وبعض الاثاث. وهناك مواد واجهزة اخرى تم ارسالها الى معسكر «فيكتوري» حيث يجري تجريد الشاحنات العسكرية وتقطيعها وبيعها لتجار الخردة المحليين كما تم تدمير العشرات من اجهزة الكومبيوتر والطابعات بواسطة آلات عملاقة، ويتم رفع الحاويات المملوءة معدات بواسطة آلات عملاقة الى الشاحنات المتجهة الى الكويت يومياً». وزاد ان «بعض المواقع المخصصة للتدريب لن يتم تسليمها الى الجانب العراقي حتى آخر لحظة، وفي حال تم الاتفاق على موضوع المدربين ستكون هذه المواقع من مسؤولية وزارة الخارجية بدلاً من الدفاع (البنتاغون) التي سيكون دورها ارسال المدربين فقط من دون ادارة هذه المواقع لأن عقود التدريب ستبرم مع الخارجية». وعلمت «الحياة» ان بعض المسؤولين العراقين تقدموا لشراء السيارات الاميركية المصفحة بأسعار زهيدة بعد ان رفضت الحكومة العراقية تسلمها او تسجيلها، فيما تشير بعض المعلومات المسربة الى نية القوات الاميركية بيع عربات همر المستعملة الى الجيش العراقي، لكن وزارة الدفاع العراقية نفت ان تكون صفقات الاسلحة تحتوي على اسلحة وعربات مستعملة. وتنتشر في بغداد هذه الايام اسواق لبيع البضائع الاميركية المستعملة والمخلفات العسكرية والمدنية مثل الالبسة والنواظير والساعات والكاميرات واجهزة كومبيوتر شخصية (لابتوب) وثلاجات ومكيفات هواء وغيرها. وأكد بائعو هذه السلع في سوق هرج في منطقة الباب الشرقي في بغداد، ان بضاعتهم غير مهربة من القواعد العسكرية وانهم اشتروها من الجنود الاميركيين من طريق وسطاء كانوا يعملون في هذه القواعد. ويتوقع مرتادو هذه السوق ان يشهد وصول كميات كبيرة من مقتنيات الجيش الاميركي خلال الفترة المقبلة اذ يسعى الجنود والموظفون الى التخلص من الأشياء المكلفة. الى ذلك، تسعى السلطات العراقية الى تسلم الأرشيف والوثائق والودائع التي استولى عليها الجيش الاميركي.