واشنطن، بكين، هونولولو - رويترز، أ ف ب، يو بي آي - رأى الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس أن ثمة اختلافات كبيرة بين الأزمة الاقتصادية التي تواجهها إيطاليا وتلك التي تعانيها اليونان. وقال خلال مؤتمر صحافي في البيت الأبيض إن «أثينا تعاني مشكلة حقيقية تتعلق بالقدرة على إيفاء الديون، فلديها دين كبير وعليها أن تتخذ قرارات حازمة طويلة الأمد إذا أرادت البقاء في أوروبا». وتابع أن «لدى إيطاليا من جهة أخرى مشكلة سيولة، وهي بلد كبير وغني، فهي ثالث أكبر اقتصاد أوروبي، والثامن في العالم، وفيها أصحاب ثروات كبيرة». وأعرب أوباما عن ثقته بأن إيطاليا ستخرج من الأزمة إذا حُلّ الغموض الذي يحيط الوضع السياسي بسرعة». وشدد على أن «إيطاليا بلد قادر على معالجة ديونه طالما أن الأسواق لا تعاني من مشكلة ثقة، فمن الممكن من خلال الرغبة والقدرة السياسية عدم فقدان السيطرة على النظام». ودعا الاتحاد الأوروبي إلى بذل جهد أكبر لمحاربة الأزمة ااقتصادية، قائلاً إن «ما نطلبه من أوروبا في شكل عام وفرنسا وألمانيا أولاً إذ لديهما التأثير الأكبر، هو التوصل إلى اتفاق جدي مع اليونان». وأضاف الرئيس الأميركي: «أعتقد أنهم يفعلون ذلك، أما في ما يتعلق بإيطاليا فعلى أوروبا توجيه رسالة واضحة إلى الأسواق بأنها ستبذل ما يجب عليها حتى تضمن تغلبها على أزمة السيولة». واختتم بالقول إن «أوروبا لم تضع حتى الآن البنى التي تضمن الثقة بهذه الأسواق، ولم يتأخر الوقت لكن التحرك بقوة ضروري». وشدد أبرز المرشحين الجمهوريين للرئاسة الأميركية على ضرورة بقاء الولاياتالمتحدة في منأى عن المشكلات المالية في أوروبا وأن تقاوم أية دعوات إلى ضخ مباشر للأموال. وفي مناظرة في ميتشيغان دعا كل من المرشحين الجمهوريَّين ميت رومني وهيرمان كين أوروبا إلى أن تعتني بنفسها. وقال رومني: «أوروبا قادرة على معالجة مشكلاتها. نحن لا نريد أن نتدخل لمحاولة إنقاذ مصارفها وإنقاذ حكوماتها». وقال كين: «ليس هناك الكثير الذي يمكن الولاياتالمتحدة أن تفعله في شكل مباشر لمساعدة إيطاليا الآن لأنها تخطت نقطة العودة». «أبيك» وسيسعى وزراء المال في «بلدان منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادي» (أبيك) الذين تتزايد مخاوفهم بسبب فشل أوروبا في احتواء أزمة ديونها، إلى تشكيل جبهة موحدة اليوم والدعوة إلى إجراءات أكثر حسماً بينما يعملون على تحصين اقتصاداتهم من تداعيات الأزمة. وتمهد المحادثات الطريق لقمة تعقد مطلع الأسبوع المقبل لزعماء الدول المطلة على المحيط الهادي وهي إحدى أسرع المناطق نمواً في العالم. وكان يُتوقع أن تخيم على محادثات «أبيك» متاعب الديون الأوروبية المتفاقمة التي تسبب مشكلات في أنحاء العالم. ويوصف التجمع السنوي لدول المنتدى وعددها 21 والذي يستضيفه هذا العام أوباما في مسقط رأسه هاواي بأنه مسعى إلى إحراز تقدم صوب إقامة منطقة تجارة حرة جديدة والدفع قدماً بمعاهدة للتكنولوجيا «الخضراء» وهي خطوات قد تعزز النمو العالمي. لكن جدول أعمال القمة الذي يتضمن تعهدات بمنافع اقتصادية قد يستغرق تحقيقها سنوات لن يقدم فرصة كبيرة لالتقاط الأنفاس للأسواق العالمية التي تترنح بسبب أزمة ديون منطقة اليورو إذ حلّت إيطاليا محل اليونان باعتبارها التهديد الرئيس للاستقرار. لاغارد واعتبرت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستين لاغارد أن من الضروري وجود «وضوح سياسي» في إيطاليا واليونان فيما تشهد بورصات العالم اضطراباً بعد الإعلان عن استقالة رئيسي وزراء هذين البلدين الأوروبيين. وقالت لاغارد في بكين إن صندوق النقد أوكِل مهمة حاسمة ويجب أن يضع «خبرته ومعرفته» في خدمة «مراقبة موازنة إيطاليا بوتيرة فصلية». وعن سياسات بكين قالت: «هناك علاقة ثقة واضحة بين الصندوق والصين».