لم تمنع إصابة عبدالله حسين المحيميد، بشلل الأطفال في سنواته الأولى، دون القيام برحلة سيراً على الإقدام من محافظة الأحساء إلى مدينة الرياض، لتجديد مبايعته لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز، وتهنئة ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران المفتش العام الأمير سلطان بن عبد العزيز، بالشفاء، إثر العملية الجراحية التي خضع لها أخيراً. كما تشمل أهداف رحلة المحيميد التي انطلقت مساء أمس (الأحد) تهنئة النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير نايف بن عبد العزيز، بتقلده منصبه. ويشعر عبدالله الذي سيقطع مسافة 380 كيلومتراً، من الأحساء إلى الرياض ب«دين في رقبتي، ونذر لا بد أن أفي به»، لكنه لم يكشف عن «الدين» و«النذر»، بيد أن رحلته هذه تجسد الالتزام الذي قطعه على نفسه. وقال: «إن الرحلة التي سأقوم بها تستغرق نحو 20 يوماً، وسيكون معدل السير 20 كيلومتراً في اليوم الواحد، وعلى فترتين، صباحاً من الثالثة فجراً، وحتى السابعة صباحاً، ومن الخامسة عصراً وحتى العاشرة ليلاً»، فيما ترافقه في الرحلة سيارة خاصة ستكون مهمتها «الاستراحة قبل المتابعة». والمحيميد الذي يعمل فنياً لصيانة آلات تصوير الورق، متزوج ولديه ثمانية أبناء، وانطلق في رحلته مساء أمس من أمام المركز الشامل للمعاقين في مدينة المبرز، في حضور مدير المركز عبد الحميد النعيم. وقال «الحياة» قبيل انطلاقته: «إن هذا القرار راودني منذ تولى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز مقاليد الحكم في البلاد، إلا ان الظروف لم تسعفني حينها، إذ لم أحصل على الدعم، حتى طرحت الفكرة على إدارة أكاديمية «أرض المعاهد للتدريب والتأهيل للبنات»، فرحبت بها، وقدمت لي كل الدعم، سواءً المادي، أو المعنوي. وقمت بدرس القرار، بمشاركة لجنة مكونة من خمسة أفراد، ستتولى متابعتي ومساندتي خلال الرحلة». وأضاف ان «متابعة مديرة الأكاديمية إيمان عبد العزيز النعيم، وتعهد مستشفى المانع بتأمين إسعاف وطاقم طبي مرافق للرحلة، سيكون له أثر كبير في نجاح هذه الفكرة».