ينتظر تطبيق بند من بنود مبادرة الجامعة العربية الخاصة بالثورة السورية، يعتقد أن في تطبيق هذا البند تسريعاً في حلحلة الأزمة وكشف الخافي منها إن وجد. فمنذ اندلاع الثورة السورية من درعا إلى حين انتشارها في أكثر من مدينة والتوقّعات تشير إلى «أزمة طويلة»، لأسباب معروفة أهمها طبيعة النظام وتكوينه. أما البند السحري في مبادرة الجامعة العربية رغم وصفها بمبادرة رفع الحرج، فهو يتلخَّص في فتح الأبواب لوسائل الإعلام العربية والدولية، إذا فتحت الأبواب للمراسلين سيتم القضاء على ما تصفه وسائل الإعلام السورية الرسمية وشبه الرسمية بالتضليل الإعلامي. لا يعقل أن تقوم كل وسائل الإعلام العالمية باستهداف نظام الحكم في سورية، أما الحديث عن التضليل فكان ولا يزال هو حجر الزاوية في الرد الرسمي السوري على ما تبثه الفضائيات، ولو أصرَّت الجامعة العربية على أن تفتح الأبواب للإعلام كأول بند للتطبيق لكان يمكن القول إنها قامت بواجبها تجاه المواطنين في سورية وأمنها واستقرارها. كنا نعيب على الجامعة العربية أنها جامعة أنظمة أكثر من كونها جامعة شعوب، وفي ترتيب تطبيق بنود المبادرة - كما جاء في بيانها - انحياز واضح للنظام أو قبول بشروطه. الواقع يقول إنه ليس في يد الجامعة سوى الرحلات المكوكية وإطلاق التصريحات، ومن المستبعد أن تطلب - الجامعة - تدخلاً أو حماية دولية، لكن في إعلان فشل مبادرتها - لو تم - ضوء أخضر لذلك، وآخر ما صرَّح به الأمين العام للجامعة العربية لا يشير إلى رضا عن التطبيق السوري لبنود الاتفاق، إذ جاء على شكل تحذير من كارثة. لدى النظام السوري فرصة ذهبية لتبديد ما يصفه بالتضليل الإعلامي والهجمة الإعلامية حينما يسارع بفتح الأبواب لوسائل الإعلام العربية والدولية، فهذا البند من مبادرة الجامعة العربية هو أهم ما جاء فيها، لأن البنود الأخرى لا يمكن الكشف عن حقيقة تطبيقها مع حصار إعلامي حديدي، ومثلما ترفع الجامعة العربية الحرج عنها بالمبادرة، يدفع تطبيق هذا البند من عدمه النظام في سورية إلى زاوية أكثر إحراجاً. www.asuwayed.com