موقف الجامعة العربية تجاه النظام السوري سابقة في تاريخها، وإذا ما قورن بموقفها في الحالة الليبية لاشك انه أكثر تقدما ورشدا، دعنا نقول أنها استفادت من التجربة الليبية التي استباح فيها الناتو أراضي ليبيا بطائراته، أوان قوى تحركت في داخلها بشكل مغاير للسابق. عاب تحرك الجامعة البطء في التعامل مع الحالة السورية كانت هناك مهادنة أو مهل متعددة، وهو أمر مفهوم إذا ما أخذنا في الاعتبار تاريخ الجامعة في عدم التدخل في «الشؤون الداخلية» لأعضائها، فهذا ليس معروفا عنها لكن المشكلة أن الحرج من التدخل سيعني تدخلا خارجيا بصورة أو بأخرى. عدم الجدية التي قابل بها النظام السوري محاولات الجامعة طويلة النفس، تحول إلى صدمة كبيرة بعد قرار تعليق مشاركة الوفود، ترى أثر الصدمة في الإعلام، وتراها اكثر في الارتباك مثل التغاضي عن الاعتداء على سفارات عربية وأجنبية وهو ما فتح الباب لمجلس الأمن للتحذير والتذكير بالمعاهدات الدولية، كان هذا خطأ فادحا ودل على نفاذ صبر خسر بسببه النظام كثيرا. والقصة في تعليق مشاركة وفود النظام لا الدولة السورية، فالجامعة كما تذكر بنود مبادرتها تحاول المحافظة على الدولة السورية وحماية مواطنيها ووحدة أراضيها، ولا زالت هناك فرصة للحل العربي لكنها تتطلب قدرة أكبر على التنازل من جانب السلطة السورية، ومع مرور الوقت يزداد حجم القدرة المطلوبة، والتنازل لغة لا تعرفها الأنظمة الشمولية، المعروفة بالصلف والتعالي، مثل الاصرار على ان الحل يجب ان يكون «سوريا» كما كرر وزير الخارجية وليد المعلم في مؤتمره الصحفي الأخير، والمشكلة ان الطرف الآخر «الثورة»يطالب بإسقاطه، فهو يراه أساس المشكلة لا جزء من حلها. وتعيد بعض القنوات الفضائية السورية هذه الأيام خطابات قديمة للرئيس السابق حافظ أسد يتحدث فيها بعمومية عن وعي الشعب وقدرة الشعب واستيعابه للمؤامرات من «الإذاعات» الأجنبية، والخطاب منتقى بعناية وكأنه يتحدث عن الحالة السورية الماثلة أمامنا، لكن المشكلة أن الشعب الآن أو جزء مؤثر منه على الأقل هو الذي يريد إسقاط النظام. www.asuwayed.com twitter | @asuwayed