نظمت «جمعية الشعرى الفلكية» في مدينة قسنطينةالجزائرية، بين 29 تشرين أول (أكتوبر) و1 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري، مهرجانها الوطني العاشر في علم الفلك الجماهيري، بمشاركة جمعيات فلكية من نيجيريا وفرنسا وسويسرا والأردن ولبنان وتونس والمغرب، إضافة الى عدد من الجمعيات الفلكية الفرعية في مدن الجزائر. وشكّل المهرجان تظاهرة علمية واعدة تميّزت بمشاركة رائدي فضاء هما الماليزي مظفّر الشيخ والسويسري كلود نيقولا. وقد عرض الرائد الماليزي تجربته كمسلم يريد ممارسة عبادته في الفضاء الخارجي على ارتفاع قرابة 400 كيلومتر، في مقصورةٍ خاليةٍ من الجاذبية. وأوضح أنه ربط قدميه بأرض مقصورته في «محطة الفضاء الدولية» كي يتمكن من السجود في الصلاة. واستبدل الوضوء بالتيمّم بعد أن استفتى رجال الشريعة والدين، الذين أفتوا له أيضاً بفك ارتباط توقيت فروض الصلاة عن موقع الشمس وحركتها وشروقها وغيابها، في ظروف السفر والإقامة في الفضاء الكوني. فنظراً لسرعة دوران المحطة الفضائية حول الأرض (تُنجِز دورة في 90 دقيقة)، فإن الشمس تشرق 16 مرة وتغيب مثلها، كل 24 ساعة، ما يرفع فروض الصلاة الى ثمانين، إذا استمر الربط بين مواقيت الصلاة والشمس. وعرض الرائد السويسري أيضاً لتاريخ ارتياد الفضاء وتجربته الشخصية في هذا المجال، مبيّناً أنه أشرف على إصلاح تلسكوب الفضاء «هابل» في مهمتين مختلفتين. وتخلّل هذا المهرجان الفلكي محاضرات ومداخلات عن مواضيع فلكية مختلفة. وتحدّثت الوفود الزائرة عن تجاربها في نشر الوعي بعلوم الفلك في بلدانها. في هذا المهرجان، تمثّلت «الجمعية الفلكية اللبنانية» بوفد ضمّ الدكتور أحمد شعلان وسعاد رزق. وألقى شعلان محاضرة عن عواصف الشمس التي يتوقّع أن تمرّ في ذروة عالية خلال العام 2013. وأُجريَت معه مقابلتان مع إذاعة وتلفزيون الجزائر. وتحدّثت رزق عن نشأة «الجمعية الفلكية اللبنانية» وإنجازاتها المتعدّدة. افتُتِح المهرجان والي قسنطينة، وأدار أعماله الدكتور جمال ميموني، رئيس «جمعية الشعرى»، الذي تميّز بالروح العلمية والثقافة الغنية. واستطاع ميموني بمساعدة فريق كبير من شباب جمعيته وشاباتها، إحياء نشاطات متنوّعة، جاءت على درجة عالية من الدقة في التنظيم. وأعرب المشاركون عن تقديرهم للحفاوة الكبيرة التي استُقبِلوا بها، إضافة الى حسن الضيافة التي أظهرتها مدينة قسنطينة وفعالياتها البلدية والأمنية. وتضمّن البرنامج رحلات سياحية في أرجاء الجزائر، كما اختُتِم بعرضٍ فنّي ومسرحي قدمته «جمعية الشعرى».