رأت الصحف البريطانية القلقة اليوم السبت ان بريطانيا أصبحت قريبة من الخروج من الاتحاد الأوروبي بعد إخفاق رئيس الوزراء ديفيد كاميرون في منع تعيين جان كلود يونكر رئيسا للمفوضية الأوروبية، لكن الصحف بدت منقسمة بشأن تحميل كاميرون او بروكسل مسؤولية جعل إقناع البريطانيين في البقاء في الاتحاد الأوروبي اكثر صعوبة، في حال أجري استفتاء سبق أن تعهد رئيس الوزراء بإجرائه في العام 2017 اذا أعيد انتخابه العام المقبل. وكتبت "دايلي تلغراف"، اكبر صحيفة محافظة في عنوانها الرئيسي "خطوة اخرى باتجاه الخروج من أوروبا"، في رأي مطابق لما ورد في العنوان الرئيسي لصحيفة "التايمز" التي كتبت "بريطانيا قريبة من الخروج من الاتحاد الأوروبي". اما صحيفة "الغارديان" اليسارية، فرأت ان "بريطانيا قريبة من الخروج من الاتحاد الأوروبي بعد انتخاب يونكر"، بينما كتبت صحيفة "الإندبندنت" المؤيدة للوحدة الأوروبية "هزم كاميرون وبريطانيا باتت أقرب الى الخروج من الاتحاد الأوروبي". وعنونت صحيفة "الصن" "كاميرون، نحن في حرب مع الاتحاد الأوروبي". لكن بعض الصحف وجهت انتقادات حادة الى كاميرون في معركته ضد تعيين يونكر، معتبرة انها تزيد من صعوبة الكسب في اعادة التفاوض حول عضوية بريطانيا التي وعد باجرائها قبل الاستفتاء. وكتبت صحيفة "دايلي ميل" المشككة في جدوى الوحدة الأوروبية ان "كاميرون الخاسر هو روني أوروبا"، في إشارة الى واين روني مهاجم فريق "مانشستر يونايتيد" لكرة القدم الذي لم يتمكن فريقه من الانتقال الى الدور الثاني في مباريات المونديال التي تجري حاليا في البرازيل. اما "الإندبندنت"، فتحدثت عن "هزيمة وكارثة"، قائلةً إن "هذه العزلة الرائعة ليست الطريقة المناسبة للإقناع بالحجج في الاتحاد الأوروبي"، مضيفة ان كاميرون "يمكن ان يصبح البطل العرضي للمشككين في أوروبا والرجل الذي قاد المملكة المتحدة الى الخروج عرضا من الاتحاد الأوروبي". لكن "التايمز" قالت في عمود على صفحتها الأولى ان "تعيين جان كلود يونكر امر سيء للاتحاد الأوروبي ودايفيد كاميرون كان محقا في معارضته حتى النهاية"، معتبرة انه "عزز موقف بريطانيا بمعارضته الحازمة كما عزز فرصه في الفوز في الانتخابات العامة في بريطانيا العام المقبل". وحملت "التلغراف" بشدة على الاتحاد الأوروبي معتبرة انه كان على الاتحاد العمل على إقناع بريطانيا بالبقاء في هذا التكتل. وكتبت "اذا كان الاتحاد الأوروبي يريد إخراج بريطانيا فالطريقة المثلى هي تعيين جان كلود يونكر"، مضيفة انه "على السيد كاميرون الآن ان يثبت صحة وجهة نظره. لكن ولأن هذه الإهانة الأخيرة التي تشكل ضربة للطموحات البريطانية، جاءت من الاتحاد الأوروبي فعلى الاتحاد الآن ان يقدم الأسباب المقنعة لبقائنا فيه". وأخيرا، رأت صحيفة "فايننشال تايمز" انه "تغيير تاريخي في السلطة داخل الاتحاد الأوروبي" و"لحظة خطيرة للعلاقات بين المملكة المتحدة وأوروبا".