أكد محافظ المصرف المركزي الفرنسي كريستيان نوير في مقابلة مع صحيفة «جورنال دو ديمانش» أمس أن فرنسا قد تحتفظ بتصنيفها الائتماني البالغ AAA إذا تخلّصت من عجز الموازنة. وقال نوير وهو أيضاً عضو في مجلس محافظي المصرف المركزي الأوروبي، إن المصرف المركزي الأوروبي لا يمكنه الاستمرار في دعم الدول التي تمرّ بصعوبات مالية لأجل غير مسمى. وشدد على أن «دور المصرف المركزي الأوروبي ليس تمويل الدول إلى أجل غير مسمى... يكمن الحل في إصلاح الأوضاع المالية لدول منطقة اليورو وليس في ضخ أموال في المصارف المركزية». وفي ما يتعلق بالمصارف الفرنسية قال نوير إنها مستعدة لخفض المكافآت وتوزيعات الأرباح للمساهمين. وأضاف: «هم على استعداد لذلك وأبلغوا رئيس الوزراء فرانسوا فيون بذلك الأربعاء الماضي». والشهر الماضي حذّرت مؤسسة «موديز انفستورز سرفيس» من أنها ستراجع توقعاتها للتصنيف الفرنسي في ضوء تباطؤ النمو الاقتصادي وارتفاع حصة فرنسا في تكلفة إنقاذ دول بمنطقة اليورو. وجعل الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي خفض العجز والحفاظ على التصنيف الائتماني للبلاد أولوية رئيسة ويُتوقع أن تعلن حكومته اليوم إجراءات جديدة لخفض النفقات. ويسعى ساركوزي إلى خفض العجز العام إلى 4.5 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي العام المقبل من 5.7 في المئة هذا العام. ونفت ألمانيا تقارير لوسائل إعلام أكدت أن احتياطات المصرف المركزي الألماني (البوندسبنك) ستستخدَم لتمويل صندوق الاستقرار المالي الأوروبي بعد ما ذكِر عن أن زعماء مجموعة العشرين ناقشوا فكرة استخدام احتياطيات المصارف المركزية. وأوردت صحيفة «فرانكفورتر الغماينه» الأسبوعية أن احتياطات البوندسبنك التي تشتمل عملات أجنبية وذهباً، ستستخدَم في زيادة المساهمة الألمانية في تمويل صندوق الاستقرار المالي الأوروبي بأكثر من 15 بليون يورو. وأشارت صحيفة «فيلت ام سونتاغ» إلى خطط مماثلة مؤكدة أن 15 بليون يورو ستأتي من حقوق سحب خاصة يملكها المصرف المركزي الألماني. اليونان ودعا زعيم المعارضة اليونانية اليميني أنطونيس ساماراس رئيس الوزراء جورج باباندريو إلى الاستقالة حتى لا يظل «حجر عثرة» أمام التوصل إلى مخرج للأزمة السياسية التي تعشيها البلاد وذلك بعد لقاء مع رئيس الدولة تركز على سبل تشكيل حكومة ائتلافية جديدة. وقال ساماراس لصحافيين إثر اللقاء: «إنني عازم على تقديم المساعدة وإذا استقال سيأخذ كل شيء مجراه الطبيعي». وقال عضو في حزب باباندريو إن رئيس الوزراء سيستقيل حين يعقد اتفاق على تشكيل حكومة ائتلافية مؤقتة. وقال النائب من «حزب الحركة الهلينية الاشتراكية تيليماكوس هيتيريس» إن الهدف الرئيس ومدة هذه الإدارة وقائدها أمور سيتفَق عليها قبل استقالة باباندريو. وأضاف: «يجب أن ننتظر ما سيعلنه رئيس الوزراء في مجلس الوزراء... يجب إنجاز كل شيء خلال اليوم وإلا سيكون الغد جحيماً». وتعرض باباندريو لانتقادات في الداخل والخارج بسبب خطته لإجراء استفتاء على خطة إنقاذ لمنطقة اليورو. وأفلت من اقتراع على الثقة بالبرلمان السبت لكن نواباً من حزبه دعوه إلى الاستقالة. وقال هيتيريس إن الانتخابات يجب أن تجرَى بعد تنفيذ اليونان التزاماتها تجاه شركائها بمنطقة اليورو محدداً توقيت التصويت بأنه سيكون في كانون الثاني (يناير) أو شباط (فبراير). الصين وبريطانيا وأكد وزير الخارجية الصيني يانغ جيه تشي أن بلاده واثقة من أن أوروبا ستتغلب على أزمة ديونها مضيفاً أن استقرار منطقة اليورو محوري للتعافي الاقتصادي العالمي. إلا أن تصريحات يانغ حول رحلة الرئيس الصيني هو جينتاو إلى جنوبفرنسا حين حضر اجتماعات زعماء دول مجموعة العشرين لم تتضمن أي إشارة لتعزيز الاستثمار في أوروبا. وقال يانغ في تصريحات نشرها الموقع الإلكتروني لوزارة الخارجية: «نعتقد أن أوروبا لديها الحكمة الكاملة والقدرة على حل مشكلة الديون». وأضاف أن «الصين أيدت دوماً رد فعل أوروبا للأزمة المالية العالمية وجهودها لتحقيق التعافي الاقتصادي». وتأمل منطقة اليورو في أن تدعم الصين صندوق الإنقاذ الأوروبي باستثمار بعض من احتياطياتها الأجنبية البالغة 3.2 تريليون دولار وهي الأكبر في العالم. ونبّه وزير الخزانة البريطاني داني الكسندر من أن أزمة ديون منطقة اليورو تضر بمعنويات الأعمال على رغم أن قمة مجموعة العشرين في فرنسا حققت بعض الخطوات الإيجابية في الآونة الأخيرة. وقال لتلفزيون «بي بي سي»: «بالطبع الوضع في منطقة اليورو خطير للغاية وله تداعياته على ثقة الأعمال هنا». وزاد: «تعتمد ثلاثة ملايين وظيفة في بريطانيا على تجارتنا مع الاتحاد الأوروبي وهؤلاء الناس وهذه الشركات تتأثر بحال عدم التيقن. بالطبع حل أزمة منطقة اليورو يعتبر أحد أهم الأشياء التي يمكن أن تحدث للاقتصاد البريطاني هذا الخريف».