واشنطن، كورفو (اليونان) - ا ف ب، رويترز - قبل اقل من اسبوعين من زيارة الرئيس الاميركي باراك اوباما موسكو، لم تتمكن واشنطنوموسكو من الاتفاق في شان كيفية مواجهة مخاطر الهجمات على الفضاء الالكتروني (الافتراضي) والتي يمكن ان تشيع الفوضى في انظمة الكمبيوتر والانترنت، كما افادت صحيفة «نيويورك تايمز». ونقلت الصحيفة عن مسؤول بارز في وزارة الخارجية الاميركية قوله: إن البلدين اتفقا على ان الفضاء الالكتروني هو ساحة معركة جديدة وانهما يتوقعان مناقشة هذه المسالة خلال زيارة اوباما لروسيا الشهر المقبل وكذلك في اجتماع الجمعية العمومية للامم المتحدة في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل. واوردت الصحيفة اول من امس، ان روسيا تفضل التوصل الى اتفاق دولي على غرار الاتفاق الذي تم التوصل اليها في شأن الاسلحة الكيميائية، ودعت الى ذلك في سلسلة من الاجتماعات هذا العام. الا ان الولاياتالمتحدة ترى ان مثل هذا الاتفاق غير ضروري وتدعو بدلاً من ذلك الى تحسين التعاون بين اجهزة تطبيق القانون الدولية. وقال المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته للصحيفة: «نحن نؤمن بالدفاع وهم يريدون تقييد الدفاع. ونحتاج الى تجريم الهجمات التي نتعرض لها يومياً وعددها 50 ألف هجوم». واشارت الصحيفة الى ان اي اتفاق في شأن الفضاء الالكتروني سيتسبب بصعوبات خاصة نتيجة ما تتضمنه هذه المسألة من قضايا اخرى من بينها الرقابة على الانترنت والسيادة والخارجين عن القانون الذين لا يخضعون لأي اتفاق. ورأى مسؤولون اميركيون ان الخلاف حول طريقة مواجهة هذه المشكلة اعاق التعاون الدولي في تطبيق القانون، خصوصاً ان عدداً كبيراً من تلك الهجمات ضد اهداف اميركية يأتي من الصين وروسيا. على صعيد آخر، استأنف حلف شمال الأطلسي وروسيا التعاون الرسمي المتعلق بالتهديدات الأمنية الواسعة، ولكن فشلا في تجاوز الخلافات الشديدة حول جورجيا، في اول محادثات رفيعة المستوى لهما منذ الحرب في منطقة القوقاز. وبرز الاتفاق بعدما صرح الأمين العام للحلف ياب دي هوب شيفر بأن الجانبين اعترفا بأن الوقت حان لبذل جهود مشتركة ضد المتمردين ومهربي المخدرات في أفغانستان والقرصنة في الصومال والإرهاب والانتشار النووي. وقال دي هوب شيفر اول من امس: « استأنفنا علاقاتنا على المستوى السياسي كما اتفقنا على استئناف الاتصالات العسكرية التي جمدت منذ آب (اغسطس) الماضي». واضاف ان «مجلس الاطلسي- روسيا عاد الى العمل، واتفقنا على عدم ترك الخلافات توقف المسيرة كلها. وفي ما يتعلق بجورجيا ما زالت هناك اختلافات جوهرية (لكن) روسيا تحتاج الى الاطلسي والعكس صحيح». وزاد: «من الواضح ان افغانستان، من الجانب الروسي، هي ملف ايضاً يُعدّ للتعاون الوثيق في شأنه في اطار (الاهداف) الممكنة» ويمكن ان يشمل ذلك تشديد عمليات مكافحة المخدرات. وكانت روسيا اكثر تحفظاً في شأن اتفاق وزراء الخارجية الذي ابرم على جزيرة كورفو اليونانية بعد ادانات مطولة في شأن تدخل موسكو العسكري لصد محاولة جورجيا لاستعادة اقليم متمرد. ووصف لافروف الاجتماع الذي جاء بعد انقطاع استمر عشرة شهور بأنه «الى حد ما تطور ايجابي» واشار الى «المحادثات الصريحة للغاية»، ملمحاً الى خلافات معقدة في وضع جورجيا. وكرر لافروف ان اعتراف روسيا «باستقلال» منطقتين متمردتين في جورجيا هو «واقع جديد» لايمكن تغييره وعلى الغرب ان يعتاد عليه.