رحل ولي العهد الأمير سلطان جسداً وظل خيره شاهداً على بقائه، هذه الصفات هي ما دفعت رجل الأمن المتقاعد عبدالله الجعيد والشاب ماجد الحميدي العتيبي إلى تأدية الحج عنه بعد الإعلان عن وفاته. وأكد الجعيد أن مآثر الفقيد شكلت لديه الحافز الأكبر في تأدية هذا النسك عنه، خصوصاً خدمته المعروفة ومواقفه المشهودة مع قضايا الأمتين العربية والإسلامية، وقال ل «الحياة»: «تصادف موعد تقاعدي عن الخدمة العسكرية اضطرارياً لظروف وفاة زوجتي التي امتدت لأكثر من 21 عاماً هذا العام مع رحيل الأمير سلطان، لذا قررت أن يكون إنهاء فترة خدمتي التي كانت كلها في عهد الأمير سلطان مسؤولاً عن الجانب العسكري وزيراً للدفاع بالحج عنه وهو بعيد عن هذه الدار الفانية». وبذات الإحساس، أبان الحاج الآخر عن الأمير سلطان بن عبدالعزيز –رحمه الله- العتيبي ل «الحياة» أن أفعال المغفور له بإذن الله حملته إلى التفكير الجدي في أداء هذه الفريضة عنه، وليس له هدف من هذا الشيء سوى ابتغاء مرضاة رب العالمين، وتابع: «منذ أن نمت إلى مسامعي وفاة ولي العهد عقدت في قرارة نفسي نية حج عن أبي خالد، خصوصاً أن وفاته جاءت متزامنة مع توافد ضيوف الرحمن على الأراضي المقدسة وإكمال الحكومة السعودية استعداداتها لاستقبالهم، الأمر الذي دفعني إلى التفكير مباشرة في عقد النية لأداء هذا النسك العظيم، خصوصاً لولا الآجال لكان أبرز المشرفين على خدمة الحاجين هذا العام»، مفيداً أنه يحتفظ لسلطان الخير بحب من نوع خاص نظير أعماله ومواقفه الخيرة في المجالات كافة، لا سيما تلك التي تلامس هموم الفقراء والضعفاء وذوي الاحتياجات الخاصة. وعلى رغم أنه ليس من ذوي الطبقة الميسورة التي تتاح لها فرصة الحج أكثر من غيرها نظراً إلى المبلغ الذي تتقاضاه حملات الحج ولم يتوافر له في الوقت الحاضر، إلا أن العتيبي وهو شاب يعمل في القطاع الخاص مع أحد المكاتب العقارية، أوضح أن قربه من منطقة الحج (المشاعر المقدسة والحرم المكي الشريف) على اعتبار أنه من أهالي مدينة مكةالمكرمة خفف عنه هَم توفير قيمة الحج كثيراً مؤكداً أنه حتى ولو كان بعيداً عن العاصمة المقدسة لحاول جاهداً توفيره وتأدية ما عزم تأديته وفاء لما أحبه في الأمير الراحل، واعداً بأنه لو رزقه الله بمولود بعد زواجه سيسميه «سلطان» تيمناً به، داعياً الله أن يتقبل حجه وأن يثيبه عنه خير الجزاء ويجعله عملاً خالصاً لوجهه الكريم.