يتقاطر اليوم إلى مشعر منى نحو ثلاثة ملايين حاج لقضاء يوم «التروية» والمبيت فيها في أول أيام الحج، وسط استعدادات متكاملة للجهات والقطاعات السعودية المعنية بخدمة الحجاج، إذ انتشرت قوات الأمن في جميع أنحاء المشاعر للإشراف على حركة الحجاج حتى استقرارهم في منى. إلى ذلك، أعادت قوات الجوازات المحيطة بمكةالمكرمةوالمدينةالمنورة أكثر من 89 ألف شخص لا يحملون تصاريح نظامية للحج، وقبضت على قرابة 1600 شخص من المتسللين ومخالفي نظام الإقامة وممن يحملون تصاريح مزورة. وأوضح مدير إدارة الشؤون الإعلامية المتحدث الرسمي للمديرية العامة للجوازات المقدم بدر المالك في تصريح ل«وكالة الأنباء السعودية» أن الإعادة والقبض تما عبر 16 مركزاً للجوازات أربعة منها في منطقة المدينةالمنورة و16 مركزاً محيطة بمكةالمكرمة، كما ألقى الأمن العام القبض على نحو 4158 مركبة لا تحمل تصاريحاً للحج. وتباشر الجهات الحكومية عملها في مشعر منى اليوم، وسط استعدادات لتصعيد الحجيج إلى مشعر عرفات، إذ يقضون فيها اليوم التاسع، ويؤدون صلاتي الظهر والعصر جمعاً وقصراً، ويمكثون فيها حتى مغيب الشمس. وبلغ عدد الحجاج القادمين من خارج المملكة منذ بدء القدوم حتى نهاية أول من أمس (الأربعاء) (1.820.484). وكان دخولهم على النحو التالي: عن طريق الجو: (1.677.248) حاجاً. عن طريق البر: (128.267) حاجاً. عن طريق البحر: (14.969) حاجاً. وذلك بزيادة (32.923) حاجاً عن عدد القادمين للفترة نفسها من العام الماضي بنسبة قدرها (1.84 في المئة). فيما بلغ عدد ضيوف خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – الذين وصلوا بنهاية أمس (1.131) حاجاً من (41) جنسية، منهم (168) حاجة ضمن برنامج استضافة خادم الحرمين الشريفين الذي تشرف عليه وزارة الشؤون الإسلامية السعودية. ويتوقع المعنيون بشؤون الحج بعد وصول حجاج الداخل وبعض المقيمين في المملكة أن يبلغ عدد الحجاج ثلاثة ملايين حاج. وجندت الجهات الحكومية طاقاتها البشرية كافة، إذ وضعت الخطط اللازمة من أجل راحة الحجاج من خلال تقديم الخدمات الصحية والأمنية والغذائية للحجاج لقضاء يوم التروية قبل التصعيد إلى مشعر عرفات غداً (السبت)، إذ نشطت قيادة أمن الحج في تنفيذ خطةٍ متكاملة على جميع الطرق التي يسلكها الحجاج من مكةالمكرمة إلى مِنى، إضافةً إلى تنظيم عملية حركة المشاة لمشعر مِنى. وكشف قائد قوات الطوارئ والإسناد للدفاع المدني السعودي بالحج العميد مستور الحارثي عن زيادة عدد ضباط وأفراد قوات الطوارئ والإسناد المشاركة في تنفيذ خطة تدابير الدفاع المدني لمواجهة الطوارئ خلال موسم الحج لهذا العام عمّا كانت عليه العام الماضي، ليصل عددها إلى 60 ضابطاً و2200 فرد، وذلك بعد إضافة المباني والزلازل، وزيادة عدد وحدات الإسناد إلى 5 وحدات، مشيراً إلى إعداد خطة تفصيلية للتعامل مع مخاطر الأمطار والسيول، وفي ضوء هذه الخطة تم تشكيل 20 وحدة للإنقاذ المائي. وفي الوقت نفسه، غطت قوات الدفاع المدني جميع مناطق مشعر منى ب46 فرقة بعد تقسيم المشعر إلى 5 مناطق بحيث تتوافر في كل منطقة وحدات للإطفاء والإنقاذ، إضافة إلى فرق الدراجات النارية المجهزة بالمطفيات اليدوية ووحدات التدخل في حوادث المواد الخطرة. وأوضح قائد الدفاع المدني في منى العميد سعيد القرني أن قوات الدفاع المدني أكملت استعداداتها لاستقبال حجاج بيت الله الحرام. مؤكداً جاهزية جميع وحدات الإطفاء والإنقاذ والحماية المدنية وفرق المسح الوقائي لأداء مهامها في خدمة ضيوف الرحمن في ضوء دراسات دقيقة لرصد المخاطر الافتراضية في منى التي تشمل الأمطار والسيول والحرائق وتساقط الصخور، إضافة إلى حوادث التدافع والزحام أثناء دخول وخروج الحجاج من منطقة منى، وكذلك المخاطر ذات العلاقة بمشروع قطار المشاعر على طول مساره داخل مشعر منى أو محطات توقفه به مع بدء تشغيل المشروع بكامل طاقته في حج هذا العام. كما أوضح مدير المراكز الصحية في مشعر منى الدكتور أمين المهدي أن عدد المراكز الصحية في منى بلغ 34 مركزاً يعمل بها أكثر من 700 عنصر من الأطباء والفنيين لخدمة الحجاج. وأعدت هيئة الهلال الأحمر السعودي بمنطقة مكةالمكرمة خطة تشغيلية تتضمن 20 فرقة للاستجابة المتقدمة و60 طبيباً و1325 مسعفاً، في 145 مركزاً إسعافياً و700 متطوع لمساندة المسعفين الميدانيين لتقديم أفضل الخدمات لحجاج بيت الله الحرام. فيما جهزت وزارة الشؤون الاجتماعية عدداً من مراكز الإيواء لاستقبال الحجاج في حال حدوث حالات كوارث أو غيرها، إضافةً إلى تخصيص وزارة الصحة لسيارات الإسعاف المجهزة بالمعدات الطبية على الطرق التي يسلكها الحجاج، علاوةً على اكتمال استعدادات المستشفيات والمراكز الصحية في منى لاستقبال المرضى والمراجعين وتقديم الخدمات الطبية لهم على أكمل وجه. وأوضح المدير العام للشؤون الاجتماعية في منطقة مكةالمكرمة عبدالله آل طاوي ل«الحياة» أن إدارته وضعت طاقاتها البشرية كافة في خدمة حجاج بيت الله الحرام، مشيراً إلى أنهم موجودون في المشاعر المقدسة لخدمة ضيوف الرحمن. فيما نشرت وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد عدداً من المواقع الإرشادية لخدمة الحجاج، وتبصيرهم بأمور دينهم والإجابة عن استفساراتهم، إضافةً إلى توزيع عشرات الآلاف من الكتيبات والنشرات والمطويات التوعوية بلغاتٍ عدة، فضلاً عن تنظيم عددٍ من المحاضرات والندوات التوعوية التي يلقيها مجموعة من العلماء وطلبة العلم المختصين، فيما وضعت مكبرات صوت ليبث من خلالها المواد التوعوية والإرشادية. إلى ذلك، انطلقت أولى رحلات قطار المشاعر المقدسة بكامل طاقته الاستيعابية البالغة 72 ألف حاج في الساعة الواحدة أول من أمس، إذ أوضح المدير العام لمشروع قطار المشاعر المقدسة في وزارة الشؤون البلدية والقروية المهندس فهد بن محمد أبو طربوش أن القطار سينقل على متنه نصف مليون حاج خلال ست ساعات، وذلك من مشعر منى مروراً بمزدلفة وصولاً إلى عرفات، إضافةً إلى نقل مليون حاج خلال أيام التشريق. خادم الحرمين يتلقى اتصالاً من سلطان عُمان هنأه فيه بقرب عيد الأضحى ضيوف الملك عبدالله: لولا الاستضافة لما استطعنا الحج سيدات يعملن في «الكشافة» لرعاية الأطفال «التائهين» في الحج التجرد من «الإحرام» على سفح جبل ... ابتغاء «البركة»! «الدفاع المدني» :سيارة لتحليل «الملوّثات»... و46 فرقة ل «الإنقاذ» حجاج «الربيع العربي»: «عين» على «النسك» و«أخرى» على ما بعد «الثورة»