اعتبر الأمين العام السابق لمنظمة التعاون الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو الذي رشّحه حزبا «الشعب الجمهوري» و «الحركة القومية» لانتخابات الرئاسة، أن توافق الحزبين «سينقذ تركيا من المعاناة التي تعيشها». وأعلن رفضه سياسة «الاستقطاب والمواجهة»، مؤكداً أن «لا أجندة سرية» لديه، كما وصف مؤسس تركيا الحديثة مصطفى كمال أتاتورك بأنه «بطل قومي بارز». وأعلن رئيس «حزب الشعب الديموقراطي» الكردي صلاح الدين دميرطاش انه سيخوض معركة الرئاسة، علماً أن أصوات الأكراد الذين يشكّلون خمس سكان تركيا، قد تكون مفصلية في تحديد اسم الفائز، خصوصاً أن رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان الذي يُرجَّح ترشحّه للمنصب، يسعى إلى تسوية سلمية للنزاع مع الأكراد. إحسان أوغلو الذي اعتبره حزبا «الشعب الجمهوري» و «الحركة القومية» مرشحاً توافقياً، زار مقر «حزب الشعب الجمهوري» في أنقرة حيث التقى رئيس الحزب كمال كيليجدارأوغلو الذي وصفه بأنه «رجل حكيم»، وزاد: «لا علاقة له بالسياسة، لكنه شخص يتابع مشكلات تركيا والعالم عن كثب، وسيكون في إمكانه احتضان كل أطياف المجتمع التركي، وهذه أهم ميزة في شخصيته، كما أنه لن يستخدم لغة سلبية». وقال إحسان أوغلو إنه شعر خلال لقاءاته مع أحزاب سياسية، أن التوافق الذي بدأ بين الحزبَين الداعمين له «يكبر بمرور الوقت»، وتابع: «شاهدت كيف أن أساس هذا التوافق متين، وكم أن هذه الخطوات مناسبة للمصالح والأهداف القومية، وأنها ستنقذ تركيا من المعاناة التي تعيشها». وحض على «الحؤول دون انجراف تركيا وراء استقطاب ونزاع ومواجهة بين أبنائها»، معتبراً أن عليها «تأمين الطمأنينة في الداخل والاعتبار في الخارج»، ومشيراً إلى «قلاقل ومشكلات كثيرة يمكن القضاء عليها، من خلال إيجاد بديل سياسي». ولفت إلى أن عليه «إصلاح أفكار مغلوطة» في شأنه، وزاد: «أنا إنسان يقرأ ويكتب، وأُعبّر عن أفكاري في المسائل التي أهتم بها، لذلك لست شخصاً لديه أجندة سرية، يقول نعم لشيء في السياسة اليومية، ثم يغيِّر رأيه في اليوم التالي». ورفض إحسان أوغلو وصفه بأنه «عدو أتاتورك»، مذكّراً بأنه أجرى دراسات حول العلمانية نظاماً للحكم، وتابع: «أنا مواطن تركي مُخلص للمبادئ التي تقوم عليها الجمهورية وصفاتها المنصوص عليها في الدستور، وأؤمن دوماً بأن أتاتورك بطل قومي بارز، وأنه كسب حرب الاستقلال وأسّس الجمهورية، كما أعتقد بأن على الجميع احترامَ شخصيته». وتطرّق إلى موقفه من العلمانية، معلناً تأييده «الفصل بين الدين والسياسة»، وزاد: «يجب ألا يتحكم الدين في السياسة، أو أن تتحكم السياسة في الدين. ومن الأسباب الرئيسة لما يعانيه العالم الإسلامي من مشكلات، خلط الدين بالسياسة والسياسة بالدين». وفتح إحسان أوغلو حساباً على موقع «فايسبوك»، معلناً اتخاذه مقولة «الوجه النيّر لتركيا في الغرب والشرق» شعاراً لحملته الانتخابية، علماً أن وسائل إعلام أوردت أن «ضغوطاً تمارسها الحكومة» تعرقل سعيه إلى استئجار مكتب لإدارة تلك الحملة. في السياق ذاته، أعلن صلاح الدين دميرطاش أنه سيخوض معركة الرئاسة، إذ كتب على موقع «تويتر»: «أتطلع لأن أكون مرشح كل الجماعات المقهورة والمهمشة في تركيا». وأضاف أن إحسان أوغلو زار مقرّ «حزب الشعب الديموقراطي» طالباً تأييده في دورة ثانية محتملة من الاقتراع. وتابع: «أبلغناه أننا نتوقّع تأييد مرشحنا، إذا تمكّنا من خوض دورة ثانية». ورحّب دميرطاش بمشروع قانون قدّمته الحكومة إلى البرلمان، يضع إطاراً قانونياً لخطة سلام أبرمتها مع زعيم «حزب العمال الكردستاني» عبدالله أوجلان، مستدركاً أن «السلام يجب ألا يكون رهينة» انتخابات الرئاسة. أما أوجلان فاعتبر مشروع القانون «خطوة تاريخية».