حققت سيدة أعمال سعودية رغبة الكثيرات من الجنس اللطيف، بافتتاحها أول مقهى ثقافي نسائي في المنطقة الغربية، لتناقش فيه «حواء» كثيراً من المواضيع التي تخصها بطريقة منظمة، بعيداً من العشوائية ورائحة الدخان والشيشة. وأنشئ المشروع الثقافي في مدينة الطيبات التراثية شمال محافظة جدة، وسط توقعات مؤكدة أن يتحول المقهى خلال أشهر قليلة إلى مركز وملتقى لأديبات وإعلاميات وفنانات عروس البحر الأحمر. وترى صاحبة المشروع حصة عيد عواد العنزي أن مقهى «نكهة السموار» الذي رأى النور خلال الأيام القليلة الماضية يمثل دعوة حقيقة إلى كل بنات حواء للقراءة والتأمل والحوار الراقي والهادئ بعيداً من التشنج، مشيرة إلى أنه سيكون ملتقى للباحثات عن الفكر والهدوء، إذ يضم مكتبة وإنترنت، ويقدم وجبات حجازية قديمة تتناسب مع ديكور المكان الذي يعتبر جزءاً من الماضي الجميل الذي تحن إليه المرأة السعودية. وقالت: «كانت لدي رغبة ملحة في جمع سيدات المجتمع وطالبات الجامعة تحت سقف واحد، من أجل تبادل الثقافات والخبرات بطريقة رائعة وبعيداً عن رائحة الشيشة والمعسل، واستطعت تأسيس المقهى الجديد ليحقق كل أحلامي السابقة التي خططت لها أعواماً طويلة». وأوضحت أن فكرة مشروع إنشاء مقهى ثقافي نسائي متكامل كانت تراودها منذ فترة طويلة، ولكنها فضلت أن يقام المشروع في مكان تراثي شهير في جدة يتمثل في مدينة الطيبات التي أطلقها الراحل عبد الرؤوف خليل، قبل سنوات لتكون أكبر تجمع للمشغولات الأثرية والتحف الأثرية. وأشارت العنزي إلى أنها نجحت في الحصول على التراخيص ليكون المشروع هو الأول من نوعه كمقهى ثقافي نسائي يقدم خدماته خلال الفترة الصباحية والمسائية، مؤكدة أنها ستبدأ قريباً تنظيم دورات ولقاءات ثقافية ومحاضرات تهدف إلى تعزيز الوعي وتبادل الثقافات بين المجتمعات النسائية. وقالت: «سيكون المقهى مسرحاً للقاءات الثقافية والدورات العلمية التي ستنظم تحت إشراف كوادر عالية المستوى ويستفيد منها المجتمع»، مضيفة أن جميع العاملات في المقهى الثقافي الجديد من الفتيات السعوديات، وستظهر فيه شخصية «الحكاواتية» التي كانت معروفة في التراث للمرة الأولى، لتروي للحاضرات كيف كانت الحياة سابقاً، وتتحدث عن مواضيع تخص المرأة قد تخفى عن بنات هذا الزمان.