لا تكل ألسنتهم عن الدعاء بأن تنعم أوطانهم بالأمن والاستقرار... هذا حال الكثيرين من حجاج بيت الله الحرام لهذا الموسم الذين قدموا لأداء الفريضة وقلوبهم مليئة بالدعاء، وألسنتهم تهل بالحمد والشكر على تحررهم من الطغيان، إذ يتمنى حجاج قادمون من دول شهدت ثورات أخيراً التقتهم «الحياة» أن يستتب الأمن والاستقرار في أوطانهم. منجي الرحموني من مدينة تونس العاصمة (64 عاماً) هي الزيارة الأولى له إلى السعودية للحج، وهو يشيد بالاستقرار التي تشهده بلاده بعد الأحداث التي مرت بها، يقول: «نحمد الله على ما نحن عليه الآن. مررنا بفترة عصيبة جداً، وانتهينا الآن من مرحلة الانتخابات التي أشاد بنزاهتها وشفافيتها جميع الدول». ويستبشر الرحموني خيراً بالفائزين في الانتخابات «جميعهم من المعتدلين، تم اختيارهم ليقدموا لبلادهم كثيراً من الإصلاحات للشعب التونسي». واستطرد: «سترجع تونس دولة ثرية برجالها وعدلها، وسيشار إليها بالبنان بعد خمس سنوات». كذلك تؤدي سعاد جارة الرحموني التي تبلغ من العمر 55 عاماً، فريضتها للمرة الأولى، وتصف شعورها ب«الرائع»، وتقول: «فرحة عظيمة التي أشعر بها فور قدومي إلى أرض الحرمين»، وتضيف: «كنت أتمنى أن أحج منذ زمن، لكن فترة الظلم التي عشناها قبل الثورة منعتني من أداء الفريضة، لأن الحكومة القديمة كانت تخص ذوي الأعمار الكبيرة، أما الآن فتحررنا والحمد لله من الظلم والفساد، وسترجع تونس أفضل من قبل». ووافقتها ريم محمود (60 عاماً) وزينة (50 عاماً) اللتان تزوران مكة لأول مرة، فأشادتا بالاستقرار التونسي بعد الثورة. في حين وصف توفيق البرجي (42 عاماً) اللحظات الرائعة الحقيقية التي تعيشها تونس بعد الثورة، «خصوصاً بعد اجتيازنا مرحلة الانتخابات التي أسهم غالبية المواطنين فيها»، ويضيف: «ها نحن الآن ننتظر النتائج، وكلنا أمل في أن نسترد تونس كما كانت عليه في السابق». الحجاج المصريون كانت انطباعاتهم مختلفة عن التونسيين، فالمهندس سعيد زكي (47 عاماً) الذي زار مكة مرتين من قبل، يصف الأوضاع التي تحيط بمصر بعد الثورة بالمريبة والمثيرة للقلق، لكنه يعتبره أمراً طبيعياً وموقتاً، «مثل هذه الظروف تسود في غالبية الدول بدهياً بعد قيام أي ثورة لفترة زمنية موقتة». وزاد: «نطمح أن يجعل الله بلدنا آمناً»، متفائلاً باقتراب موعد الانتخابات. في حين وصف المهندس عادل عبدالعظيم الذي يزور مكة لأول مرة، ما اعترى مصر بعد الثورة بأنه «مجرد هزة أمنية لا تثير الفزع»، ووافقته على ذلك جيهان الفايز البالغة من العمر 40 عاماً، التي ترى أن مصر «في طور التحسين»، تقول: «نحن نطمح للسلم والسلام والاستقرار وأن تعود مصر كما كانت عليه في السابق». من جانب آخر، أشاد الجميع بالحفاوة والترحيب التي حظوا بها جميعاً فور وصولهم إلى مطار الملك عبدالعزيز بجدة من حكومة السعودية وما شهدوه من موظفي المطار والجوازات من تسهيل في إجراءات الدخول، وقد لمس بعض الحجاج القادمين لأداء النسك للمرة الثانية تقدماً ملحوظاً في خدمات الحجيج.