بينما أمرت النيابة بحبس شرطيين على ذمة التحقيقات التي تجرى معهما في شأن اتهامات بقتل شاب رمياً بالرصاص في مدينة 6 أكتوبر (جنوبالقاهرة)، أثارت قضية مقتل الشاب عصام علي عطا في سجن شديد الحراسة في ضاحية طرة جدلاً طبياً؛ ففي وقت أفادت تقارير طبية أن سبب الوفاة ابتلاعه أقراصاً مخدرة، رفض نشطاء وأسرة عطا تلك التقارير، وأكدوا أنه تعرض للتعذيب داخل السجن. وأمرت النيابة أمس باستدعاء زملاء للقتيل داخل السجن للاستماع إلى شهاداتهم في شأن ظروف وملابسات وفاته. ونفت مصادر عسكرية ما تردد بقوة أمس في أوساط مصرية في شان استقالة وزير الداخلية منصور عيسوي، وقالت ل «الحياة» إن ما تردد «مجرد إشاعات أطلقها بعضهم لزعزعة الأمن في مصر». وجاءت أنباء الاستقالة عقب وفاة السجين عصام علي عطا المحكوم عليه عسكرياً بعامين. وكان مركز «النديم» للتأهيل النفسي لضحايا العنف، اتهم إدارة سجن طرة بتعذيب السجين عطا حتى الموت. وقال المركز إن وفاة عصام عطا (23 سنة) جاءت عقاباً له على تهريبه شريحة تليفون محمول إلى محبسه، حيث تعرض عصام ل «تعذيب وحشي» بإدخال خراطيم مياه في مناطق حساسة في جسده، موضحاً أنه نُقل مساء الأربعاء إلى مستشفى قصر العيني قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة. غير أن رواية المركز لم تثبتها تقارير الطب الشرعي الذي وقع الكشف على جثمان عطا، إذ أكد عدم وجود أي دلالات لتعرضه للتعذيب، وكشف عن العثور على أقراص مخدرة داخل أحشائه يرجّح أن تكون السبب في وفاته. وأمرت النيابة أمس بتشريح الجثة وفحصها وبيان ما إذا كانت هناك شبهة جنائية من عدمه، وما إذا كانت الوفاة ناتجة من إصابته بالتسمم بتناوله مواد مخدرة أم لا. كما قررت النيابة استدعاء كل من أحمد سيد أحمد ومحمد علي السيد وسيد أحمد عثمان، وهم نزلاء في عنبر شديد الحراسة وكانوا زملاء لعطا، كذلك واستدعاء الدكتور محمد دياب، طبيب السجن، و3 أطباء من مركز السموم في مستشفى قصر العيني استقبلوا المسجون قبل وفاته. في غضون ذلك، أمرت النيابة بحبس شرطيين على ذمة التحقيقات التي تجرى معهما في شأن اتهامات تتعلق ب «قتل الشاب معتز أنور أثناء مطاردة مع الشرطة في مدينة الشيخ زايد» بعدما وجَّهت إليهما النيابة تهمة «القتل العمد». وقال الضابطان المتهمان في التحقيقات التي أجريت معهما أمس أمام النيابة إنهما «كانا يتفقدان الحالة الأمنية في مدينة الشيخ زايد، واشتبها في سيارة ملاكي كانت تقف بالطريق العام من دون لوحات معدنية». وأضافا أنهما شاهدا أحد الموجودين بالسيارة «يشعل سيجارة يشتبه أنها مواد مخدرة»، وأكدا أنه «عقب مشاهدتهم سيارة النجدة حاولوا الهرب، وحدثت المطاردة فأطلقنا النيران من خلف السيارة في محاولة لإيقافهم، وفوجئنا بإصابة المجني عليه وألقينا القبض على صديقيه وتوجهنا إلى المستشفى حيث نقل الضحية، كما تم احتجاز صديقيه». غير أن رواية الضابطين رفضها شهود الإثبات في إفادتهم أمام النيابة، إذ أكدوا أنهم «أثناء سيرهم فوجئوا بسيارة نجدة تطاردهم وتطلق النيران عليهم ثم توقفت أمامهم وأجبرت المجني عليه على التوقف، وأطلق أحد الضابطين النيران على معتز فلفظ أنفاسه قبل خروجه من السيارة».