مواليد تسموا باسمه، وأناشيد ترنّمت بمآثره، وقصائد سُطِّرت برثائه، وأدعية هتفت بالرحمة له، وصلوات تصاعدت إلى السماء، تطلب المغفرة له، وتعاطف شعبي عربي، أثناء مواراته القبر. كل هذا وأكثر كان حاضراً أول من أمس أثناء صلاة العصر على ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام الأمير سلطان بن عبدالعزيز. ورغم أن الحراك السياسي متخم بالأحداث ومليء بالمفاجآت إلا أن تغريدات عدد من السعوديين كانت تتمحور حول وفاة الأمير سلطان. ولم يقتصر التفاعل على السعوديين فحسب، بل تضامن معهم عدد من الخليجيين والعرب، ومن أبرزهم الكويتيون. يقول الشاب الكويتي مشعل النامي: «لو قارنا بين جميع حكام العالم فإن الأمير سلطان من أفضلهم لأنه حكم بشرع الله.. ولو لم يفعل آل سعود خيراً سوى رعايتهم التوحيد لكفاهم ذلك». كما قدم القارئ مشاري العفاسي عدداً من الأدعية المترحمة للأمير سلطان في قناته وعلى أثير الإذاعات، وذكر أن وزارة الأوقاف دعت أئمة مساجد الكويت لإقامة صلاة الغائب على الأمير سلطان بعد صلاة العصر يوم الثلثاء. كما قدم النائب في مجلس الأمة وليد الطبطبائي، العزاء للمملكة قيادة وشعباً بوفاة الأمير سلطان نسأل الله له المغفرة والرحمة وأن يخلف أهله وشعبه خيراً (إنا لله وإنا إليه راجعون). أما المنشدون فهم أيضاً قدموا حداء حزيناً متناغماً مع حالة الوفاة، كالمنشد سمير البشيري، إضافة إلى عدد من الشعراء، إضافة إلى القروبات التي أنشئت في صفحات التواصل الاجتماعي تترحم على الفقيد. والتدوينات التي تظهر مساحة الحب التي يحملها الشعب له. يقول محمد الطراد: «القلب يخفق ألماً من فراق إنسان ربما يكفي أن أقول عنه «إنسان» بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معانٍ». وأضاف: «تدمع عيني من مقطع طالما رأيته وهو بقلب حانٍ بعيداً عن المظاهر يخاطب طفلاً معاقاً وبضحكة حانية وكأنه فلذة كبده! رجل إنسان قل في وقتنا... يمتلك بسمة ساحرة تبعث في القلب الراحة، ساوى بين الجميع في كلماته يوجز ويفيد ولا يرد سائلاً، أعمال خيرية يشهد له بها إن شاء الله ملائكته وبني آدم في أرضه.. سلطان الخير إلى جنات الخلد بإذن الله لتستريح روحك في سلام». ويلحظ الدكتور خالد المصلح أن مشاعر حب ورحمة ووحدة وألفة تلمحها في تغريدات المغردين على اختلاف أطيافهم وأفكارهم حول الأمير سلطان بن عبدالعزيز. من جانبه، يقول محمد الحناكي: «بحمد الله أديت الصلاة على الأمير سلطان بن عبدالعزيز، وكان للصلاة عليه أثر إيجابي في نفسي، إذ إن الصلاة عليه، تجبر مصابنا، وتجعلنا نقدم الدعاء له». ويضيف: «الحزن أن يفارق الحياة رجل لا يفارقنا بأفعاله، فيصمت ويبقى صوته في أذننا ويغيب وتبقى صورته في أذهاننا، ويختفي ويبقى طيفه عالقاً في مخيلتنا».