اعتبر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن القارة الأفريقية تواجه خطراً متزايداً يتمثل بالتهديدات الأمنية العابرة للحدود وفي مقدمتها "الإرهاب"، مشدداً أن ثورة الشعب المصري في "25 يناير" و"30 يونيو" جنّبت مصر الحرب الأهلية، مؤكداً على أن القوات المسلحة وقفت لتحقيق ارادة الشعب لا العكس، مشيراً الى ان مصر لن "تنفصل عن محيطها الافريقي". وجاء ذلك في الكلمة التي ألقاها أمام الجلسة الإفتتاحية للقمة الأفريقية في العاصمة غينيا، مالابو. واعتبر السيسي أن "مصر تُدرك حجم التحديات الجسيمة في مجال السلم والأمن، الأمر الذي يتطلب تكثيف الجهود وحشد الإمكانيات الذاتية لتفيعل مبدأ الحلول الافريقية للمشاكل الافريقية". وتعهد بأن "تواصل مصر بذل أقصى الجهد للعمل على تسوية النزاعات التي طالت العديد من دول القارة الأفريقية، وتسببت في عرقلة برامج التنمية فيها، ونتج عنها مئات الآلاف من اللاجئين والنازحين والضحايا". وأدان السيسي "كافة أشكال الارهاب"، مشدداً على أنه "لا مجال لتبريره أو التسامح معه ..لقد أصبح الارهاب أداة لتمزيق الدول وتدمير الشعوب وتشويه الدين.. إن هذا الخطر المشترك يملي علينا تعزيز التعاون فيما بيننا، حفاظاً على أمن وسلامة مواطنينا وجهود التنمية الاقتصادية في دولنا". وأكد أن "التحديات التي تواجهنا تملي علينا الخروج بقرارات حاسمة تتعامل مع الأوضاع الحرجة التي تمر بها قارتنا في مختلف المجالات، وتلبي تطلعات شعوبنا في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتضمن مستقبلاً أفضل للأجيال القادمة". وقال السيسي إن "الديموقراطية طريق لايخلو من العواقب والتحديات"، مؤكداً أن "مصر لايمكن أن تنفصل عن وجودها وواقعها الافريقي، إلا أن الشعب المصري تألم عندما اتخذ الاتحاد الافريقي موقفاً مغايراً لارادته، حينما لم يبادله اخوته الافارقة التضامن والمساندة والتأييد". وأكد أن "الأخوة الأفارقة باتوا يدركون أن 30 يونيو كانت ثورة شعبية كاملة مكتملة الاركان، انحازت فيها القوات المسلحة المصرية الى ارادة الشعب وليس العكس". وإن "ثورة 30 يونيو تضافرت فيها جهود المصريين لتجنيب البلاد حرباً أهلية، دون انجرافها نحو مصير المجهول، انساقت اليه للاسف بعض دول المنطقة وتدفع شعوبها اليوم الثمن فادحاً". وشدد على أن "التحديات التنموية هي من التحديات الرئيسية التي تواجه الدول الأفريقية وفي مقدمتها مصر، فما زال شبح الجوع والمرض والأميّة يخيم على حياة الشعوب الأفريقية، وبدلاً من الانخراط في العمل الجاد والبناء تنخرط بعض دول القارة في نزاعات دامية قبلية كانت أو حدودية تمزق أوصال دولنا. واضاف أنه "لقد آن الأوان أن نتغلب على كل هذه المعوقات نتخلص منها نهائياً، ونضع نصب أعيننا سبل استغلال طاقاتنا وثرواتنا التي يتعين أن تكون من أبنائنا ولأبنائنا، مضيفاً أن نجاح دولنا في تحقيق معدلات نمو تجاوزت متوسط النمو العالمي خلال السنوات الأخيرة، دليل على ثراء مجتمعاتنا بالموارد الاقتصادية والبشرية". وبمشاركته في هذه القمة، اكد السيسي الذي لقي تصفيقاً حاراً من المشاركين في القمة لدى صعوده الى المنبر لالقاء كلمته، عودة مصر الى القارة بعد تجميد عضويتها، اثرعزل الرئيس السابق محمد مرسي في تموز (يوليو) 2013.