تغير شبيبة العالم الشديدة الترابط على أوسع نطاق في التاريخ، السياسة والثقافة العالميتين بما يطبعها من حيوية وتفتح على التكنولوجيات الجديدة. ويشكل الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 25 عاماً 43 في المئة من سكان العالم، إلا أن نسبتهم تصل إلى 60 في المئة في أقل البلدان نمواً. ونظراً إلى أنهم سيصبحون الآباء والمعلمين للجيل المقبل، ستحدّد خياراتهم الاتجاهات السكانية في المستقبل. والاستثمار في الشباب يوجد مساراً لتسارع التنمية. وعندما تتأتى للشباب المطالبة بحقوقهم في الصحة والتعليم وظروف العمل اللائقة، يصبحون قوة فاعلة لتحقيق التنمية الاقتصادية والتغيير الإيجابي. والاستثمار في الفتيات المراهقات هو من أذكى الاستثمارات التي يمكن أن يقوم بها بلد من البلدان. فبتوفير الصحة والتعليم وإتاحة الفرص للفتيات والنساء، يمكنهن المساهمة في شكل كامل في مجتمعاتهن والمساعدة على كسر حلقة الفقر. ويمثل المراهقون الذين تراوح أعمارهم بين 10 و19 سنة أكثر من 1.2 بليون نسمة، وهم الآباء للجيل المقبل، ويعيش 88 في المئة من أولئك المراهقين في البلدان النامية. ومن بين 620 مليوناً من الشباب في قوة العمل في العالم، كان 81 مليوناً، أو 13 في المئة، خارج العمل نهاية 2009، وهو أعلى رقم في أي وقت على الإطلاق. وهذا المعدل أعلى بثلاث مرات من معدل البطالة المتوسط للبالغين على نطاق العالم. ويعيش الملايين من الشباب بمفردهم أو في الشوارع. ويمكن أن تصل إليهم برامج التثقيف الجنسي وتوجيه الأقران وخدمات الصحة الإنجابية من خلال وسائل خاصة: المسلسلات والكتب المصورة والملصقات والمجلات والمسرحيات وأشرطة الفيديو والموسيقى. ويقع نحو 40 في المئة من الإصابات الجديدة بفيروس نقص المناعة البشرية/ الإيدز في صفوف الشباب الذين تراوح أعمارهم بين 15 و24 سنة. وفي هذه الفئة العمرية، لا يكون الفرد على معرفة دقيقة في شأن انتقال فيروس نقص المناعة البشرية إلا لدى 40 في المئة من الذكور و38 في المئة من الإناث. الفجوة بين الجنسين تمثل البنات أكثر من نصف السكان الشباب غير الملتحقين بالمدرسة والبالغ عددهم 143 مليوناً. ومعدلات التحاق البنات بالمدارس الابتدائية مرتفعة في كل أنحاء العالم، وتقترب من معدلات التحاق البنين، لكن معدلات إتمامهن الدراسة تقل عن 50 في المئة في معظم البلدان النامية. ففي 19 بلداً أفريقياً، لا تتجاوز نسبة الفتيات اللواتي يكملن المدرسة الثانوية عن 5 في المئة. وعلى نطاق العالم، هناك أكثر من 50 مليون مراهقة متزوجة وتراوح أعمارهن بين 15 و19 سنة، وفهم بعضهن للإنجاب ضئيل. ومعظمهن لن يكملن تعلمهن الثانوي، وكثيرات سيحملن قبل أن تنضج أجسامهن بما يكفي لولادة الطفل بأمان. وفي كل سنة، تصبح 16 مليون مراهقة في عداد الأمهات. ونصفهن يعيش في سبعة بلدان فقط هي: إثيوبيا والبرازيل وبنغلاديش والكونغو ونيجيريا والهند والولايات المتحدة. إن صحة المراهقين في جميع أنحاء العالم بصفة عامة أفضل اليوم مما كانت عليه في الماضي، ويعزى ذلك إلى حد كبير إلى الاستثمارات في الرعاية الصحية للطفولة المبكرة والمتوسطة. وتتسبب الحوادث في ثلث وفيات المراهقين، خصوصاً الأولاد، الذين هم أيضاً أكثر عرضة للوفيات الناجمة عن أعمال العنف. ويكون كثير من الأخطار التي تتهدد الشباب نتيجة العنف والإيذاء والاستغلال في أعلى درجاته خلال فترة المراهقة: فالأولاد يضطرون للعمل كجنود أطفال أو كمزارعين من دون أجر أو في وظائف خطرة؛ وتجبر الفتيات على ممارسة الجنس أو على الزواج أو الخدمة بالمنازل. وكثيراً ما يؤدي إشراك الشباب في تصميم وتشغيل البرامج التي تهدف لمساعدتهم إلى الأخذ بنُهج فريدة، وتحسين في معدل نجاح المشاريع، إلى جانب تعليم هؤلاء الشباب مهارات التواصل والتفاوض والمشاركة المدنية. كل سنة من التعليم المدرسي للفتاة تخفض معدل وفيات أطفالها بنسبة خمسة إلى 10 في المئة. وبإتمامها خمس سنوات من الدراسة، يزيد بنسبة 40 في المئة احتمال أن يعيش أطفالها بعد سن الخامسة. وكل سنة من سنوات الدراسة الثانوية تزيد أجور الفتيات في المستقبل بنسبة من 10 إلى 20 في المئة، مقارنة بالعائد بنسبة 5 إلى 15 في المئة عن السنة الإضافية من التعليم للبنين. ويزيد احتمال مقاومة النساء المتعلمات للانتهاكات من قبيل العنف العائلي والتقاليد مثل ختان الإناث والتمييز في المنزل أو في المجتمع أو في مكان العمل. وتتجاوز هذه التغييرات الأجيال، ما يؤدي إلى تحسين صحة النساء وأطفالهن، وفي نهاية المطاف أحفادهن..