في 31 تشرين الأول (أكتوبر) الجاري، سيبلغ عدد سكان الأرض سبعة بلايين شخص. وتمثل هذه العلامة الفارقة من تاريخ العالم فرصة كبيرة وتحدياً كبيراً في آن. وعلى رغم أن الأشخاص يعيشون حياة أطول وينعمون بصحة أفضل، وأن الأزواج في كل أنحاء العالم يختارون أن يكون لهم عدد أقل من الأطفال، تظل ثمة أوجه تفاوت شديد، وفق صندوق الأممالمتحدة للسكان الذي نسّق هذه الصفحة مع «الحياة». وتضيف وتيرة النمو الحالية نحو 78 مليون شخص إضافي كل سنة، أي ما يعادل عدد سكان كندا وأستراليا واليونان والبرتغال مجتمعين. ويحدث كل ذلك النمو تقريباً، أي 97 شخصاً من بين كل 100 شخص، في أقل البلدان نمواً، التي يسعى بعضها إلى تلبية احتياجات شعوبها. والفجوات بين الأغنياء والفقراء آخذة في الازدياد. وأصبحت أعداد من الناس أكثر عرضة من أي وقت مضى لانعدام الأمن الغذائي وأزمات نقص المياه، والكوارث المتعلقة بالطقس. وفي الوقت ذاته، يساور القلق العديد من البلدان الغنية والمتوسطة الدخل بشأن انخفاض الخصوبة، وتناقص عدد السكان، والشيخوخة. وتتوقف إمكانية العيش معاً على كوكب صحي على القرارات التي نتخذها الآن. ففي عالم بتعداد سبعة بلايين شخص وآخذ في التزايد، يتعين علينا أن نعتمد على بعضنا البعض. ويبدو أن معدل الزيادة يتباطأ، لكن بلوغ عدد كبير من الأشخاص سن الإنجاب الآن، يقدر بنحو 3.7 بليون شخص، ما يعني أن عدد سكان العالم سيستمر في الازدياد لعقود. ويتوقف الموعد الذي نكمل فيه البليون المقبل والبلايين التالية على القرارات المتعلقة بالسياسات والتمويل التي تتخذ الآن في شأن الرعاية الصحية للأمهات والأطفال، وإمكانات الوصول إلى تنظيم الأسرة، وتعليم الفتيات، وتوسيع نطاق الفرص أمام المرأة. اتجاهات - ارتفع متوسط العمر المتوقع في كل أنحاء العالم بمقدار 20 سنة منذ عام 1950، من 48 سنة إلى 69 سنة الآن. وفي الوقت ذاته، انخفض معدل الوفيات في صورة مطردة، لأن الاكتشافات الطبية وتأمين مرافق الصرف الصحي والرعاية الصحية أنقذت أرواح الملايين. - انخفض معدل الخصوبة الإجمالي في العالم بمقدار النصف تقريباً خلال 50 سنة (من خمسة أطفال لكل امرأة عام 1950 إلى 2.5 في الفترة 2010 - 2015، مع وجود اختلافات واسعة بين البلدان). وإذا استمرت الاتجاهات الحالية، سيزيد عدد الجنس البشري قليلاً عن تسعة بلايين شخص بحلول عام 2050 ويتعدى 10 بلايين شخص بحلول نهاية القرن. - تحجب المعدلات العالمية مقداراً كبيراً من التفاوت بين البلدان. فمعدلات الخصوبة في اليابان ومعظم الدول الأوروبية وسنغافورة وروسيا تبلغ 1.5 طفل لكل امرأة أو أقل، في حين أن المعدلات تبلغ 5 أطفال أو أكثر في أفغانستان والعديد من البلدان الأفريقية. وإذا استمرت هذه الاختلافات، فإنها يمكن أن تحدث تغييراً كبيراً في العالم. - لمستويات الخصوبة أهميتها. فألمانيا مثلاً، بعدد سكانها البالغ 82 مليون شخص تماثل الآن في حجم السكان إثيوبيا التي يعيش فيها 83 مليون شخص. لكن معدل الخصوبة في ألمانيا هو 1.4 طفل لكل امرأة وفي إثيوبيا 4.6 أطفال لكل امرأة. وبحلول عام 2050، يرجَّح أن يتراجع عدد سكان ألمانيا إلى 75 مليوناً في حين سيتضاعف عدد سكان إثيوبيا تقريباً، ليبلغ 145 مليون شخص.