لا تزال تداعيات أزمة الإعلامي يسري فودة قائمة بعد حجب حلقته من برنامج «آخر كلام» على قناة «أون تي في» التي كان من المزمع فيها استضافة الروائي علاء الأسواني والكاتبين الصحافيين إبراهيم عيسي وياسر رزق، للتعليق على لقاء عضوي المجلس العسكري اللواء محمد العصار واللواء محمود حجازي مع الإعلامية منى الشاذلي في برنامجها «العاشرة مساء». بناء على حجب الحلقة أصدر فودة بياناً صحافياً يستنكر فيه تلك الواقعة واصفاً الإعلام المصري بالتدهور، وجاء في البيان: «ثلاثة أشياء أحاول دائماً أن تبقى نصب عيني: ضميري أمام الله، وواجبي تجاه الوطن، وحرصي على قيم المهنة. هذه كلها الآن تدفعني إلى إصدار أول بيان في حياتي لمن يهمه الأمر بعد مسيرة صحافية تقترب اليوم من نحو عشرين عاماً تقديراً لمن شرفوني بثقتهم واحتراماً للذات.(...) ورغم إدراكي لحقيقة أن جميع الأطراف في مصر الثورة كانت، ولا تزال، تمر بمرحلة ثرية من التعلم تغمرنا بالتفاؤل، في أحيان، وتصيبنا بالإحباط، في أحيان أخرى، فإن حقيقة أخرى ازداد وضوحها تدريجياً على مدى الشهور القليلة الماضية تجعلنا نشعر بأن ثمة محاولات حثيثة للإبقاء على جوهر النظام الذي خرج الناس لإسقاطه (...). لقد كنت، وسأبقى دائماً، فخوراً بقناة «ontv» وبما قدمه شبابها في أصعب الظروف، مثلما كنت، وسأبقى دائماً، فخوراً بكل صوت مصري جريء لا يخشى في الحق لومة لائم أينما كان، ومصر مليئة بالأحرار. ورغم أنني لا أجد في نفسي ما يدعوني إلى البحث عن طريق آخر، فإنني أجد في نفسي أسباباً كثيرة تدعوني إلى تعليق برنامج «آخر كلام» إلى أجل غير مسمى. هذه طريقتي في فرض الرقابة الذاتية: أن أقول خيراً أو أن أصمت(...). ورداً على هذا البيان الذي أعقبه إنشاء عشرات المجموعات على موقع التعارف الاجتماعي فايسبوك للتضامن مع موقف الإعلامي الكبير جاء رد قناة «أون تي في» في بيان صحافي أكدت فيه أن الإدارة لا تزال متمسكة بفودة، حيث قال البيان: «إيماناً من قناة «ontv» بدور الإعلام الحر، والذي تتخذه منهجاً في محتواها وأمام موقف الإعلامي يسري فودة الذي أوضحه في بيانه الصحافي صباح اليوم، فإن قناة ontv تحترم وتتفهم وتؤيد موقفه ووجهة نظره في الرسالة التي يحاول أن يوصلها للجمهور بتعليق برنامجه «آخر كلام» إلى أجل غير مسمى، وهي أن هناك تدهوراً ملحوظاً في حرية الإعلام المهني في مقابل تهاون ملحوظ مع الإسفاف «الإعلامي» (...)».