على رغم أن الأمير سلطان بن عبدالعزيز نحت في مخيلة غالبية من تسنت لهم معايشته عن قرب كثيراً من المواقف التي لم تبارح ذاكرتهم، إلا أن مشاهد إنسانية وضاءة تتزاحم لدى قطاع عريض من العامة، تابعوها عبر وسائل الإعلام خصوصاً المرئي منها، وقف فكرهم حائراً حيالها من انتقاء الأفضل من «الأفضل» من مآثر «سلطان الخير». خميس أحمد آل خميس ضابط متقاعد عمل لثلاثة عقود بالقوات المسلحة منذ تولي الأمير سلطان وزارة الدفاع، قال ل»الحياة»: «كنا ننتظر زيارة الأمير سلطان بحرارة وشوق في كل عيد، إذ لا يغادر المكان الذي يزوره إلا مخلفاً وراءه روحاً معنوية عالية في قلوب الكل من أفراد وضباط وجنود من خلال خطاباته الارتجالية الصادقة التي تحمل من الصدق والحب والدعم المعنوي الذي ميز سلطان خلال أكثر من 50 عاماً». ولم تسقط عن ذاكرة الناشطة الاجتماعية مريم خضر المشهد الذي تم عرضه قبل أكثر من 15 عاماً وهو يحكي إنسانية أبي خالد، وتم بثه عبر التلفزيون السعودي عندما جرت دمعة الأمير الغالية على خده في حفلة وداع كبار المتقاعدين وداراها بشماغه، «ما يؤكد أن لسلطان قلباً لا يحمل إلا الحب والحب فقط». ويستحضر التربوي عبدالرحمن الزهراني المواقف المشهودة عن ولي العهد، ويقول: «في كل المحافل التي يكون نجمها سلطان تجده يستدعي أحد الجنود للسلام عليه، وتارة يهدي أحدهم قلمه وآخر ساعته، يردفها بعبارته الشهيرة «أبشر بالخير»، وأضاف: «من ينسى إصراره على تقبيل رؤوس أبنائه العائدين من الجبهة إبان إصاباتهم وهو يعاني ما يعانيه من المرض». ويذكّر الفنان الشاب أحمد الحازم بالحوار الذي لن يتكرر بين الفقيد وذلك الطفل المعوق «الذي غاص في أعماق قلب سلطان واستخرج لنا ما لا يوصف من الحب والحنان، وما في ذلك الحوار من عفوية وكأن هناك اتصالاً عاطفياً بينهما لا يحس به غيرهما، كما لا ننسى كلمته رحمه الله عندما قال له الطفل: لا تنساني، فأجابه: لا والله ما ني بناسيك». ولن ينسى الفنان التشكيلي صالح شبرق الدموع التي ذرفها عند إلقاء إحدى بنات الشهداء قصيدة بين يديه «وما أجملها وأغلاها من دموع صادقة تدل على ما يحمله ذلك القلب من إيمان وحب لشعبهما». دموع المعلمة حنان عبدالسلام سبقت كلماتها وهي تعبر عن فقدها «أباً رؤوماً وقائداً وأميراً محنكاً»، تقول: «من تابع سلطان يجده يختلف عن أي مسؤول آخر، فهو المميز في احتفالاته بالبسمة الدائمة والارتجال في الخطابات، ولابد أن يحطم كل بروتوكولات المسؤولين في كل احتفال بموقف عفوي تغلفه ابتسامة صادقة تزيده حباً وهيبة، ليشير فيها لكل من حوله بما يحمله من الحب والتقدير لهم»، وزادت: «من المعروف في علم النفس وفي فنون التواصل أن الابتسامة خير رسول للمتلقي بحب الملقي وتواضعه».