أولى الأمير سلطان بن عبدالعزيز (رحمه الله)، اهتماماً كبيراً بكراسي البحث والبرامج العلمية، من خلال دعمه لتلك الكراسي في جميع مناشطها وأهدافها، ولعل مبادراته في احتضان وتبني الكراسي دلالة على هذا الاهتمام الكبير. وأطلقت جامعة الأمير محمد بن فهد، اسمه على عدد من الكراسي، التي تقدم خدمات جليلة للبحث العلمي الرصين. وتبنت الجامعة كرسي «الأمير سلطان بن عبد العزيز لدراسات البيئة والطاقة». الذي دشنه (رحمه الله)، وخصص له 10 ملايين ريال سنوياً. وعقدت الجامعة ورشة تأسيسية للكرسي، دعت إليها خبراء وأساتذة متخصصين في مجالات الطاقة والبيئة، لوضع برنامج الكرسي، يتضمن الدراسات والبحوث والفعاليات، مثل المحاضرات والندوات. كما تدرس الجامعة الاستعانة بخبراء محليين ودوليين في مجالات الكرسي، إضافة إلى الخدمات التي ستقدمها نتائج هذه الفعاليات في خدمة المجتمع، سواءً في المنطقة الشرقية، أو المملكة، أو حتى على المستوى العالمي. ويشهد استهلاك الطاقة نمواً متسارعاً، نتيجة التحديث العصري والزيادة في الاقتصاديات، من منطلق أن موارد الطاقة «محدودة»، والطلب عليه في تزايد مستمر، ما دفع المسؤولين إلى إيجاد طرق تقنية جديدة لاستخدام الطاقة، والبحث عن مصادر جديدة للطاقة، ونتيجة لارتفاع نسبة التلوث والاحتباس الحراري، قرر الكرسي دعم البحث النظري والتطبيقي، إضافة إلى التعليم والتدريب الذي سيوجد أنظمة مبتكرة لإنتاج الطاقة المستدامة. وهذه الأنظمة يجب أن تكون آمنة وغير ضارة بالبيئة. وتعمل على الحد من تلوث الهواء، وتستخدم المصادر المتجددة والمتوافرة في المملكة، وأهمها الطاقة الشمسية. وأدى الارتباط الوثيق بين البيئة والتنمية إلى ظهور مفهوم «التنمية المستدامة»، ما يستلزم الاهتمام بحماية البيئة. وتشكل الطاقة المتجددة إحدى وسائل حماية البيئة، لذلك تحرص الدول على تطوير هذا المصدر من الطاقة، وتضعه هدفاً تسعى لتحقيقه. وإضافة إلى ما تقدمه هذه الطاقة من عوائد عدة، منها توفير فرص العمل، يتم استخدامها لمعالجة مشكلاتها البيئية المعقدة. ويهدف كرسي «الأمير سلطان بن عبد العزيز للطاقة والبيئة» إلى «بلورة حقيقة أهمية الطاقة المتجددة في حماية البيئة، لأجل التنمية المستدامة. بعد أن أصبح العالم مقتنعاً بأهمية معالجة المشكلات البيئية، خصوصاً في مجال حماية البيئة من مخاطر التلوث الناتج من مزاولة المؤسسات للأنشطة التي ينتج منها آثار خارجية سلبية على مكونات البيئة كافة إزاء سلامة الغلاف الجوي. كما يسعى الكرسي إلى نقل وتوزيع الطاقة الكهربائية، وتوليد ودمج الطاقة المتجددة مع وسائل توليد الطاقة بالطرق التقليدية، وتوليد الطاقة بتقليل انبعاث ثاني أكسيد الكربون. ويهدف أيضاً إلى تحديث المباني وعزلها حرارياً، لترشيد الطاقة والعمل على توليد الطاقة من النفايات الصلبة، وتوليد وتخزين وتوزيع الطاقة في المملكة ودول الخليج، واستقطاب باحثين عالميين للعمل في شتى المجالات المتعلقة، وتدريب الدارسين لتحقيق هذه الأهداف ونشر الأبحاث والدراسات على مستوى المحلى والإقليمي والدولي وعقد المؤتمرات العلمية، وتوعية السكان وطلاب المدارس بأهمية الطاقة والحفاظ على البيئة وتوفير استشارات في مجال نقل التقنية والتدريب والتكنولوجيا المتعلقة بالطاقة والبيئة وتطوير المناهج الدراسية ومسايرتها لأحدث الأبحاث العلمية. كما يركز الكرسي على أولويات استخراج الطاقة الشمسية للاستخدام في توليد الطاقة الكهربائية.