انفجرت علبة الألوان في رأسي، فطارت أفكاري، سحابة من قوس قزح. * قالت، وهي تمسح عن جبينه، آلاف النجوم الصغيرة، وأحلام أشجار الميلاد: انهض، إنه الشروق يا حبيبي. وحين استيقظ، نظر إلى عشرات الرسائل المهملة، في بريد الغيب، وتأمل الركن الخالي، فلم يجد الصوت ولا الشروق، وجد ذلك الفراغ الجميل في عتمة الناي! * في كل ليلة كانت تدنو من سرير ابنتها الصغيرة، وتطبع على خديها المتوردين، مئات القبلات، وكأنها ستلتهمها. كل ليلة، كانت تلاحظ، أن رائحة ابنتها الحسناء، تشابه، حد الفتنة، رائحة فراخ العصافير. كانت تشك في هذه الرائحة، إلا أنها بدأت تصدقها أنفها يوما إثر آخر. بعد أسابيع حملت ابنتها إلى مكان لا يعرف. لم تعد البنت تنام في سرير أمها... بل في عش صغير على النافذة. * في الليل تتحول المسألة إلى كونها أكثر من رياضة أعتاد عليها. دوماً يحلم بغابة يكون فيها قرداً يتراقص بين الأغصان، والجذوع، والصخور المفتتة الصغيرة. وفي الليلة الثانية كان يحلم أن يكون أسداً يفترس كل أعدائه الذين آذوه، وخصوصاً (حسين السالم) زميله في البنك. وفي ليلة ثالثة كان يحلم بأن يكون غزالاً كي يستطيع الهرب من الديون التي تلاحقه. في ليلة رابعة كان يحلم بأنه سوف يصبح ديناصوراً يلتهم رأس أم زوجته، التي تنكد عليه، ليل ونهار، لأنه لم يستطع أن ينجب طفلاً بعد مرور 8 سنوات على زواجه. في الليلة العاشرة، نصحه طبيبه النفسي، بأن يقضي ثلاث ليالٍ في حديقة الحيوانات. * يقول لي أبو عبدالله، مدير الشركة التي أعمل بها منذ ثماني سنوات: «اتبع قلبك دائماً». حسين العلي، زميلي في المكتب يقول لي، وهو يقذفني بملفات المعاملات المغبرة: «اتبع قلبك دائماً». يصب لي عميش القهوة وهو يذكرني بصوته الأجش: «اتبع قلبك دوماً». حتى بائع الصحف الهندي برهان يقول لي بعربيته المكسرة، ولغة الإشارة: «اتبع قلبك دائماً». أصدقائي، في حال كان قلبي ممزقاً، أي قطعة أتبع؟