كشف قائد قوات الدفاع المدني في الحج اللواء محمد بن عبدالله القرني اعتماد موسم هذا العام للمرة الأولى على تقنيات لرصد المواد والغازات المنبعثة في الأنفاق والتجمعات البشرية، تستخدم في رصد القراءات داخل الأنفاق ومواقع التواجد البشري ونقلها لموقع القيادة وأصحاب القرار مباشرة لاتخاذ الوضع المناسب في حال ارتفاع نسبة الكربون إلى معدلات تؤثر على صحة وسلامة الحجاج. وأكد في تصريح صحافي حول تفاصيل خطط الدفاع المدني للحج الحالي أن المشاريع التطويرية الضخمة التي تنفذها الحكومة السعودية في العاصمة المقدسة والمشاعر، استوجبت إجراء الكثير من التعديلات على خطط المديرية لمواجهة الطوارئ خلال موسم هذا العام وتطوير خطة انتشار وتمركز وحدات وفرق الدفاع المدني للتدخل السريع في حالات الطوارئ. وأبان القرني أن مشروع توسعة الحرم المكي الذي يتم تنفيذه حالياً ومشروع قطار المشاعر الذي يعمل بكامل طاقته في هذا العام، استلزم إسناد إدارة الدفاع المدني في العاصمة المقدسة بقوة إضافية للتعامل مع تأثيرات مشروع التوسعة على حركة الحجاج داخل المسجد الحرام والساحات المحيطة به، وكذلك الأمر بالنسبة لمشروع قطار المشاعر، إذ تم نشر عدد من الوحدات والفرق الميدانية على طول مسار القطار في منى ومزدلفة وعرفات، ومحطات صعود ونزول الحجاج، وتجهيزها بكل ما يلزم للتعامل مع مختلف أنواع المخاطر المحتملة. وأوضح قائد قوات المدني في الحج أنه في إطار تطوير خطط الدفاع المدني في ضوء نتائج أعمال رصد وتحليل المخاطر الافتراضية، تمت إضافة أربعة مواقع جديدة لقوات ومعدات الإسناد خلال الحج منها موقعان في منطقة المعيصم، وموقع في مزدلفة وآخر في عرفات، إضافة إلى الموقع السابق في منطقة دقم الوبر، الذي يتمركز فيه عدد كبير من آليات ومعدات التدخل السريع والمعدات والخيام وباصات إخلاء الحجاج في حالات الطوارئ. وأشار إلى أن الدفاع المدني استحدثت في خطة تدابير مواجهة الطوارئ في الحج الحالي آلية جديدة للدعم والإسناد، تحقق السرعة في نقل المعدات والقوى البشرية للمناطق في العاصمة المقدسة والمشاعر كافة بالاستعانة بطائرات أسطول طيران الأمن بالتنسيق مع مديريات الدفاع المدني في جميع مناطق المملكة. وفي ما يتعلق بحجم القوى البشرية والآلية المشاركة في تنفيذ خطة تدابير الدفاع المدني، أفاد اللواء القرني أن حكومة خادم الحرمين الشريفين وفرت كل الإمكانات لجهاز الدفاع المدني لأداء مهمته على الوجه الأكمل في الحفاظ على سلامة ضيوف الرحمن، من حيث المعدات والآليات المتطورة، أو الكفاءات البشرية المؤهلة. ولفت إلى أن الاهتمام بحجم القوات لا يعني أن يطغى على نوعية القوة المعنية بتنفيذ مهمات الدفاع المدني في الحج، إذ يعد التخصص هو حجر الزاوية لنجاح قواتها في هذه المهمة، وليس تعداد القوات أو كمية التجهيزات، الأمر الذي يمثل محور توجه قيادات الدفاع المدني في هذا الحج والأعوام المقبلة لتحقيق أكبر قدر من الفعالية في إنجاز الأعمال وجودة تنفيذها، وإن تطلب ذلك تقليص حجم القوة في تخصصات بعينها وتكثيفها في أخرى بما يحقق أهداف الخطة العامة لتدابير الدفاع المدني بالحج، وفي هذا الإطار تم تكليف ضابط تنظيم في كل قيادة في المشاعر المقدسة، لتزويد قيادة قوات الحج بالتصورات الملائمة التي ينبغي العلم بها في المواسم المقبلة. ودافع القرني عن المشاركين من إدارته، وقال: «إن الجزء الأكبر من رجال الدفاع المدني المشاركين في تنفيذ خطة تدابير الدفاع المدني لمواجهة الطوارئ في الحج، ليسوا حديثي عهد بذلك، بل جميعهم من الحاصلين على الدورات التأهيلية والتأسيسية المتقدمة في أعمال الدفاع المدني، يضاف إلى ذلك خبراتهم الميدانية، والجرعات التدريبية اليومية التي يتلقونها طبقاً لبرنامج التدريب على رأس العمل، والذي يهدف إلى الوصول لأعلى درجات الجاهزية لمواجهة أي تحديات جديدة والمحتملة في المخاطر الافتراضية أثناء مهمة الحج والتي تتطلب منح الأفراد برامج تدريبية إضافية وخصوصاً لتسد احتياجاتهم التدريبية من خلال هذه المهمة. وأبان أن الخطط التفصيلية للحفاظ على أمن وسلامة الحجاج مستخدمي قطار المشاعر تعتمد على تحليل دقيق للمخاطر المحتملة، ومن ثم الاستعداد والتهيؤ لمنع هذه الأخطار أو التخفيف من آثارها، وهو ما يشمل نوعية التجهيزات، وخطة منسق عمليات قطار المشاعر من الخطط التي خضعت للتطوير بهدف تحديد المهمات بشكل دقيق، خصوصاً فإن المهمة تتطلب مشاركة أكثر من جهة مع الدفاع المدني في مواجهة أي حالات طارئة منها الشركة المشغلة للقطار. وختم اللواء القرني تصريحه بالتأكيد على أن عملية تحديث الخطط التفصيلية التي تندرج ضمن الخطة العامة لتدابير الدفاع المدني خلال موسم الحج هذا العام، اعتمدت مجموعة من المعايير العلمية في صياغة المهمات التفصيلية والمعرفة في علم الإدارة بنموذج «سمارت» مع البدء في تطبيق «بطاقة المهام» والتي تشمل نوعية المهمة المنوطة بالأفراد المشاركين، والتي يتم تسلمها فور مباشرة المهمة في المشاعر المقدسة، ليصبح كل فرد ملماً بمهماته منذ وقت باكر.