في ترشيحاتها السنوية في آذار (مارس) الماضي، وضعت مجلة «تايم» الأميركية «تعيين» نورة الفايز نائبة وزير في الحكومة السعودية في المرتبة 11 على سلم ترتيب أكثر الشخصيات المؤثرة في العالم لعام 2008، ليكون معيار الاختيار «أهمية الخطوة» في سياق تغييرات طاولت الأجهزة التنفيذية والقضائية ومجلس الشورى. وفي الأسبوع الماضي، كانت مجلة «تايم» على موعد مع «شخص» نورة الفايز، في لقاء قام به مراسل المجلة في الشرق الأوسط اندرو لي بترز، ضمن مجموعة لقاءات تهدف إلى تغطية أبرز ملامح الدعم والإصلاحات، التي يقوم بها الملك عبدالله في مجال حقوق المرأة السعودية. ومن داخل اللقاء الذي احتواه مقر مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله لرعاية الموهوبين في الرياض، يقول بترز: «بدت نورة الفايز سعيدة بتعيين نساء سعوديات في مناصب قيادية، وبكل التغييرات التي يقوم بها الملك عبدالله لمصلحة النساء في السعودية»، ويضيف: «بدت ملتزمة تجاه النساء السعوديات ومشغولة بدرس القضايا الكثيرة المطروحة على طاولتها». وليس كما توقعت ليز تشيني، التي كتبت ترشيح الفايز في مجلة التايم، فقد قابل اندرو بترز نورة الفايز مباشرة من دون دوائر تلفزيونية مغلقة، وتحدثت إليه عن توسيع مشاركة المرأة السعودية في كل المجالات، مع ضرورة المحافظة على القيم والثوابت. كما لم تبد انزعاجها من قضية الاتصال والصلاحيات في عملها الإداري الجديد، مشيرة إلى ارتياح الناس في السعودية وسعادتهم بالفصل بين الجنسين في العمل. وتغيرت صورة النساء السعوديات في مخيلة بترز بعيداً عن الصورة التخيلية لنورة الفايز بالنقاب، التي رسمها رسام المجلة الأميركية جيفري سميث، فقد استمع إلى الجهود الاجتماعية التي قامت بها بعض النساء السعوديات في مجال حقوق الطفل والمرأة، والمشكلات التي يواجهنها مع الأنظمة الحكومية المتقادمة، وجهود تشريع قوانين الأسرة في المحاكم والأجهزة الأمنية السعودية. كما شاهد النساء العاملات في المستشفيات والشركات السعودية، ما دعاه للقول: «تسير عملية إعطاء المرأة حقوقها هنا بشكل أسرع من أي مكان في العالم، وبشكل عملي واضح». ولمس اندرو التنوع الذي يصل الى حد التناقض في شوارع الرياض بين النساء المتبضعات من المحال التجارية ذات الأسماء العالمية الشهيرة في المجمعات الفاخرة، وبين شكاوى النساء البائعات في «بسطات سوق حجاب» من البلدية وأماكن البيع المتوافرة لهن، والتي لا ترحمهن من الغبار وحرارة صيف الرياض «50 درجة مئوية»، حتى صار من الصعب على مراسل مجلة «تايم» سؤالهن عن حقوق وطموحات المرأة السعودية، فالسؤال في غير محله.