وداعاً يا نائب قائدنا، وقائد قواتنا المسلحة وحبيبنا، فأنت الأب الروحي للاثنين معاً..لأبطالنا الأشاوس.. ولرجالنا من الضعفاء، والمساكين، و «الغلابة»، والذين ليس لهم (سلطان الخير) بعد اليوم. وداعاً أيها الرجل الطيب، والوجه البشوش، والإنسان الذي لا نعرفه إلا هاشاً باشاً في أحلك الظروف، ولم نراه إلا مبتسماً في أشد أيامنا الصعبة، ولم نعهده إلا حامداً شاكراً في أقسى آلام المرض والوجع، فإن غابت بضعة كيلوات من جسده الذي بات نحيلاً في أشهره الأخيرة، فإن ابتسامته الرقيقة كانت لا تغيب أبداً، فهكذا هم المؤمنون، وهكذا هم الصابرون، وهكذا كان سلطان. شاهدناك وأنت تدخل صالة الاستقبال بعد رحلتك العلاجية الأخيرة قبل عام تقريباً، كان يسألك خادم الحرمين عن صحتك؟ فتجيب : «أبشرك والحمد لله» وكان يسألك ثانية عن مراحل العلاج فتجيب : «أبشرك في أحسن الأحوال»، وهكذا وكلما سألوك، كنت تبشرهم بالخير، فأنت تجسد الإنسان الذي يتفاءل دوماً بالخير لكي يجده. ولكنك لم تبشرنا هذه المرة ياسلطان الخير، ولم يبشرونا نيابة عنك، ولم يقولوا لنا أن ولي عهدنا لايزال يبتسم، ولايزال يستقبل زواره، ولا يزال يلبس بشته، ويضع عقاله، ويداعب بأنامله رؤوس أحفاده وحفيداته الصغيرات. فإنا لله وإنا إليه راجعون.. إنا لله وإنا إليه راجعون.. فاللهم ارحم عبدك الضعيف سلطان بن عبدالعزيز آل سعود، اللهم وسع مدخله، واجعل قبره روضة من رياض الجنة، اللهم ألهم إخوانه وأخواته وأزواجه وأبناءه وبناته وأحفاده الصبر والسلوان، اللهم أحسن عزاءنا في أبي خالد، فإنه كان نعم القائد، ونعم الأمير، ونعم الوزير، ونعم الجد، والأب، والأخ، ونعم الإنسان. [email protected]