لم يدر في خلد المواطن هشام الشاعر، أن فرحته بقدوم طفليه اللذين انتظرهما طوال سبعة أعوام ستقف عن هذا الحد، ووقع عليه كالصاعقة خبر وفاة ابنته بعد ولادتها بدقائق ودخول ابنه «الخديج» الحضانة لاستكمال العلاج اللازم هنا انتهت الأحلام وبدأت الكوابيس والآلام. لم تقف الأمور السيئة عند هذا الحد، إذ توقف المستشفى (تحتفظ «الحياة» باسمه) عن علاج الطفل الخديج، على رغم وضعه الصحي، ما أدى إلى تدهور حاله بشكل ملاحظ. «كل ما يحصل لابني في المستشفى سببه تراكم المبالغ التي يطالبني المستشفى بسدادها، والتي وصلت إلى 250 ألف ريال»، بهذه الجملة بدأ هشام سرد معاناته ومعاناة طفله الخديح، موضحاً: «لما رأيت حال ابني تسوء يوماً بعد آخر، طلبت من المستشفى إجراء جراحة لضمان استقرار حاله الصحية، إلا أن المستشفى رفض إلا بسداد المبلغ المستحق قبل كل شيء». ويعود الشاعر بالذاكرة للوراء: «لي سبعة أعوام لم أرزق بمولود يضيف على حياتي البهجة والسعادة، ولن تتخيلوا مهما فصلت لكم حجم المعاناة التي كنت أشعر بها لتأخر قدوم أبناء لي، ولم يكن لي سوى الدعاء والتعلل بالآمال». ويضيف: «بعد طول صبر حملت زوجتي وولدت منذ نحو ثلاثة أشهر توأماً، الفتاة توفيت بعد ولادتها بخمسة أيام وبقي المولود الذكر في الحضانة ولا يزال منذ نحو 63 يوماً». ويتابع: «الكلفة اليومية للحضانة ثمانية آلاف ريال، ومع مرور الأيام أصبح المبلغ المطلوب علي 250 ألف ريال، والأمر من ذلك أن طفلي الخديج يحتاج على وجه السرعة إلى إجراء جراحة أمعاء، ومع ذلك يرفض المستشفى ذلك بسبب تراكم المبالغ علي»، لافتاً إلى أنه حاول التفاهم معهم وتذكيرهم بواجبهم الإنساني تجاه الطفل الذي لا ذنب له في أي مطالبات مالية، ولكن من دون جدوى. ويعرج الشاعر بالحديث إلى إيقاف العلاجات الخاصة بابنه، «لم أتوقع هذه الخطوة غير الإنسانية من إدارة المستشفى، ومع تراكم تلك المبالغ علي اتصل بي المستشفى أكثر من مرة لإفادتي بأن المبلغ يتراكم ولا بد من السداد في أقرب وقت، وكانت تلك الاتصالات بمثابة الحرب النفسية، خصوصاً مع شعوري بالتقصير في علاج ابني، وعدم القدرة علي إنقاذ حياته، حتى أتى اليوم الذي أخبروني فيه بإيقاف العلاج عنه إلى حين سداد المستحقات المالية، ما زاد حاله سوءاً»، موضحاً أنه كان يطلب منهم أن يستمروا في العلاج فقط لاستقرار حاله، خصوصاً أن الطفل الخديج يحتاج إلى رعاية وعناية فائقتين بسبب عدم اكتمال مراحل نموه الطبيعية، إلا أن المستشفى لم يلتفت إلى كل توسلاته ومطالباته. ويخشى هشام أن يؤدي استمرار هذا الوضع الغريب إلى وفاة ابنه، «لا أريد أن أخسر ابني ولا أريد أن أشعر في المستقبل بأن ظروفي المادية وعجزي عن سداد المبلغ تسببا في أي شيء له لا سمح الله»، متمنياً من المسؤولين في وزارة الصحة التحقيق في الأمر بشكل عاجل، وإرغام المستشفى على تأدية واجبهم المهني والإنساني بصرف النظر عن أي أمور أخرى، وكذلك النظر في مساعدته وإيجاد حل للمطالبات المالية التي يحتجز ابنه في المستشفى بسببها.