تريست - رويترز، أ ف ب - طالبت اللجنة الرباعية الدولية خلال اجتماعها في مدينة تريست الايطالية على هامش اجتماعات الدول الثماني امس اسرائيل الى وقف الاستيطان وفتح المعابر الحدودية، في وقت قال المبعوث الاميركي جورج ميتشل امس ان الولاياتالمتحدة تأمل في أن يبدأ الاسرائيليون والفلسطينيون قريباً مفاوضات سلام «ذات مغزى ومثمرة». وقال ميتشل في مؤتمر صحافي اعقب اجتماعاً للجنة الرباعية هو الاول منذ تولي الرئيس الاميركي منصبه: «نعتقد اننا نحقق تقدماً في تلك الجهود (في سبيل عملية السلام)، ونأمل كثيراً جداً في انجاز هذه المرحلة من المحادثات، وان يمكننا من التحرك الى مفاوضات ذات مغزى ومثمرة في المستقبل القريب». من جانبه، صرح الامين العام للامم المتحدة بان كي مون في مؤتمر صحافي عقب اجتماع الرباعية: «نحض السلطات الاسرائيلية على وقف المستوطنات، بما في ذلك (التوسيع بسبب) النمو الطبيعي، وإزالة الحواجز كافة وفتح المعابر»، مضيفاً: «هذه ستكون اول بداية لضمان تطبيق مقترحاتنا كافة». وتابع: «نحاول جاهدين اغتنام الجو السياسي الجيد» الذي اعقب الكلمة التي القاها الرئيس باراك اوباما في القاهرة. وأكد ان رعاة السلام في الشرق الاوسط يبحثون عن «مؤشرات مهمة الى حدوث تقدم خلال الاشهر القليلة المقبلة»، وأكدوا دعمهم عقد مؤتمر دولي للسلام في موسكو العام الحالي. وأعربت الرباعية في بيان حصلت «الحياة» على نسخة منه، عن تصميمها على السعي الحثيث والناشط من اجل تسوية شاملة للصراع العربي - الاسرائيلي وفقاً لقرارات الشرعية الدولية ومبادئ مؤتمر مدريد و «خريطة الطريق» والاتفاقات السابقة بين الجانبين. ورأت اللجنة ان الحل الوحيد القابل للحياة هو حل الدولتين اللتين تعيشان جنباً الى جنب بسلام وأمن، مرحبة بالتزام رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو بحل الدولتين. وشددت على اهمية العمل من اجل التعايش السلمي في المنطقة من خلال اتفاقات سلام على المسارين اللبناني والسوري والتطبيع الكامل في العلاقات بين الدول العربية واسرائيل استناداً الى مبادرة السلام العربية. وحضت الرباعية اسرائيل والفلسطينيين على تنفيذ التزاماتهما في اطار «خريطة الطريق»، مؤكدة ان المجتمع الدولي لن يعترف بالخطوات الاحادية التي يتخذها طرف وتؤثر في نتائج المفاوضات. في هذا الصدد، دعت اسرائيل الى تجميد النشاط الاستيطاني، بما فيه النمو الطبيعي، وتفكيك الحواجز المقامة منذ آذار (مارس) عام 2001، والامتناع عن الافعال الاستفزازية في القدسالشرقية، بما فيها هدم المنازل والاخلاءات. ولاحظت الرباعية التقدم الذي انجزته السلطة الفلسطينية في اصلاح القطاع الامني، ودعت الى مواصلة هذه الجهود لتحسين الامن ومحاربة التطرف وبناء المؤسسات، داعية الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي الى وقف التحريض. كما دعت اللجنة الدول العربية الى الاعتراف باسرائيل، والاقرار بأن العنف لا يحقق الامن والسلام الاقليمي، ومساعدة الفلسطينيين على بناء دولتهم. وحضت الرباعية على استعادة الوحدة الفلسطينية على اساس التزامات منظمة التحرير الفلسطينية وبما يمهد لاعادة اعمار غزة وتنظيم الانتخابات. ودعت الفلسطينيين الى التزام مبادئ الرباعية في شأن الاعتراف باسرائيل وبالاتفاقات الموقعة معها ونبذ العنف. وأعربت عن دعمها الجهود المصرية من اجل المصالحة الفلسطينية، وناشدت الدول الاخرى في المنطقة لعب دور بناء في هذا الصدد. وأعربت الرباعية عن قلقها ازاء الوضع الانساني ووضع حقوق الانسان في قطاع غزة، ودعت الى تطبيق قرار مجلس الامن الرقم 1860، والسماح بوصول المساعدات الانسانية الى جميع انحاء القطاع، ووقف العنف، وتكثيف الجهود لمنع تهريب الاسلحة والذخائر، وفتح المعابر للسماح بحرية الحركة للمواطنين والمساعدات والبضائع. وأعربت عن دعمها اقتراح الاممالمتحدة البدء مبكراً بإعادة بناء القطاع. كما دعت الى اطلاق الجندي الاسرائيلي الاسير غلعاد شاليت. ورحبت الرباعية بخطط اسرائيل لتحسين الوضع الاقتصادي الفلسطيني، معربة عن استعدادها للتعاون من اجل دفع التنمية الاقتصادية.