وضعت أمانة منطقة الرياض حداً لتفريغ صهاريج الصرف الصحي في «مكب النظيم» شرق العاصمة بعد أن بات يهدد الأحياء القريبة منه، نتيجة انتشار الأمراض والحشرات إلى جانب الأضرار الصحية والبيئية التي نتجت من تفريغ الصهاريج في المكب بشكل كبير. واستبدلت الأمانة «مكب النظيم» عقب إغلاقه منذ قرابة شهر، بنقاط تفريغ «موقتة» وضعتها في عدد من الأحياء، مرتبطة بشبكة تصريف الصرف الصحي العامة.ولقي قرار الأمانة الأخير استهجان ساكني حي الفلاح (شمال الرياض)، بعد أن وضعت فيه إحدى نقاط التفريغ «الموقتة»، معربين عن استيائهم لوجود العشرات من صهاريج الصرف الصحي بشكل يومي في الحي، وذلك لتفريغ حمولاتها في النقطة الموقتة التي حددتها شركة المياه الوطنية وأمانة منطقة الرياض، وذلك كون الحيّ لم تصله خدمة شبكة الصرف الصحي، إذ يجري العمل على تنفيذها، كما أكدت شركة المياه الوطنية والأمانة.وكان عضو المجلس البلدي لمدينة الرياض الدكتور عبدالعزيز العمري، الذي يسكن في الحي ذاته أكد ل«الحياة» استقباله شكاوى عدة من السكان، لافتاً إلى أن السكان تضرروا من هذه الصهاريج، «نقل لي السكان الكثير من الشكاوى وأنا وقفت على تلك الشكاوى ميدانياً».وأشار العمري إلى أنه نقل الشكاوى كافة من سكان الحيّ إلى المسؤولين في أمانة منطقة الرياض وشركة المياه الوطنية، «أكدوا لي أن ذلك الأمر سيستمر لفترة موقتة... ومن ثم يتم فتح شبكة الصرف الصحي في الحيّ، على حد قولهم».ونوه إلى أن سائقي تلك الصهاريج يرتكبون مخالفات صريحة، «كما نقل لي السكان في شكاويهم التي رفعت إلى الجهات المختصة ومن ضمن تلك المخالفات إيقاف الصهاريج لساعات طويلة داخل الأحياء وذهاب سائقيها، الأمر الذي يحدث اختناقات مرورية، إلى جانب انتشار الرائحة الكريهة التي اقتحمت المنازل».وكانت الشركة الوطنية للمياه وأمانة منطقة الرياض علَّقتا لافتة كبيرة أوضحتا من خلالها أسفهما الشديد على إزعاج السكان بسبب نقطة تفريغ الصرف الصحي وكتبتا على اللوحة أن هذا الأمر سينتهي بعد أشهر قليلة.من جانبه، أكد الأمين العام للمجلس البلدي لمدينة الرياض المهندس عبدالله البابطين، أن المجلس عقد اجتماعاً مع المسؤولين في شركة المياه الوطنية قبل فترة ليست ببعيدة وأنه اطلع على تقارير حول عمل الشركة في إنجاز شبكة تصريف مياه الصرف الصحي. وقال ل«الحياة»: «المسؤولون في شركة المياه الوطنية أكدوا لنا أنه سيتم ضغط المشاريع من أجل الانتهاء من كل مشاريع الصرف الصحي في الرياض خلال عام».وأضاف البابطين الذي سبق وأن رأس الإدارة العامة للدراسات والتصاميم في أمانة منطقة الرياض لسنوات طويلة، أن فكرة تفريغ صهاريج الصرف الصحي في الأحياء تعد ممتازة، وأنها «تخفف عن مكب الصرف الصحي في النظيم والذي بات تأثيره سلبياً في البيئة... وتبقى الفكرة موقتة لحين الانتهاء من شبكة الصرف الصحي في العاصمة خلال عام واحد كما جاء في تقرير الشركة الوطنية للمياه».وأشار إلى ضرورة إنشاء عدد من نقاط التفريغ في الأحياء التي لم تصلها شبكة الصرف الصحي، وذلك من أجل تخفيف عدد الصهاريج في حي الفلاح، مطالباً في الوقت ذاته، بمراقبة الصهاريج حتى لا تدخل في شوارع الأحياء بغية اختصار الطرق أو الانتظار أمام المنازل.