دعت الدكتورة فاطمة إلياس كتّاب الدراما الإذاعية والتلفزيونية والمسرحية، إلى تشكيل ورش للكتابة في شكل جماعي على غرار التجربة الكتابية، التي نظمتها هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) والمجلس الثقافي البريطاني ضمن برنامج «أصوات عربية جديدة»، وكان اشترك به سبعة كتّاب عرب من بينهم ثلاثة سعوديين هم: علي المجنوني، تهاني الغريبي وفاطمة إلياس لكتابة مسرحية إذاعية مدتها 60 دقيقة بعنوان: «الأمواج» بثت مرتين من إذاعة «بي بي سي العالمية للدراما» خلال آذار( مارس) الماضي. في محاضرتها القيمة، التي ألقتها مساء الخميس الماضي في المجلس الثقافي البريطاني في جدة بعنوان: «الكتابة الإبداعية للدراما الإذاعية»، أوضحت الياس أن الكتابة الجماعية «تعطي آفاقاً أرحب في التأليف، وتكسب العمل الدرامي أبعاداً ثرية من شأنها رفع قيمته الإبداعية، بما يحقق له الاقتراب من ذائقة الجماهير بملامسة همومهم وتطلعاتهم، وفق إطار فني مليء بالتشويق والمتعة، و ينتج في النهاية عملاً مثيراً وحيوياً». وأكدت أن هذا الاتجاه يعد الأحدث عالمياً وأن أسرة مسلسل «طاش ما طاش» تعمل حالياً بهذه الآلية. و شرحت الدكتورة الياس تجربتها مع فريق الكتابة من الدول الخليجية، بأنها تمت من خلال ورشتي عمل أقيمتا في الدوحة لمدة ثلاثة أيام حضرها 30 كاتباً وأدارها الكاتب البريطاني نيك واربرتون، بمشاركة المخرجة الإذاعية ماريون نانكار، إذ تم الاتفاق على الخطوط الرئيسية للمسرحية، وفي الورشة الثانية التي انعقدت بعد 4 أشهر تكثف العمل وتم اختيار السبعة كتاب للتأليف المشترك، مؤكدة على المهنية العالية للمخرجة نانكارو وتريكزها على عملية التخييل الصوتي، وما تحدثه المؤثرات الصوتية لدى المستمع. من جهتها، أشادت مشرفة البرامج الفنية في المجلس الثقافي البريطاني أماني فيرق بورقة الدكتورة إلياس، منوهةً إلى الجهود الكبيرة التي بذلت لإنجاح البرنامج وإنتاج المسرحية الإذاعية «أمواج»، وما تطلبته من اتصالات وتنقل بين الدول العربية وبريطانيا، وأكدت على القيم الحضارية من هذا التفاعل الفني والثقافي، بين الكتّاب الإذاعيين العرب والمجلس الثقافي البريطاني. وعلّق الكاتب الإذاعي علي المجنوني على أهمية التجربة، متمنياً السير على خطاها محلياً. وعقب المخرج الإذاعي بندر عسيري على صعوبة العمل الدرامي الإذاعي، خصوصاً إذا لم يكن هناك تكاتف بين جميع العاملين في العمل، ما أثّر سلباً في دراما الإذاعة السعودية. وتداخل المسرحي عمر الجاسر، متوقفاً عند دور المسرح في تنشيط الدراما الإذاعية. وعبرت المخرجة السينمائية هوازن باداوود عن أهمية تفعيل الورش الجماعية، مؤكدة أن العمل الفني سواء الإذاعي أو السينمائي، «يكتسب عمقاً فنياً أكثر إذا ما تم بشكل جماعي، ولا شك أن ذلك يصب في ترقية العمل. فيما قدمت أماني فيرق وديانا ريان من «البرتش كاونسل» شهادة شكر وتقدير للدكتورة الياس.