دمشق - أ ف ب، "الحياة" - قُتل عشرة مدنيين الاربعاء في سورية بينهم اربعة قضوا برصاص عناصر موالية للنظام في حمص (وسط) فيما تواصلت الاشتباكات بين الجيش ومسلحين يعتقد انهم جنود منشقون عنه واسفرت عن سقوط قتيل على الاقل في جنوب البلاد، مهد الحركة الاحتجاجية ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان "قتل اربعة مدنيين برصاص الامن خلال عمليات مداهمة بحثا عن مطلوبين في مدينة القصير (ريف حمص) والمناطق المحيطة لها". واضاف ان "شابا قتل واعتقل اخاه وجرح 9 اخرون في القصير برصاص الامن اثناء عملية مداهمة بحثا عن مطلوبين وقتلت شابتان وجرح 4 من افراد عائلتيهما في الدوسية اثر اصابة منزلهم بقذيفة ار بي جي خلال اشتباكات بين الجيش ومسلحين يعتقد انهم منشقون عن الجيش". وتابع "قتل مدني في عرجون وجرح 5 اخرون، جراح اثنين منهم حرجة في قرية ودان". واشار المرصد الى ان "اشتباكات بين الجيش وعناصر مسلحة يعتقد انها منشقة في قرية النزارية الحدودية مع لبنان بالقرب من القصير التابعة لريف حمص اسفرت عن مقتل مدنيين اثنين بينهم سيدة برصاص طائش". ولفت الى ان "الجيش يستخدم الرشاشات الثقيلة لضرب منازل في القرية يعتقد بوجود منشقين او نشطاء فيها". واضاف المرصد "كما استشهد صباح اليوم الاربعاء اربعة مواطنين واصيب خمسة اخرون بجروح متفاوتة في حي النازحين بحمص اثر اطلاق الرصاص عليهم من قبل مجموعة من الشبيحة"، الميليشيات المدنية الموالية للنظام كذلك استشهد مواطن فجر اليوم متاثرا بجراح اصيب بها عصر امس باطلاق رصاص من الامن في مدينة عربين" قرب دمشق. كما اكد المرصد مقتل شخص في "اشتباكات عنيفة" دارت ليل الثلاثاء الاربعاء بين الجيش ومسلحين "يعتقد انهم منشقون عنه" في بلدة الحراك حيث سمع اطلاق رصاص كثيف من رشاشات ثقيلة. وفي مدينة داعل الواقعة ايضا في محافظة درعا، مهد الحركة الاحتجاجية ضد نظام الرئيس بشار الاسد، دارت اشتباكات مماثلة بين قوة عسكرية كبيرة ومسلحين منشقين. وقال المرصد ان "قوات عسكرية كبيرة اقتحمت مدينة داعل وتشتبك الان مع مسلحين يعتقد انهم منشقون". وفي درعا، افاد احد السكان ان "المحال في المدينة مغلقة بالكامل باستثناء الصيدليات". من جانب اخر، شنت صحيفة صحيفة "الثورة" الحكومية الاربعاء هجوما عنيفا على الجامعة العربية متهمة اياها بالعمل وفق اجندة قوى دولية "عدوانية" تمارس "فعلا تخريبيا" مضادا للمصالح العربية. ورأت الصحيفة ان قرار الجامعة "لطالما كان أسير تلك القوى المتسلطة المهيمنة التي لا تعمل وفق أجندة العمل العربي المشترك بل وفق أجندة كلفتها بتنفيذها قوى دولية عدوانية كأميركا وإسرائيل وحلفائهما من الدول الأوروبية الغربية". وكان وزراء الخارجية العرب دعوا مساء الاحد في بيان صدر في ختام اجتماع طارىء عقدوه في القاهرة الى عقد مؤتمر حوار وطني يضم الحكومة السورية و"اطراف المعارضة بجميع اطيافها خلال 15 يوما"، الا ان سورية تحفظت عن هذا البيان. ودعا البيان ايضا الى "الوقف الفوري والشامل لاعمال العنف والقتل ووضع حد للمظاهر المسلحة والتخلي عن المعالجة الامنية تفاديا لسقوط المزيد من الضحايا والانجراف نحو اندلاع صراع بين مكونات الشعب السوري وحفاظا على السلم الاهلي وحماية المدنيين ووحدة نسيج المجتمع السوري". واعتبرت الصحيفة ان الجامعة بذلك انتقلت "من حالة العجز المزمن التي عاشتها طويلا إلى حالة الفعل التخريبي المضاد للمصالح العربية"، مشيرة الى انها تحولت الى "سوط إضافي يسوط الجسد العربي بيديه دون الحاجة إلى أياد خارجية". واضافت الصحيفة "ان قراءة ما فات من زمن يجعلنا أكثر قناعة بأن الأزمة ستنتهي على الأرض ولكن المؤامرة الخارجية ستستمر وبأشكال وألوان مختلفة وستأخذ أكثر من طابع اقتصادي وسياسي وإعلامي شرس". وبث التلفزيون السوري لساعات صباح الاربعاء وقائع مباشرة لمسيرة "مليونية" جرت في ساحة سعد الله الجابري وسط مدينة حلب (شمال) قال انها "رافضة للتدخل الخارجي ودعما للاصلاح ولمواقف روسيا والصين الداعمة لسورية". وبين البث مئات الاف الاشخاص من مختلف الفئات العمرية وهم يحملون صورا للرئيس السوري والاعلام السورية. كما حمل المشاركون لافتات كتب عليها عبارات تؤيد الرئيس السوري وخطة الاصلاح التي اعلن عنها وتندد بالتدخل الاجنبي وترحب بالمواقف الروسية والصينية الداعمة لسورية. وعلق المنظمون صورة عملاقة للاسد وعلماً سورياً عملاقاً يحدانه علمان عملاقان لكل من روسيا والصين على واجهة مبنى مشرف على الساحة. وفي ريف ادلب (شمال غرب)، رد اهالي سراقب على هذه المسيرة المؤيدة "وخرج نحو 3 الاف شخص في المدينة ردا على مظاهرة حلب ومطالبة باسقاط النظام" حسبما افاد المرصد. وتشهد سورية منذ منتصف اذار/مارس حركة احتجاجية لا سابق لها اسفر قمعها من جانب السلطات عن مقتل نحو 3 آلاف شخص، بينهم 187 طفلاً، بحسب الاممالمتحدة التي حذرت من مخاطر وقوع "حرب اهلية". وتتهم دمشق "عصابات ارهابية مسلحة" بزعزعة الامن والاستقرار في البلاد.