لندن، طهران، واشنطن، الرباط - «الحياة»، ا ف ب، رويترز - جمدت بريطانيا أرصدة خمسة أشخاص في ما يتعلق بالمخطط الإيراني لاغتيال السفير السعودي لدى الولاياتالمتحدة، في حين دعت واشنطن السلطات الايرانية الى تسليم المتهم الثاني في القضية او محاكمته. لكن الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد استبعد ان تفتح حكومته «تحقيقاً» في الاتهامات الاميركية التي قال انها تشبه اتهامات وجهت الى العراق قبل غزوه بامتلاك اسلحة دمار شامل. وقال ناطق باسم الحكومة البريطانية امس، إن «الخزانة قررت تطبيق قانون تجميد الأصول الارهابية للعام 2010 على خمسة اشخاص في ما يتعلق بالأنشطة الارهابية لإيران وفيلق القدس». وأضاف: «سنتشاور مع الشركاء، بمن في ذلك زملاؤنا في الاتحاد الاوروبي والسعودية والولاياتالمتحدة حول كيفية اتخاذ مزيد من الإجراءات». وكانت الادارة الاميركية اعتبرت اول من امس، أن على ايران ان تسلِّم او تحاكم على اراضيها علي غلام شكوري، احد قياديي «الحرس الثوري» الايراني الذي يلاحقه القضاء الاميركي في القضية. وقال الناطق باسم الخارجية الاميركية مارك تونر: «وفق الاتفاق الدولي حول الاشخاص الذين يحظون بحماية، امام الحكومة الايرانية ان تختار بين تسليم هذا الشخص او القيام بنفسها بملاحقات في القضية». من جهة اخرى، ابدت الخارجية الاميركية تجاوباً مع طلب ايران تنظيم زيارة قنصلية لمنصور ارباب سير، المشتبه به الثاني المعتقل في الولاياتالمتحدة. وكرر تونر القول ان لقاء مباشراً حصل بين ايرانوالولاياتالمتحدة الاسبوع الفائت في شأن هذه المؤامرة، لكنه اوضح ان هذا الاتصال الذي طلبته الولاياتالمتحدة ونفت ايران حصوله «لم يؤدِّ الى رد ايجابي جداً». وأعلنت ايران الاثنين على لسان وزير خارجيتها علي اكبر صالحي «استعدادها للنظر» في الاتهامات الاميركية، لكن الرئيس الإيراني قال ان بلاده لا تنوي «اجراء تحقيق» في شأنها، واوضح في مقابلة مع قناة «الجزيرة» الناطقة بالانكليزية: «لماذا علينا اجراء تحقيق؟ كل يوم تطلق الولاياتالمتحدة اتهاماً جديداً بحق ايران. هذا الموقف من جانب الولاياتالمتحدة غير صحيح. اذا ما اعتقدوا انهم من خلال ممارسة الضغط سيحصلون على نتائج فإنهم مخطئون». وجدد نجاد نفيه الاتهامات، وقال «نفينا رسمياً هذه الاتهامات (...) الاغتيالات من خصائص الذين لا ثقافة ومنطق لديهم. الشعب الايراني حضاري ومثقف»، وزاد: «لماذا سنذهب الى الولاياتالمتحدة لاغتيال سفير بلد صديق؟ من يسمعون هذا الكلام يسخرون»، مؤكداً ان الولاياتالمتحدة تسعى من هذا الاتهام الى «خلق انقسامات بين ايران والسعودية» وصرف الانظار عن «مشكلاتها الاقتصادية الداخلية». وشبه الرئيس الايراني الاتهامات الاميركية بالاتهامات التي وجهتها الولاياتالمتحدة الى العراق قبل غزوه في العام 2003، عن امتلاكه اسلحة دمار شامل، وقال «زعمت الحكومة الأميركية في ما مضى انه كانت توجد اسلحة دمار شامل في العراق، وأعلنوا ذلك بقوة وعرضوا وقدموا وثائق تؤيد ذلك، وقال الجميع نعم، نحن نصدقكم». وأضاف: «الآن الجميع يسألهم هل كانت تلك المزاعم صحيحة؟ هل عثروا على أي سلاح للدمار الشامل في العراق؟ هم اختلقوا حزمة من الأوراق، هل هذا شيء يصعب عمله». وتابع: «الحقيقة ستنكشف في نهاية الأمر ولن تكون هناك مشكلة بالنسبة لنا في ذلك الوقت». ورداً على سؤال عما إذا كان يعتقد بأن الولاياتالمتحدة وإيران على «طريق مواجهة عسكرية»، رد أحمدي نجاد بالقول: «لا أعتقد ذلك. أعتقد ان هناك بعض الأشخاص في الحكومة الأميركية يريدون أن يحدث ذلك، لكن أظن ان هناك عقلاء يعرفون بأن عليهم عدم القيام بهذا». وفي موسكو، قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف الإثنين إن روسيا تريد ان تعرف الدليل الذي استندت اليه الولاياتالمتحدة في اتهامها لإيران قبل اتخاذ موقف بشأن القضية. ونقلت وكالة «انترفاكس» الروسية للأنباء عن لافروف قوله إن الولاياتالمتحدة سترسل ممثلين لمناقشة المزاعم مع روسيا التي لها علاقات مع ايران وتتمتع بحق النقض (الفيتو) في مجلس الامن. وفي الرباط، اعلن وزير الخارجية المغربي الطيب الفاسي الفهري أن بلاده «ليست متفاجئة بسلوك» ايران في ما خص محاولة اغتيال السفير السعودي في واشنطن، معرباً عن «تضامن» بلاده الكامل مع المملكة.