طرابلس - رويترز - اقتحم مقاتلون موالون لحكام ليبيا الجدد جزءاً مغلقاً من مستشفى طرابلس الرئيسي واكتشفوا رفات 17 شخصاً بينهم رضيع. وقال عاملون في المستشفى ان هذا الجزء كناية عن مشرحة سرية لمعارضي معمر القذافي. وأعرب مسؤولون عن اعتقادهم بأن معظم الجثث التي رأتها «رويترز» هي لضحايا عمليات إعدام اعقبت محاولة انقلاب عام 1984 ضد الزعيم الليبي السابق الهارب حالياً. ويخشى بعض الأطباء ألا يتمكنوا أبداً من تحديد هوية الضحايا على وجه اليقين إذ أن الجثث باتت بالفعل في حالة متقدمة جداً من التحلل وجرى احضارها من دون أي متعلقات شخصية أو مستندات. واقتحم مقاتلون موالون للمجلس الوطني الانتقالي المنشأة المغلقة في مستشفى طرابلس الرئيسي السبت. وقال أطباء في المستشفى إن المنشأة لها مدخل منفصل عن بقية المبنى وانه كان يحظر حتى على الموظفين التحدث إلى الرجال الذين كانوا يدخلون بالجثث أو يخرجون بها. وقال نوري الحباب الذي يعمل في مشرحة المستشفى ل «رويترز»: «إن الرجل المسؤول عن (سجن) أبو سليم، وهو واحد من اسوأ الأشخاص، كان يتحكم في نحو 30 إلى 40 خزانة هناك. لم يتم اخبارنا قط بأمر الجثث ولم نعلم قط من الذين كانوا يتولون الحراسة هناك». ويبدو أن عدداً منهم قُتل بأعيرة نارية حيث يوجد ما يشبه الثقوب الناجمة عن رصاصات في الجماجم. وظل بعض الجثث في المشرحة لفترة طويلة حتى تحولت إلى ما يشبه المومياوات، ومع ذلك فقد بدت المشرحة نظيفة وبراقة في شكل دقيق. ويقود صيدلي من طرابلس كان في المشرحة لكنه لا يعمل في المستشفى، مجموعة تحاول التعرف الى جثث 167 آخرين قتلوا في أحد الأحياء خلال معركة الاستيلاء على طرابلس في آب (اغسطس). وقال الصيدلي الذي طلب عدم كشف هويته: «مع وجود ديكتاتور مثل القذافي حدث هذا... ستجد شخصاً مفقوداً في كل عائلة ليبية». وقال إن ابن عمه اختفى العام الماضي وعثر على جثته عندما اعتقل قاتله خلال الثورة وعُثر معه على الهاتف المحمول الخاص بضحيته. واعترف الرجل المسجون حالياً بارتكاب جريمة القتل. وقال الصيدلي ان الهواتف المحمولة لها دور مهم في التعرف الى الجثث والعثور على المفقودين لأن جنود القذافي غالباً ما كانوا يسرقون الهواتف من الاشخاص الذين يقتلونهم أو يقومون بتحويل الرصيد إلى ارقامهم الخاصة. وأضاف: «عندما يتعرض الرجال للقتل فإنهم يزيلون جميع متعلقاتهم الشخصية ولهذا يكون من الصعب التعرف الى هوية اصحابها وهو ما يجعل الأمر أسوأ»، في اشارة إلى اجراء تقول جماعات حقوقية انه كان شائعاً خلال حكم القذافي. ويقول مسؤولون ان الكثير من الهواتف التي تمت مصادرتها من جنود بعد الحرب كانت تحتوي ايضاً على لقطات صورتها قوات القذافي لأشخاص يتعرضون للقتل. وستستخدم هذه التسجيلات كأدلة ضد مؤيدي القذافي المعتقلين وقد تساعد في البحث عن موتى مدفونين. والجثث التي عثر عليها بعد القتال في طرابلس وعددها 167 جرى دفنها لاحقاً.