توفي مساء أول من أمس الأحد الفنان عمر الحريري عن عمر يناهز 89 سنة، بعد صراع قصير مع المرض. ونعى نقيب الممثلين المصريين أشرف عبدالغفور الراحل، معتبراً أن «الفن المصري لا ينسى له الكثير من الأدوار السينمائية الخالدة، ولا أحد يمكنه أن يعوض مكانته، وتاريخه الفني سيظل شاهداً على قدرته على الإبداع». كان الحريري ابن 15 سنة عندما ظهر للمرة الأولى في مشهد صامت قصير جداً في فيلم «سلامة في خير» الذي أدى بطولته نجيب الريحاني العام 1937. وبدأت مسيرته الفنية على المسرح القومي، ثم في أدوار صغيرة في السينما. تخرج في المعهد العالي للتمثيل العربي العام 1947. وقدم خلال نحو 60 سنة عدداً كبيراً من الأعمال المسرحية والتلفزيونية، إضافة إلى مشاركته في أكثر من مئة فيلم سينمائي. وكان الفنان الراحل يوسف وهبي أول من قدمه في مسرحياته العام 1950، وهو العام الذي ظهر فيه الحريري في أول أفلامه «الأفوكاتو مديحة» مع مديحة يسري ووهبي. سينمائياً، لم يكن الحريري نجم شباك مثل أبناء جيله كشكري سرحان وكمال الشناوي ورشدي أباظة، لكن لا يمكن إغفال أدوار سينمائية عدة برز واشتهر بها في أفلام مثل: «الآنسة حنفي» و «الوسادة الخالية» و «سيدة القصر» و «العتبة الخضراء» و «سكر هانم»، فضلاً عن أدائه الصوتي لشخصية موسوليني في فيلم «عمر المختار» (النسخة العربية). وكانت آخر أفلامه «معالي الوزير» مع الراحل أحمد زكي. وفي تسعينات القرن الماضي، استطاع الحريري تقديم عدد من الأدوار المتميزة التي تنوعت بين المسلسلات الدرامية والسهرات التلفزيونية الأسبوعية. ومن أشهر أعماله التلفزيونية «خالتي صفية والدير» و «ساكن قصادي» و «حافة الهاوية» و «المنزل الخلفي» و «امتحان» و «شيخ العرب همام» و «حكايات البنات». ويعد الحريري واحداً من أبرز الفنانين الذين اشتهروا بتجسيد الأدوار الدينية والتاريخية، إذ قدَّم مسلسلات عدة عن ذلك، منها «البخلاء» (للجاحظ) وسلسلة مسلسل «القضاء في الإسلام» و «عدالة الرشيد» و «عمر بن عبدالعزيز» مع نور الشريف، وكذلك مسلسل «ابن ماجه» مع حسن يوسف، إضافة إلى مسلسلات إذاعية وعروض مسرحية، أبرزها مسرحية «الحاكم بأمر الله». وسطع نجم الحريري في الثمانينات عندما شارك الفنان عادل إمام في أعمال عدة منها: فيلما «قاتل مقتلش حد» و «المحفظة معايا» ومسلسل «أحلام الفتي الطائر» ومسرحيتا «شاهد ماشفش حاجة» و «الواد سيد الشغال». ونال عدداً من الجوائز عن بعض أدواره، كما كرمه المهرجان التاسع للسينما المصرية العام 2003 وأصدر عنه كتاب «عمر الحريري... قوس قزح» للناقدة زينب عزيز. تزوج ثلاث مرات من خارج الوسط الفني، وله ثلاث بنات. وكانت مسرحية «حديقة الأذكياء» الموجهة للأطفال آخر أعماله، والتي ظل يؤدي دوره فيها حتى قبل وفاته بأربعة أيام إثر دخوله المستشفى لتدهور صحته.