أبو ظبي، لندن، أوسلو - رويترز - تحولت العقود الآجلة للنفط الخام الأميركي إلى التراجع وواصل خام القياس الأوروبي، مزيج «برنت»، خسائره بعد تصريحات ألمانية بأن قمة مقبلة للاتحاد الأوروبي لن تتمخض عن حل نهائي لأزمة ديون منطقة اليورو. وتراجع الخام الأميركي 19 سنتاً إلى 86.61 دولار للبرميل. وهبط «برنت» 88 سنتاً إلى 111.35 دولار. وكانت أسعار النفط ارتفعت في وقت سابق واقترب «برنت» من 114 دولاراً للبرميل بفضل تفاؤل مسؤولين أوروبيين ازاء التوصل لاتفاق لحل مشكلة الديون في منطقة اليورو والمساهمة في وقف تباطؤ وتيرة نمو الطلب على النفط. وسجل سعر «برنت» 113 دولاراً للبرميل بعد مستوى مرتفع عند 113.86 دولار. وصعد الخام الاميركي الخفيف إلى 88.06 دولار. ويقول محللون إن التفاؤل في شأن أزمة منطقة اليورو ومشكلات الامدادات في الآونة الاخيرة في عدد من الدول المنتجة من بينها ليبيا تدعم الاسعار، لكن أسعار النفط معرضة للنزول. وجاء في مذكرة بحثية أصدرتها مؤسسة «مورغان ستانلي»: «على رغم تحسن النظرة المستقبلية الكلية، لا يزال حل مشكلة الديون السيادية الاوروبية بالكامل بعيد المنال... وعلى رغم أن الصعود الاخير ومشكلات الامدادات الحالية تشير إلى قوة العوامل الاساسية للخام، نعتقد أن أخطار التراجع لا تزال قائمة». سورية والعراق وفي سورية، أعلنت «غلف ساندز بتروليوم» انها لم تحصل حتى الآن على مستحقاتها مقابل انتاجها لآب (أغسطس)، لتتفاقم مشكلات الشركة البريطانية في البلاد بعدما أمرت وزارة النفط السورية الأسبوع الماضي بخفض الانتاج. وأوضحت الشركة، التي يأتي أكثر من 90 في المئة من انتاجها الاجمالي من سورية، انها كانت تتوقع الحصول على مقابل انتاج آب البالغ 24112 برميلاً من النفط يومياً، الأسبوع الماضي. وأشارت الى انها حصلت على مستحقاتها بالكامل في مقابل الانتاج حتى نهاية تموز (يوليو) مضيفة أن لديها سيولة قوية وبالتالي فهي في وضع يمكنها من مواجهة أي تراجع للايرادات في المدى القصير. وأمرت وزارة النفط السورية «غلف ساندز» الأسبوع الماضي بخفض الانتاج في امتياز المنطقة 26 بسبب نقص طاقة تخزين الخام في البلد. وأفادت «غلف ساندز» بأن السلطات السورية وجهتها بمواصلة خفض الانتاج اليومي الاجمالي من المنطقة 26 إلى ستة آلاف برميل من النفط يومياً، وعزت ذلك إلى أعمال صيانة دورية للمصافي في سورية. ورجحت استمرار هذا المستوى المنخفض من الانتاج حتى نهاية تشرين الأول (أكتوبر) الحالي على أقرب تقدير، ما يجعل متوسط انتاج المنطقة 26 خلال الشهر ستة آلاف برميل يومياً. وغير بعيد من سورية، طرح العراق مناقصة لشراء نحو 2.43 مليون طن من المنتجات النفطية للتسليم في النصف الأول من 2012، حسب ما أظهرت وثيقة حصلت عليها وكالة «رويترز». وتسعى «شركة تسويق النفط العراقية» (سومو) إلى شراء نحو 1.365 مليون طن من البنزين و773 ألفا و500 طن من زيت الغاز و292 ألف طن من الكيروسين لتغطية حاجاتها في الأشهر الستة الأولى من العام. وأعلنت شركة النفط النرويجية «دي ان أو» إنها حولت نحو ثلث إنتاجها من النفط الخام في كردستان العراق إلى مبيعات في السوق المحلية لتعزيز «استقرار تدفق الإيرادات» في الوقت الذي يناقش مسؤولون عراقيون بنود عقد التصدير الذي أبرمته الشركة. ولفتت الى انها وقعت في الآونة الأخيرة عقودا مع ثلاثة مشترين لتسليم نحو 675 ألف برميل من حقلي «طاوكي» و»بستوره» بأسعار تراوح بين 50 و55 دولاراً للبرميل. وتوقعت ان تتسلم المدفوعات قبل تسليم الشحنات، وان تحقق لها المبيعات المحلية 15 مليون دولار إضافية شهرياً. وأشارت «دي ان أو» الى ان صادراتها من حقل «طاوكي» التي بلغت 70 ألف برميل يومياً في وقت سابق من العام الحالي، تراجعت بسبب استمرار الأعطال الفنية في شبكة خطوط الأنابيب العراقية الشمالية وإنها تبلغ الآن نحو 25 ألف برميل يومياً في المتوسط . «بي بي» في سياق آخر، وافقت شركة «بي بي» على قبول أربعة بلايين دولار من شريكتها «اناداركو» للبترول مساهمة منها في تغطية نفقات ازالة التسرب النفطي في خليج المكسيك وهو مبلغ أقل كثيراً مما كان يمكن الحصول عليه في المحكمة، لكنه اتفاق يخفض التكلفة الاجمالية للكارثة على المجموعة البريطانية. وقفز سهم شركة النفط المدرجة في لندن بفعل الانباء ليجري تداوله مرتفعاً 4.8 في المئة. وأعلنت «بي بي» انه في اطار الصفقة لن تمضي «اناداركو» في ادعائها ضد «بي بي» بالاهمال الجسيم وإن الاتفاق لا يشمل الغرامات الحكومية التي قد تضطر الاطراف المعنية لدفعها.