أحدث وضع حجر الأساس «لمستشفى الصحابي سلمان الفارسي» في بلدة دير دوريت في الشوف، بدعوة من رئيس «تيار التوحيد» الوزير السابق وئام وهاب وبتمويل من الجمهورية الإسلامية في ايران ممثلة بسفيرها في لبنان غضنفر ركن ابادي، فرزاً في «المشهد السياسي» هو الأول من نوعه في الجبل منذ حوادث أيار (مايو) 2008، تمثَّل في مقاطعة حزبي «التقدمي الاشتراكي» بقيادة وليد جنبلاط، و«الديموقرطي اللبناني» برئاسة النائب طلال ارسلان، وفي غياب أي ممثل عن شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن، فيما تمثل الشيخ ناصر الدين الغريب بأحد المشايخ. وعلى رغم ان الاحتفال الذي أقيم في المكان الذي ستشاد فيه المستشفى على مساحة 32 ألف متر مربع، شهد مشاركة وزير الصحة علي حسن خليل ممثلاً لرؤساء الجمهورية العماد ميشال سليمان والبرلمان نبيه بري والحكومة نجيب ميقاتي، وحضور ممثلين عن حزب الله والحزب السوري القومي الاجتماعي والتيار الوطني الحر وتيار المردة ووفد من جبل العرب في سورية وشخصيات من الأكثرية، كانت للمقاطعة الجنبلاطية-الأرسلانية نكهة سياسية خاصة لم يُخفف منها حضور سفيري كوبا وفنزويلا والقائمين بأعمال سفارات سورية وروسيا والصين في لبنان. وعلمت «الحياة» ان محاولات جرت لدى السفير الإيراني في بيروت لإقناعه بصرف النظر عن بناء المستشفى في دير دوريت، واستبدال تكاليفها بتوسعة مستشفى عين وزين في المنطقة نفسها، على أن تتصدر مدخل المستشفى لوحة عملاقة لشكر ايران على مساهمتها في تطويرها واضافة أجنحة جديدة اليها، لكن السفير ركن ابادي أكد للذين اتصلوا به بأن القرار في بناء «مستشفى الصحابي سلمان الفارسي» اتخذ منذ أكثر من 4 سنوات وتم الإعلان عنه ولم يعد من مجال للعودة عنه. وكانت اقتصرت الخطب في المناسبة على كلمتين لوهاب والسفير الإيراني، الذي رفض اتهام الجمهورية الإسلامية الإيرانية «باتهامات باطلة زائفة وهي الحريصة على وحدة الأمة الإسلامية وعلى أفضل روابط الأخوة والمحبة والصداقة مع الدول العربية والإسلامية وفي الطليعة المملكة العربية السعودية». وأكد آبادي: «نحن نحمل رسالة الخير والمحبة لكل شعوب العالم لا سيما أمتنا الإسلامية داعمين للثورات العربية من أجل السيادة والحرية والتحرير من الهيمنة الأميركية-الصهيونية وعملائها». أما وهاب، فقد جدد هجومه على المحكمة الدولية وقال: «هذه المحكمة المتحمس بعضهم لتمويلها، ولديه عقارات كبيرة وأموال أكبر، فليمولها من جيبه وليس من جيوب اللبنانيين، لكن حتى لو أمّنتم التمويل ودفعتم مئات المليارات، فهذه المحكمة أصبحت تحت أقدامنا». وأكد وهاب ان «وحدها قرارات المقاومة في لبنان وفلسطين والعراق استطاعت ان تغير المعادلات وان كل القرارات الدولية، هي قرارات أميركية إسرائيلية بدءاً من القرار 1559 حتى قرار إنشاء المحكمة الدولية».