بعد 38 سنة من انطلاق حكاية حماسة «ستاربكس» للقهوة، بميول مغامرات البحارة المليئة بفرح التفاعل مع احدى خيرات الطبيعة والعبور بها الى قلوب الباحثين عن «رشفة» تميز تأسر الحواس، تبدأ أسطورة تخليد الطابع الانساني للشركة الأميركية عبر ربط آفاقها المستقبلية وتطلعات استمرار ازدهارها ببرنامج «Shared Planet»، الذي يعكس أهمية العلاقات الوطيدة والمميزة مع العالم تحت شعار: «أنت وستاربكس. الأمر أكبر من القهوة» واستعرض نائب رئيس المسؤولة العالمية في «ستاربكس» بن باكرد، خلال لقائه مندوب «الحياة» في مدينة سياتل بولاية واشنطن الأميركية، أسس البرنامج الذي ينقل الشركة من مرحلة تفهّم العالم عبر أذواقه الى ابتكار فلسفة ارتقاء ميزاته الاجتماعية والبيئية والصناعية. وأوضح باكرد أن البرنامج، الذي حدد موعد تنفيذه عام 2015، يسعى الى تحقيق أهداف دعم تقاليد زراعة القهوة وصناعتها، وتعزيز الأنشطة الاجتماعية للشركة ومساهماتها البيئية. وقال باكرد: «اننا مقتنعون بأن نجاحاتنا المستقبلية في ميدان الأعمال ترتكز على توسيع آفاق مسؤولياتنا انطلاقاً من التزاماتنا الشخصية بمعاملة أنفسنا والآخرين بروح الاهتمام والاحترام والتقدير، وصولاً الى ترك انطباع ايجابي في المجتمع». ورأى ان برنامج «shared planet» يسمح باطلاع الرأي العام على حقائق المسافة القريبة التي تربط الانجازات الميدانية ل «ستاربكس» باهتماماته، و «بالتالي بالقيم التي تجسّدها لزبائنها المخلصين، وتأثيرها على حياتهم اليومية ومحيطهم». ولفت باكرد الى أهمية تعاون «ستاربكس» مع منظمات غير حكومية تُعنى بشؤون مختلفة، وأهمها تحسين شروط انتاج القهوة عبر حض المزارعين على التزام معايير المحاصيل غير العضوية وجعلهم يواكبون مراحل متقدمة في التصنيع على غرار تنظيف القهوة بالمياه، وأيضاً الحفاظ على المحميات. و «يندرج ذلك ضمن برنامج دعم كامل يلحظ أيضاً منح المزارعين قروضاً ميسرة، علماً أننا أنشأنا أخيراً مركز دعم في كوستاريكا يهتم بشؤون المزارعين في أميركا اللاتينية التي تنتج 70 في المئة من كمية القهوة المستخدمة في منتجاتنا. كما نتطلع الى افتتاح مركز دعم آخر في روندا لتوفير حاجات عاملي الحقول في أفريقيا التي تشكل منتجاتها علامة فارقة في أعمالنا». وتشمل باقي مجالات التعاون مواجهة أخطار التغييرات المناخية عبر اعتماد اقتراحات ترشيد استهلاك الطاقة، وفي مقدمها المياه والغاز. «وسنلتزم بدءاً من العام المقبل باخضاع مقاهينا لمعايير «المنشآت الخضراء»، فيما ستستخدم غالبية أكوابنا عام 2015 مواد يمكن اعادة تصنيعها. كما يمتد هذا التعاون الى النشاطات الخيرية عبر اشراك عامليها في مليون ساعة تطوع سنوياً من أجل دعم قضايا انسانية والتخفيف من وطأة الكوارث الطبيعية والمآسي الاجتماعية والطبية، كما حصل بعد كارثة إعصار كاترينا الذي ضرب ولاية نيواورلينز الاميركية عام 2005». وأشار باكرد الى ان «ستاربكس» ستحرص في المرحلة المقبلة على درس آفاق حضورها «الانساني» في العالم العربي «بالاعتماد على رؤية شريكها الرئيس في الشرق الأوسط شركة محمد حمود الشايع الكويتية الذي اضطلع بدور بارز في اكساب مقاهينا الشعبية المطلوبة في السنوات العشر الماضية». وأكد نائب رئيس شؤون العلاقات العامة في «ستاربكس» فيفيك فارما، ان الشركة تسعى في هذه المرحلة الانتقالية الحساسة من تاريخها الى اعادة تحديد معايير تفاعلها الاجتماعي عبر اسماع صوتها المؤثر في العالم، وذلك بالاعتماد على تقاليدها الراسخة التي تحرص على تعزيز التقارب مع الناس، وتلبية تطلعاتهم الى التواصل ضمن بيئة سليمة تتناسب مع متطلبات التغيير في عالم ذات تحديات أكبر وأكثر صعوبة.