وجه المدعي العام لمحكمة امن الدولة في الاردن تهمة"النيل من الوحدة الوطنية بإثارة النعرات المذهبية والعنصرية والحض على النزاع بين عناصر الامة"الى ثلاثة نواب ينتمون الى جماعة"الاخوان المسلمين"ما زالوا موقوفين منذ 12 الشهر الماضي بعد زيارتهم بيت عزاء ابو مصعب الزرقاوي، فيما ازدادت الخلافات داخل مجلس شورى"الاخوان"بعد تبدد الآمال بالافراج عن النواب الثلاثة نتيجة للبيان الاعتذاري الذي اصدرته قيادة الجماعة اثر لقائها رئيس الوزراء الاردني معروف البخيت وقادة الاجهزة الامنية. وسيمثل النواب الثلاثة امام المحكمة الاحد المقبل. وحسب لائحة الاتهام التي حصلت"الحياة"على نسخة منها، فان النواب قدموا العزاء"بقاتل مجرم ارهابي افتخر بأنه المسؤول عن قتل المسلمين في الفنادق الثلاثة، متجاهلين مشاعر الاردنيين وذوي الضحايا". واعتبر المدعي العام ما قام به النواب الثلاثة"خروجا عن الاجماع الوطني ومخالفة الثوابت الوطنية بشكل اثر على الامن الوطني ونسيج المجتمع بجلوسهم في بيت العزاء الذي اعتبره القائمون عليه عرس شهيد". واكدت اللائحة ان النواب الثلاثة القوا خطابات"مجّدت الاجرام والمجرمين والارهاب والارهابيين"، ومنهم من اشار الى ان الزرقاوي"مجاهد وشهيد"، مبشرا اهله بأنه سيشفع لسبعين منهم يوم القيامة. واكد مصدر قضائي ل"الحياة"ان النائب الموقوف محمد ابو فارس عاد امس الى سجن قفقفا 40 كيلومترا شمال العاصمة بعد ان اجريت له عملية قسطرة في مستشفى المدينة الطبية بيّنت انه يعاني من انسداد بسيط في احد الشرايين، واكد طبيبه المعالج انه لا يحتاج الى جراحة بل الى ادوية. وكانت السلطات القضائية قررت نقل ابو فارس قبل يومين الى المستشفى حيث بقي في غرفة العناية المركزة بسبب مشكلة في ضغط الدم، وكذلك نقل النائبين الموقوفين على ذمة القضية علي ابو السكر وجعفر الحوراني من سجن الجفر الصحراوي الى سجن قفقفا القريب من عمان. وعلى الصعيد الداخلي في جماعة"الاخوان"توالت الاستقالات من مجلس الشورى احتجاجا على الموقف المهادن للمكتب التنفيذي للجماعة من الحكومة بعد ان اصدر بيان اعتذار عن ممارسات النواب الثلاثة من دون ان تقابله الحكومة باغلاق ملف الاتهام ضد النواب او اطلاقهم بكفالة. ورغم تكتم قيادة الجماعة على الخلافات الداخلية، الا ان نائب المراقب العام جميل ابو بكر اكد ان الاستقالات التي قدمت رسميا وصل عددها الى 4 فقط. الا ان مصادر اخرى تحدثت عن 8 استقالات. ويسعى اصحاب الاستقالات، وهم من التيار المتشدد داخل الجماعة، الى الضغط على قيادة"الاخوان"لاتخاذ مواقف متشددة من الحكومة لارغامها على الافراج عن النواب الثلاثة او السعي لاجراء انتخابات جديدة لمجلس الشورى على امل تغيير تركيبته لصالح ما يسمى"تيار الصقور".