مر يوم دامٍ آخر على الفلسطينيين في قطاع غزة ارتكبت خلاله قوات الاحتلال الاسرائيلي مذبحة جديدة راح ضحيتها 14 شهيداً، بينهم تسعة من عائلة واحدة، فيما نجا القائد العام ل"كتائب القسام"، الذراع العسكرية لحركة"حماس"، محمد الضيف من محاولة اغتيال في غارة جوية بقنبلة زنتها طن واحد. وفي تصعيد عسكري جديد بعد 18 يوما على خطف الجندي الاسرائيلي الاسير غلعاد شاليت، ألقت طائرة حربية من طراز"اف 16"قنبلة ضخمة زنتها طن واحد 450 كيلوغراماً على منزل القيادي في حركة"حماس"نبيل أبو سلمية في حي الشيخ رضوان شمال مدينة غزة عند الساعة الثالثة فجر امس. ودمر الصاروخ المنزل المؤلف من ثلاث طبقات واودى بحياة تسعة من افراد عائلة ابو سلمية، بمن فيهم القيادي في الحركة الدكتور نبيل 47 عاما وزوجته سلوى 42 عاما وبناته سمية 18 عاما وبسمة 16 عاما وايمان 11عاما وهدى 8 أعوام وآية 7 أعوام ونصرالله 7 أعوام ويحيي 10 أعوام. ونجا ابنا ابو سلمية الاكبران محمد 21 عاما وعوض 18 عاما، وابنة اخرى متزوجة لم تكن موجودة في المنزل لحظة القصف. وعلمت"الحياة"ان الضيف نجا من الموت للمرة الرابعة في عمليات قصف ومحاولات استهداف اسرائيلية، لكنه اصيب هذه المرة كما في المرة السابقة. كما اصيب ثلاثة قياديين هم احمد الجعبري الذي يعتقد أنه نائب الضيف، وقائد لواء مدينة غزة في"كتائب القسام"رائد سعد، وقائد لواء شمال غزة جباليا في"كتائب القسام"احمد الغندور. لكن"كتائب القسام"رفضت تأكيد نبأ اصابة الضيف او ان كان موجوداً اصلاً. واكتفى الناطق باسم الكتائب"ابو عبيدة"بالقول ان الضيف"بخير وسلامة وان الغارة لم تصبه"، خلافاً لتأكيدات اسرائيلية بأنه اصيب في الغارة. وقال"ان الضيف لم يكن موجوداً في المنزل الذي قصف وانه نجح في تضليل المخابرات الاسرائيلية". مع ذلك، فان المعلومات المتوافرة تفيد بأن الضيف كان يعقد اجتماعاً عسكرياً مهماً لهيئة اركان"كتائب القسام"، خصوصا شمال القطاع للتداول في آخر التطورات الميدانية والعسكرية والامنية على الأرض في ضوء التصعيد الاسرائيلي المستمر منذ اكثر من اسبوعين في القطاع. ويعكس الهجوم نجاحاً استخباراتياً اسرائيلياً قد يكون مؤشراً الى نجاح مماثل في المستقبل يمكن من خلاله للمؤسسة الامنية الاسرائيلية معرفة المكان الذي يحتجز فيه الجندي شاليت، وبالتالي تنفيذ عملية عسكرية ضخمة لإطلاقه. انسحاب الجيش من معبر المنطار والمطار وسبقت هذه المذبحة ولحقتها غارات شنتها قوات الاحتلال على اهداف فلسطينية، استشهد خلالها عدد من الفلسطينيين، وتزامنت مع انسحاب الدبابات والآليات الاسرائيلية من معبر المنطار"كارني"شرق مدينة غزة، ومطار غزة الدولي جنوب شرقي مدينة رفح الذي توغلت فيه بعد يوم واحد على خطف الجندي. وتوغلت قوات الاحتلال وسط القطاع وعادت الى منطقة ابو هولي التي كانت تقيم فيها ابان الاعوام الماضية حاجزاً عسكرياً واحتلت الموقع العسكري الذي كانت فيه قبل الانسحاب في ايلول سبتمبر الماضي وسيطرت على طريق صلاح الدين الرئيسة وفصلت جنوب القطاع عن وسطه وشماله. وبعد قليل من الغارة على منزل أبو سلمية، شنت طائرة حربية اسرائيلية غارة جديدة على سيارة في احد شوارع مدينة غزة، الا ان من كان في داخلها نجا من الاغتيال. وتردد ان القيادي رائد سعد كان في السيارة المستهدفة، وتمكن من الهرب من السيارة قبل سقوط الصاروخ، لكنه اصيب بجروح طفيفة. وقصفت طائرة حربية اسرائيلية مركزاً للشرطة في بلدة القرارة شمال مدينة خان يونس جنوب القطاع عصر امس، ما ادى الى استشهاد شرطي واصابة عدد من الفلسطينيين. وسبقت هذه الغارة بساعات قليلة غارة اخرى، قصفت خلالها المدفعية الاسرائيلية بلدة القرارة ومنطقة المطاحن بين خان يونس ودير البلح وسط القطاع، ما ادى الى استشهاد شابين احدهما تامر محارب، والآخر ما زال مجهول الهوية. كما قصفت طائرة حربية اسرائيلية سيارة مدنية كانت تسير على طريق صلاح الدين فقتلت الشابين حمزة الجوراني 21 عاما وطارق نصار 19 عاما من حركة"الجهاد الاسلامي"واصيب آخر بجروح خطيرة. كما استشهد الشاب زياد أبو مغيصب 24 عاما من قوات الامن الوطني الفلسطيني واصيب آخر بجروح اثناء توغل قوات الاحتلال من منطقة"كيسوفيم"الى منطقة ابو هولي وسط القطاع. كما استشهد القيادي في لجان المقاومة الشعبية وأحد مؤسسيها هشام ابو نصيرة 38 عاما في غارة بلدة القرارة فجر امس اثناء تصديه مع اعداد من المقاومين للتوغل الاسرائيلي في منطقة ابو هولي.