من لم يعانِ يوماً، ولو لمرة واحدة، من التواء المفصل، خصوصاً مفصل الكاحل، فهذه الإصابة شائعة، وقد تجعل صاحبها يعاني الأمرين. ويعني التواء المفاصل من الناحية الطبية تعّرض وتر أو أكثر من أوتار العضلات للتمزق أو للتمطط، فينتج عن ذلك الألم والتورم والكدمة الدموية وصعوبة تحريك المفصل المصاب، وفي كثير من الأحيان تجرى للمريض صورة بالأشعة لتأكيد أو نفي وجود أي كسر. يقسم التواء المفصل عادة إلى ثلاث درجات، حسب خطورته: التواء المفصل البسيط: وفيه يكون تمطط الأوتار العضلية خفيفاً، وهنا يكون المفصل شبه طبيعي ويمكن استعماله ولكن مع قليل من الحذر. التواء المفصل المتوسط الشدة: إن أوتار المفصل هنا تكون ممطوطة، إضافة إلى بداية بعض التمزق فيها. التواء المفصل الشديد: وهنا يحدث انقطاع تام في الأوتار. ما هي أسباب الالتواء المفصلي؟ هناك أسباب عدة، منها: 1- ثني أو مد أو لف المفصل إلى حدود تتجاوز طاقته العادية. 2- شد المفصل بعنف شديد. 3- ضربة أو صدمة مباشرة على المفصل. كيف يتظاهر التواء المفصل؟ في الالتواء البسيط يعاني المصاب من: - ألم في المفصل، ولكن الحركة تبقى ممكنة. - تورم المفصل في الساعات التي تلي الاصابة أو في اليوم التالي. - عدم ظهور كدمات دموية. في الالتواء المتوسط الشدة يشكو المريض من: - آلام في المفصل، ولكن الحركة تكون محدودة ولكنها ممكنة. - تورم المفصل في غضون ساعات قليلة. - ظهور الكدمة الدموية بعد 24 ساعة على وقوع الالتواء. في الالتواء الشديد يبدي الشخص ما يلي: - آلام عنيفة في المفصل مع صعوبة كبيرة في تحريك المفصل. - تورم سريع في المفصل خلال دقائق لا أكثر. - بروز الكدمة الدموية قبل مرور 24 ساعة على حدوث الالتواء. هناك عوامل خطرة تسهم، بشكل أو بآخر، في خلق الأرضية الصالحة لحدوث الالتواء المفصلي، وهذه العوامل هي: 1- عدم القيام بعملية الاحماء الضرورية قبل ممارسة الجهد. 2- ضعف العضلات وتعبها. 3- الاستعمال السيئ للمفصل. 4- المشي على سطوح غير مناسبة بالنسبة لمفصل القدم. إن بعض الفئات من الناس معرض أكثر من غيره للإصابة بالتواء المفاصل منها: المتقدمون في السن لأن الارتكازات عندهم تكون بطيئة، من هنا كثرة ارتكابهم للأخطاء أثناء المشي. الرياضيون الهواة والمحترفون وكل من يقوم بتمارين رياضية عنيفة. المصابون بالبدانة. كيف يعالج التواء المفصل؟ قبل كل شيء لا بد من ذكر نقطة أساسية هي عدم القيام بأي تدليك أو حتى جس المفصل أو وضع معالجات حرارية، فهذه من شأنها أن تزيد الالتواء التواءً، وهذا ما يترتب عنه زيادة في الوجع ومزيد من النزف الدموي. إن معالجة التواء المفصل ترتكز على الأمور الآتية: 1- الاستراحة التامة للمفصل المصاب. 2- وضع كمادة ثلجية على المفصل بأقرب فرصة ممكنة، فهذا، مفيد في تخفيف التورم وتقليل الألم والحد من الحال الالتهابية لحثه على قبض الأوعية الدموية، وهذا بالتالي يضع نهاية للنزف الدموي في حال وجود تمزيق في الأوتار. 3- وضع ضمادة مناسبة حول المفصل المصاب والحذر من ربطها بقوة لتمكين الدم من الانسياب بسهولة. إن استعمال ضمادة ضاغطة من شأنه أن يقلل التورم ومن الكدمة الدموية. 4- رفع المفصل المصاب إذا كان هذا ممكناً لمدة ساعتين إلى ثلاث ساعات يومياً حتى يختفي الألم ويغيب التورم. إن الرفع يحد من تكوم السوائل في منطقة المفصل المجروح. 4- تناول المسكنات ومضادات الالتهاب. هل يمكن الوقاية من التواء المفصل؟ إن أخذ النصائح التالية في الاعتبار مفيد في الوقاية من التواء المفصل: - ممارسة التمارين الرياضية لأنها تقوي المفصل وما حوله. - بالاستعداد اللازم قبل القيام بالجهد الرياضي، خصوصاً عملية التحمية. - التوقف عن الجهد حال الشعور بالتعب، فالاستمرار به على رغم وجوده يعني فتح الباب لوقوع الالتواء. - اختيار الرياضة الملائمة جسدياً وعمرياً