قرر فجأة ان يمارس الرياضة في أوقات فراغه، وبدل ان يبدأ خطوة خطوة دفعه حماسه الى التهور فكانت النتيجة ان أصيب بالشد العضلي الذي نغص عليه فرحته واضطره الى الراحة ريثما يشفى من هذه الإصابة المباغتة. الإصابات الرياضية شائعة ولكن غالبيتها لحسن الحظ تكون بسيطة وعلاجها ممكن، وهذه الإصابات تحصل للهواة كما للمحترفين، والقسم الأكبر منها يحصل بسبب إهمال عملية التحمية، المهمة جداً من اجل تهيئة العضلات وجعلها مطواعة مرنة كي تلبي ما هو مطلوب منها، وفي حال إهمالها فإن خطر وقوع الإصابات الرياضية وارد جداً. والإصابات الرياضية أنواع، سنتطرق الى أهمها، والى السبل الكفيلة بتوخيها، وكيفية علاجها في حال وقوعها: الشد العضلي، ويحدث عندما تتقلص عضلة واحدة أو مجموعة من العضلات في شكل مفاجئ، وهذه الإصابة كثيرة المشاهدة عند الرياضيين، وتحصل بسبب إجهاد العضلات أو تكرار استعمالها في شكل يفوق طاقتها الأمر الذي يؤدي الى فقدان التناسق في انقباض الألياف العضلية وانبساطها في ما بينها بحيث تتوزع هذه الى مجموعات كل واحدة تعمل على هواها، وإذا كان هناك جفاف أو نقص في تروية العضلات سواء في الدم أو في السوائل فإن الوضع يصبح أكثر سوءاً، كما ان القيام بالرياضة في جو حار يساهم في حدوث التشنج العضلي. ما العلاج؟ ان افضل شيء هو التبريد الفوري بوضع كمادة باردة، واذا لم تتوافر فيمكن وضع كمادة ساخنة. ان التدليك اللطيف قد يفيد في فك التشنج العضلي. إن اتباع النصائح الآتية مفيد في الوقاية من الشد العضلي: - التحمية ثم التحمية من أجل تهيئة العضلات جيداً قبل ممارسة الرياضة. - تفادي الجفاف بشرب ما يلزم من الماء والسوائل، فهذه تساعد على إبقاء العضلات رطبة مرنة تتقلص وترتخي بسهولة. ويجب الحرص على شرب كوبين كبيرين من السوائل قبل ساعتين من المباشرة في الجهد الرياضي. - تناول الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم مثل الموز والبطاطا والطماطم والبروكولي والخضروات الورقية الخضراء. آلام اسفل الظهر، وتسمى هذه في العامية"برقة الظهر"وهي شائعة الحدوث وتنتج من لي العمود الفقري في صورة خاطئة وفي شكل مباغت، أو عند القيام برفع شيء ثقيل عن الأرض في شكل غير سليم، وفي هذه الحال يصبح الوقوف او الجلوس او حتى المشي عملية صعبة جداً. ما العلاج؟ يتم العلاج بالراحة التامة في الفراش في الوضع السليم وتناول المسكنات. وفي حال استمرت آلام الظهر أكثر من ثلاثة أيام يجب استشارة الطبيب خصوصاً إذا كانت الآلام تالية لحادثة سقوط، أو عند انتشار الآلام من أسفل الظهر الى الطرفين السفليين، أو لدى الإحساس بالتنميل، او بعد حدوث سقوط مشط القدم، أو ظهور صعوبة في التبول. هل يمكن الوقاية؟ ان التدابير الآتية مجدية: - التحمية قبل البدء بالتمرين الرياضي من اجل تليين غضاريف وعضلات وفقرات الظهر. - تفادي الانحناء فيما الساقان مستقيمتان فهذا يخلق عبئاً شديداً على فقرات اسفل الظهر وعضلاته، لذا يجب ثني الركبتين عند حمل أشياء ثقيلة. - عدم الانحناء أو الالتفاف من منطقة وسط الظهر لدى عملية رفع الأشياء. - عند الالتفاف يجب استعمال القدمين وليس أسفل الظهر مع الحفاظ على الانحناءات الطبيعية للعمود الفقري. ركبة العداء، أو تلين غضروف الركبة، ان هذه الإصابة شائعة لدى ممارسي رياضة الهرولة المحترفين والهواة، وتتميز الإصابة بألم في مقدمة الركبة. في الحالة الطبيعية، وعند ثني أو استقامة الركبة، تتحرك الرضفة الداغصة الى أعلى وإلى أسفل في إخدود ثابت، ولكن في ركبة العداء تحيد عن مسارها فتحتك بالغضاريف المحيطة بها مسببة إيذاءها أو تآكلها فيحصل الألم والتورم. البعض عزا إصابة ركبة العداء الى ضعف العضلة الفخذية مربعة الرؤوس. ما العلاج ؟ يعتمد أساساً على الراحة، ووضع الكمادة الباردة، وتثبيت الرضفة في مكانها برباط خاص، وأخذ مضادات الالتهاب. أما في شأن الوقاية فهي ترتكز على الآتي: - التدرج في انجاز التمرين الرياضي. - تقوية عضلات الفخذ خصوصاً العضلة الرباعية الرؤوس. - تغيير وقوع القدم على الأرض بحيث يتم الحفاظ على استقامة حركة الرضفة وبالتالي الحؤول دون دورانها. والتواء الكاحل، وهو إصابة واسعة الانتشار خصوصاً لدى ممارسي الرياضة من الهواة والمحترفين. ويحدث الالتواء او الوثي عندما يبرم الشخص قدمه محدثاً تمزقاً في أربطة مفصل الكاحل، وهذا التمزق قد يكون بسيطاً أو متوسطاً أو شديداً. ويعاني المصاب من الألم والتورم، والأخير يحصل بسبب تهتك الأنسجة والأوعية الدموية وتمزقها. كما يشكو المصاب من صعوبة في حركة المفصل وعدم القدرة على تحمل وزن الجسم. ما العلاج؟ قبل كل شيء يجب التأكد من عدم وجود كسر، واذا تم نفي الأخير فإن هناك أربع نصائح يجب الأخذ بها: 1- اراحة القدم المصابة ورفع مستواها عن مستوى القلب بهدف تقليل ورود الدم وبالتالي التخفيف من التورم. 2- وضع كمادات ثلجية على مفصل الكاحل مدة لا تتجاوز عشرين دقيقة وتكرار العملية كل أربع ساعات. 3- استخدام رباط ضاغط ولفه حول الكاحل. 4- استعمال المسكنات ومضادات الالتهاب. إذا كان التمزق الحاصل في أوتار المفصل شديداً فإن تجبيس مفصل الكاحل مدة 3 أسابيع يصبح أمراً لا مفر منه. نقطة مهمة يجب لفت النظر اليها هي عدم اللجوء الى التدليك في أي حال من الأحوال لأنه يزيد من تمدد الأربطة وتمططها وهذا ما يزيد الطين بلة. أما في خصوص الوقاية فيوصى بتجنب المشي او الركض على أرض وعرة، واستعمال رباط ضاغط يحيط بمفصل الكاحل. مرفق لاعب التنس، وهو إصابة تحدث نتيجة الاستخدام المفرط لعضلات الذراع الأمر الذي يؤدي الى حدوث تمزق والتهاب في العضلات والأوتار المحيطة بمفصل المرفق، ومع ان هذه الحالة تشاهد عند 5 في المئة من لاعبي التنس مقارنة بسواهم إلا أنها سميت كذلك لأنها تعتبر مشكلة عويصة لدى بعض لاعبي التنس. وتتظاهر الإصابة بألم في منطقة البروز العظمي الخارجي لمرفق الذراع، ويزداد الألم سوءاً عند العصر أو الضغط أو رفع أي شيء عن الأرض، أو حتى لدى استعمال أدوات مثل فرشاة الأسنان أو السكين. ما العلاج؟ إذا تمت معالجة مرفق لاعب التنس منذ البداية فلا يمثل مشكلة خطيرة. ان الكمادات الثلجية، وإراحة المفصل، وتجنب اللعب، واستخدام المسكنات ومضادات الالتهاب، غالباً ما تعطي نتائج. أما إذا لم تعط الإجراءات السالفة الذكر نفعاً فعندها يجري وضع رباط ضاغط حول المفصل، والقيام ببعض التمارين التي من شأنها زيادة مرونة وقوة الأوتار والعضلات. وفي نسبة قليلة من الحالات قد يتطلب الأمر حقن جرعة من الكورتيزون في نقطة معينة لا تخفى على الطبيب، والى الراحة والابتعاد عن اي جهد لبضعة أشهر. وبما ان شفاء مرفق التنس بطيء وطويل فإن الوقاية تكتسب أهمية خاصة، وترتكز هذه على الآتي: - تدليك عضلات الكتف قبل اللعب، وإجراء تمارين عطف وبسط لمفاصل الذراع وعضلاتها. - التحمية الجيدة. - استخدام رباط ضاغط حول المرفق والمعصم أثناء التدريب واللعب. التهاب وتر آشيل. ان وتر آشيل الواصل بين عضلة بطة الساق وعظم العقب هو من أكبر أوتار الجسم، وقد يتعرض للتمزق الجزئي أو الكلي محدثاً ألماً شديداً لا يحتمل أحياناً. إذا كانت المنطقة المصابة من الوتر أضيق من القسم السليم، أو إذا حدث الألم عند الوقوف على أصابع القدم، فمن الضروري استشارة الطبيب فوراً، وفي حال غياب هاتين العلامتين، فإن الراحة ووضع كمادات ثلجية مع تناول مضادات الالتهاب كفيلة بجلب الشفاء للمصاب.