تعددت انواع الروبوت السمكة او الروبوت الغواصة التي باتت الحليف الاول الذي لا غنى عنه في مجال رصد الالغام القابعة في اعماق البحار وتفجيرها. واصبح هذا الطراز من الاجهزة ضرورياً ايضاً لاكتشاف ما يجري في الاعماق المظلمة لفهم ظاهرة الزلازل والهزات الارضية واستنباط الطرق الكفيلة باستشرافها لحصر وتخفيق الخسائر في الارواح وابتكار تقنيات البناء والمواد القادرة على مقاومة هذه الظواهر الطبيعية. وتفتقر صناعة الروبوت الغواصة للتعاون الوثيق بين الدول المبرزة في هذا الميدان، والتي تحيط ابتكاراتها بسرية تامة على رغم ان عدد هذه الاسماك الروبوت يصل الى اكثر من 500 نموذج موجودة على متن المراكب التي تجوب البحار في اكثر من 20 بلداً قادرة على الغوص على عمق يتراوح بين الف و3500 متر تحت سطح المياه. ومنذ ضياع الروبوت السمكة الياباني Kouko العام الماضي بسبب انقطاع الحبل الذي يصله بالمركبة، تعطلت حركة الاكتشافات في اعماق البحار نظراً الى عدم وجود اي روبوت غواصة يعمل بمبدأ التحكم بها عن بعد قادر على الغوص الى عمق يزيد عن 6500 متر. من هنا لجأ معهد Woods Hole لعلم المحيطات في جامعة جون هوبكينغ الاميركية الى اعتماد تقنية هجينة في تطوير روبوت جديد HROV من المقرر ان يغوص في المحيط الهادي خلال اقل من اربع سنوات، وقد قامت البحرية الاميركية بتمويل هذا المشروع. ويستطيع هذا الروبوت الغواصة العمل عن طريق ربطه بكابل بمركبة على سطح الماء او العمل ذاتياً بواسطة الموجات الصوتية بعد تغليفه بهيكل من معدن التيتان. ومن المقرر ان تقوم هذه المركبة الروبوت باكتشاف المناطق التي يرتفع الضغط فيها في اعماق البحار بمعدل بار واحد البار وحدة قياس الضغط كل عشرة امتار ما يجعل الرؤية مستحيلة في الظلمة القاتمة على عمق مئة متر. وستكون هذه الغواصة الروبوت الوحيدة في العالم القادرة على الغوص على عمق يتراوح بين 6500 و11000 متر. وسيتم تركيب آلات التصوير الدقيقة واللواقط الالكترونية في كبسولة من الخزف تتيح توفير ونقل الصور المسجلة الى المركبة العائمة. ويمكن لهذا الروبوت الغواصة ان يعمل اما بواسطة ربطه بكال بالمركبة العائمة او بنظام التشغيل الذاتي عن طريق البرمجة المسبقة لرصد المعلومات المصورة وجمعها. وسواء كان مربوطاً ام لا سيتم تزويده ببطاريات تؤمن له الطاقة اللازمة للتشغيل على مدى 36 ساعة متواصلة، وهي فترة كافية لسبر أغوار حفرة ماريان في المحيط الهادي، وهي المنطقة التي تختفي فيها قشرة الارض في الاعماق البحرية، وهي العملية التي ترافق عدداً كبيراً من الزلازل. وسيسمح هذا الجهاز لعلماء الزلازل بالغوص سريعاً الى هذه الحفرة بعد الهزة الارضية لدراسة آخر الاهتزازات المفاجئة. ويعول العلماء على هذه التقنية الجديدة في صناعة الروبوت الغواصة التي تقوم على التهجين بين التشغيل الذاتي من دون اسلاك واستخدام الاسلاك او الكابلات لدى اقتضاء الحالة لفتح الباب واسعاً امام الاكتشافات العلمية في ما يتعلق بأعماق البحار والمحيطات.