المؤشرات الأولى تؤكد ان فيلم "تيتانيك" من اخراج جيمس كاميرون، وهو اغلى فيلم في تاريخ السينما العالمية بعد ان كلف 200 مليون دولار، يسير بخطوات واثقة نحو النجاح الفني والتجاري في الوقت نفسه... وذلك ما يثير الارتياح والسعادة في قلوب رؤساء شركة "فوكس القرن العشرين" التي تحملت العبء المالي الاكبر. على الصعيد الفني، بدأت الجوائز تنصب على الفيلم ومخرجه والعاملين فيه. ففي جوائز "غولدن كلوب" التي تمنحها في لوس انجليس رابطة الصحافة الاجنبية في هوليوود، حصل "تيتانيك" على جائزة افضل فيلم درامي، وجيمس كاميرون على افضل مخرج. كما نال الفيلم جوائز في مجالات السيناريو والموسيقى والاغاني. غير ان هذه الجوائز، وغيرها مما هو متوقع لاحقاً، لا تغني عن جوع الشركة المنتجة التي تريد الايرادات الضخمة، أولاً لتغطية الكلفة الاساسية الباهظة وثانياً للبدء بتحقيق الارباح. والواقع ان امل الشركة لن يخيب لأن العائدات الاولى في الولاياتالمتحدة الاميركية لوحدها تكاد تغطي التكاليف... والارباح في طريقها الى التحقق خصوصاً مع اطلاق "تيتانيك" في الاسواق العالمية. ولكن هذا النجاح التجاري، على ما يبدو، لم يكف بالنسبة الى شركة الانتاج. اذ تم اخيراً في لوس انجليس تكليف شركة "ج. بيترمان" للبيع عبر الكتالوغ بوضع كل الادوات والمعدات والديكورات والاكسسوارات المستعملة في فيلم "تيتانيك" للبيع وذلك لصالح شركة "فوكس القرن العشرين" التي تسعى الآن الى الاستفادة من اهتمام الناس بالفيلم وبكارثة الباخرة لتحقيق المزيد من الايرادات! والمعروف ان المخرج كاميرون كان حريصاً جداً على اعطاء فيلمه المصداقية اللازمة اعتماداً على نماذج مصنوعة حديثاً بالمواصفات نفسها التي كانت عليها معدات السفينة المنكوبة "تيتانيك" التي غرقت في رحلتها البكر بين بريطانياوالولاياتالمتحدة في العام 1912. وهذا يعني ان اكسسوارات الفيلم، عملياً، هي نسخ طبق الاصل عن تلك التي ذهبت مع السفينة الى اعماق المحيط الاطلسي. من الامثلة على القطع المعروضة للبيع: مرساة السفينة التي يبلغ طولها حوالى خمسة امتار، ولكنها مصنوعة من الالياف الزجاجية وليس من الحديد الصلب كما في الاصل سعرها 25 ألف دولار. وهناك زوارق الانقاذ التي ساهمت بانقاذ بعض الركاب 25 ألف دولار ايضاً. الفستان الذي ارتدته بطلة الفيلم كيت وينسلت معروض ب 11500 دولار بينما لا يتجاوز سعر بدلة البطل ليوناردو دي كابريو 9000 دولار. وهناك ايضاً: سترات النجاة، والكراسي، والصحون، والملاعق والشوك والسكاكين، وملابس القبطان والبحارة، ولوحات كانت معلقة في صالونات السفينة ومطاعمها، والمنافض، والولاعات... الخ. ومن الطبيعي ان تعرض الشركة للبيع كذلك بعض التذكارات الحديثة مثل القمصان وفناجين الشاي والقبعات وما شابه. لكن ماذا عن نموذج السفينة الذي بناه كاميرون بالحجم نفسه تقريباً وفيه جرت احداث الفيلم الدرامية؟ حتى الآن لم يتم عرض هذا النموذج للبيع، ولم تصدر أية معلومات من قبل الشركة المنتجة عن مصيره. لكن يتردد ان المسؤولين يدرسون فكرة عرضه في احدى مدن الملاهي في الولاياتالمتحدة ليصبح واحداً من ابرز المعالم السياحية على غرار "عالم ديزني" و"مدينة وورنر" وغيرهما. الصور من ريكس