السرّية تحكم العالم، وتمنع عنه المعرفة، لأن المعرفة هي القوة التي تترك للناس أن يتخبطوا بأمراض السرطان والايدز والسارس، والحروب التي تدمّر الأرواح، وتسحق الطفولة الخيّرة برسوم ديزني الكارتونية التي تروّج للسرّ والمؤامرة. هذه السرّية تراوغ العالم بأسره بعلوم ظاهرة مزيفة يلهو بها الفيزيائيون والمحامون والأطباء وسماسرة البورصة والعلماء وخبراء الكومبيوتر، لتبعدهم عمن يحكم سرّاً، ويحيك مؤامرات الظلمة من "مجلس العلاقات الخارجية السرّية" الذي معظم أعضائه من رجالات المال والمصارف والاقتصاد، و"منظمة المعهد الملكي البريطاني" و"منظمة دير صهيون السرّية"، و"الحشاشون"، و"فرسان الهيكل المقدس"، وآل روكفلر وآل روتشيلد وآل مورغان والمحافل الماسونية. فأسئلة السرّية هذه يتناولها الكاتب الأميركي المعروف جيم مارس، ليكشف الأدمغة المسيطرة التي تعيش في عالم الخفاء، وتأمر باندلاع الحروب، والتحكم بأسواق الأسهم المالية، ونسب الفوائد على العملات، والسيطرة على الأخبار اليومية. هذه الأدمغة ذات الذكاء الاصطناعي لا الطبيعي تبقى رهينة مجلس العلاقات الخارجية، والاستخبارات الألمانية، وال"سي.آي.إيه."، والفاتيكان، كما يقول جيم مارس في كتابه "التاريخ السرّي بين الهيئة الثلاثية، والماسونية والأهرامات الكبرى". ويرى مارس انه من المستحيل تتبع ملكية المؤسسات، وبنيان القوة في الولاياتالمتحدة الأميركية لأن متاهة من الاتصالات الشخصية والتفاهمات الصامتة والمنظمات السرّية هي التي تحكمها. وكان من متاهات الصمت والسرّية فرض نظام عالمي جديد مع الألفية الثالثة، وهو نظام مؤامرة بدأ يتغلغل في كل جانب من جوانب الحياة الأميركية ومنها الكتب، والتلفزيون، ووكالة الاستخبارات المركزية، ووجود الأجسام الطائرة، والبحرية الأميركية، واغتيال الرؤساء الأميركيين، كجون ف. كينيدي، الذي بقي سرّ موته يقلق الرئيس بيل كلينتون، حتى انه في العام 1991 وبعد ان عيّن صديقه المقرّب، ورفيقه في الغولف، ويبستر هوبال مساعداً للمدعي العام لوزارة العدل، طلب اليه ان يجد الإجابة عن سؤالين، من أجل رئيسه: أولاً: مَن قتل جون ف. كينيدي؟ ثانياً: هل ثمة صحون طائرة؟ وقد تعجب مارس من "سذاجة" كلينتون الذي شاء الاطلاع على أعمق أسرار أمته وأظلمها، وكأنه كان يجهل ان ثمة قوى خفيّة تتجاوز بسلطاتها رئيس الولاياتالمتحدة، ومدير وكالة الاستخبارات المركزية، كما أن هذه القوى بإمكانها ان تضلل الرئيس، ومدير وكالة الاستخبارات، وتأمرهما بالانصياع لقرارات غاشمة، ترتد عليهما، وعلى مصالح الولاياتالمتحدة، وشعبها التي تحكمه بالدولار لا بالديموقراطية ولا بالحرية ولا بالعدل ولا بالمساواة. فالولاياتالمتحدة الأميركية، مسخّرة، ورئيسها مسخّر، وشعوبها مسخّرة، لقوى الظلام التي تمتلك الثروة والقوة، وتقترف الكثير من المجازر التي ليست لمصلحة أميركا، بحيث قال غاري آلان: "إننا لا نتعامل مع الصدفة أو الحماقة أو الغباء لأنه ليست هناك غلطة كانت لمصلحتنا، وهذا يعني أن أصحاب المؤامرات أرادوا لنا أن نقرأ ما في قراراتهم من تخطيط وذكاء". فالقرارات السرّية هي قرارات النخبة التي تحكم أميركا بعيداً عن جماهيرها، لأن الأميركيين الذين يودون تصدير الديموقراطية الى العالم، يغرب عن بالهم انهم يعانون من توتاليتارية مجتمع مستبد وصارم، تديره حفنة من رجال غوغائيين وفوضويين وسريين، يهددون أميركا وأمنها، وهي التي ينتظمها قانون هجين هو قانون النخبة الثرية. ففي دراسة صدرت عن مجلس الاحتياط الفيديرالي في العام 1983، تبين ان 2 في المئة من العائلات الأميركية تسيطر على 4 في المئة من ثروة الأمة ومصادرها المالية. وإلى السيطرة المالية، أضيف عامل الأمية الذي يقول فيه مورتيمر بي زوكرمان، رئيس تحرير مجلة "أخبار وتقارير العالم الأميركية": "لقد تحولنا الى مجتمع يتألف من طبقتين: طبقة النخبة، وطبقات الوسط الأميركية، التي لا تمتلك ثقافات جامعية أو مهارات فنية، وإنما تسقط على جانب الطريق. فالذين يحتكرون المخزونات ويسيطرون على الأسعار ويعملون على الحفاظ على احتكارات الطاقات والأدوية والتسليح والتصنيع والتكنولوجيات الجديدة، هم الجمعية الملكية البريطانية، ومجلس العلاقات الخارجية، ومنظمات الجمجمة والعظام وفرسان مالطة، والدوائر الداخلية للماسونيين". ففي العام 1856، أعلن رئيس الوزراء البريطاني بنيامين دزرائيلي أمام مجلس العموم البريطاني ان: "لا فائدة من الانكار، ومن المستحيل الاخفاء، ان إيطالياوفرنسا وألمانيا، مغطاة بشبكة من المنظمات السرية، التي لا تريد حكومات دستورية، بقدر ما تود طرد أصحاب الأرض والتراب الى خارج مواطنها، للاستيلاء على ثرواتها ومواردها". وفي العام 1922 صرّح عمدة نيويورك جون إف هايلان قائلاً: "إن الخطر الحقيقي على ولاياتنا هو الحكومة الخفية التي تبسط بأخطبوط عملاق تمطياتها اللزجة على ولاياتنا وأمتنا... على رأس هذا الأخطبوط تقف المصالح النفطية لمجموعة روكفلر ستاندرز، ووايلد بِل، وكلارك كليفورد، وولتر سميث، وماكسويل تيلر". أما المفكر الإبداعي آر بكمينستر فكتب قبل موته في العام 1983 يقول: "إن الحكومة الديموقراطية لا وجود لها، ولا شيء يبعث على الشفقة والأسى أكثر من الدور الذي يجب ان يلعبه رئيس الولاياتالمتحدة، الذي تعادل قوته الصفر وما دون الصفر". وربما استلهم بكمينستر ما قاله الرئيس فرنكلين روزفلت في تعليقه على المنظمات السرّية، وما ترسمه من سياسات هدّامة ومدمرة: "في السياسة، لا شيء يحدث بالصدفة. فإذا ما حدث شيء، يمكنك ان تراهن بأنه كان مخططاً له أن يحدث". ومن المعروف أن مفهوم الهيئة الثلاثية كان قد أُوحي لديفيد روكفلر من قِبَل زبغنيو بريجنسكي، الذي كان رئيس قسم الدراسات الروسية في جامعة كولومبيا في نيويورك قبل ان يصبح مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض. ولما تمّ تأسيس الهيئة الثلاثية في الأول من تموز يوليو 1973 برئاسة ديفيد روكفلر كانت الغاية منها تغذية تعاون أوثق بين أوروبا الغربية واليابان وأميركا الشمالية. وصار عزم الهيئة الثلاثية التي كان لها مركز رئيس في نيويورك، وباريس، وطوكيو، خلق قوة اقتصادية تسيطر على العالم كله، وتكون متفوقة على الحكومات السياسية لأوروبا الغربية واليابان وأميركا الشمالية، بحيث تستطيع الهيئة الثلاثية ان تقود العالم بأسره. الى جانب الرئيس روزفلت الذي حذّر من تخريب المنظمات السرّية، كان وزير الدفاع الأميركي جيمس فورستال الذي أكدّ أن مؤامرة كانت جارية بين أعضاء الادارة الأميركية وتنازلاتهم المتسارعة لمصلحة السوفيات في العام 1947. ولما كان فورستال مطلعاً على الكثير من الأسرار كعضو أساسي في مجموعة فائقة السرّية، مسؤولة عن قضية الأجسام الطائرة الفضائية، فقد طلب اليه الرئيس ترومان ان يستقيل من منصبه قبل ان يفضح أسرار مجموعته، ففعل في 2 آذار مارس 1949. وبعد شهرين طلب الرئيس ترومان من فورستال الدخول الى مستشفى بتهيسدا البحرية لإجراء فحوص روتينية. وفي المستشفى أكدّ الطبيب المختص لأخ فورستال بأن أخاه كان في حالة جيدة، ولكنه رفض السماح لأخيه أو لكاهن العائلة ان يراه أو يكلمه. وفي اليوم الذي جاء فيه أخوه ليخرجه من المستشفى، وجد جثة فورستال في طابق أسفل، وحول عنقه حبل، اعتذر به الأطباء قائلين ان فورستال انتحر. وإذ انتحر فورستال حمل معه أسرار الأجسام الطائرة الفضائية التي ما تزال تقض مضاجع أهل البيت الأبيض، ريثما يقوم أحدهم بزيارة فضاء خارجي، بصحبة هؤلاء الخارجيين، أو الخارج - أرضيين. وإذ قرر مجلس العلاقات الخارجية بعد نهاية الحرب العالمية الثانية أن يتسلم قيادة العالم السياسية، أنشأ منظمة الأممالمتحدة في 24 تشرين الأول أكتوبر 1945 وعيّن جون فوستر دالاس وزيراً للخارجية من قبل الرئيس دوايت ايزنهاور، في حين كان دالاس مستشاراً لمجلس العلاقات الخارجية الذي قالت فيه الموسوعة البريطانية الجديدة: "باعتبار دالاس وأعضاء مجلس العلاقات الخارجية كانوا وراء خلق الأممالمتحدة، فلن يكون من المفاجئ تبيّن ان المنظمة اليوم تشرف على بنك الاعمار والتطوير الدولي الذي يسمى اليوم البنك الدولي، والصندوق التمويلي العالمي، ومنظمة العمل الدولية، ومنظمة التغذية والزراعة، وصندوق تمويل الأممالمتحدة للأطفال". فإذا كانت منظمة الأممالمتحدة من إفرازات الجمعيات السرّية، فإن فناناً معدماً كان يسكن المكتبات ومخازن الكتب القديمة، منصرفاً للمعتقدات الغامضة، والدعاية المعادية لليهودية. هو آدولف هتلر، الذي ستفرزه عقيدة تفوق العرق الآري، والاشتغال بالشيطانية، تحت راية الصليب المعقوف الذي يرمز لإله الشمس، الذي يرمز للوسيفر أو الشيطان. فالعقيدة السرّية التي نقلها إيكارت وهاوسهورف الى هتلر كانت تقرّ بتسخير القوى الغيبية، والكائنات الخفية لفهم أصول الانسان. هذا الفهم لبدايات الخلق والانسان جاء به زوار للأرض غير بشريين، تم انتاجهم بالمعالجة الجينية فصاروا كائنات هجينة نصف سماوية ونصف انسانية، وكُتب عليهم ان يحموا نقاء دمهم. هذا الدم النقي هو ما ردده هتلر في كتابه "كفاحي" إذ قال: "على القبائل الآرية ان تخضع الشعوب الأجنبية، وعلى فاتحيها الاّ ينحرفوا باختلاطهم بالشعوب التي أخضعوها". وإذ يرد الآريون الى أوروبا الشمالية، فإن أحد فروعهم يردّ الى العراق، والقصص القديمة عن آلهتها. أما الايديولوجية النازية فكانت تلقى استحساناً عظيماً في بريطانيا، وكان أصحاب المصارف الذين يمولونها من أثرياء اليهود، خصوصاً المصارف التي تسيطر عليها آل روتشيلد في إنكلترا. وإذ قضّت النازية العرقية مبادئ الانسانية، والأخوة، والحرية، عاد الماسونيون ليبتعثوا شعارهم القائل "النظام ينبثق من الفوضى" وهي فوضى العقائد والفلسفات البشرية التي يجب ان تخضع لنظام عالمي جديد هو نظام لوسيفير أو الشيطان. وبدأ الصراع العلني الذي خرج من عتمة القرون الوسطى والحروب الصليبية الى العلن، وهو صراع بين الماسونية والكنيسة. فالماسونية اذ ربطت نفسها بفرسان الهيكل، فإن غايتها تدمير المسيحية عن بكرة أبيها، وهو ما دفع بالبابا كليمنت الثاني عشر في 28 نيسان أبريل 1738، الى شجبها، باعتبارها حركة وثنية غير شرعية، وهدّد أي كاثوليكي ينضم اليها بالحرمان الكنسي. ومن الكتّاب الماسونيين الذين يدافعون عن نظامهم المتحرر من العقائد والطوائف، الكاتب مانلي بي هول الذي قال: "يقف الماسوني سيداً للعقائد جميعها، لأن الماسونية ليست عقيدة أو ديناً، ولكنها تعبير عالمي للحكمة الغيبية، فالماسونية جامعة عالمية تعلّم الفنون الحرّة، وعلوم الروح لمن يسمع كلماتها". وأضاف ويلمشورست الى ما قاله مانلي بي هول: "إن العقيدة المسيحية تطابق الماسونية في النيات، ولكنها تختلف في الطريقة. وأحد يقول من خلال الصلب، والآخر من خلال الشيطان، وهذا ما يجعل من المسيحية والماسونية عقيدتين بطريق واحد. فالمسيحية تقر بإله الخير والماسونية بالشيطان، وهذا ما قال به الفرس الزرادشتيون، وما قال به المصريون، إذ دعوا أن إله الخير هو أوزيريس، وإله الشر تايفون عدوّه الأبدي، ومثلهم فعل البوذيون برمزهم "ين - يانغ" أو نموذج الرقعة البيضاء - السوداء الذي يُرى على أرض المحافل الماسونية وأبنيتها. ولما كان التاريخ يعيد نفسه، فإن المنظمات السرّية التي تدعو الى قيام نظام عالمي جديد، تعكف اليوم على إفساد وتدمير كل أشكال الحكومات والمعتقدات، وذلك بانبعاث العقائد السرّية التي تعود الى مصر والى الثقافات القديمة لبلاد فارس، ومن ثم الى بابل، وحتى الى ثقافة سومر الأقدم بكثير. ففي العصور المظلمة، وعقب انهيار الامبراطورية الرومانية، اكتسبت المسيحية تفوقاً مطلقاً في العالم الغربي بحيث سيطرت الكنيسة على الملوك والملكات، كما سيطرت على حياة المواطنين العاديين من خلال خوفهم من الحرمان الكنسي ومحاكم التفتيش وصكوك الغفران، كما أن الحروب الصليبية قدمت عذراً مناسباً لعودة الكنيسة الى أصولها باحتلال الأراضي المقدسة. فالأراضي المقدسة هي التي أججت نار الحروب بين المنظمات السرية والفاتيكان والكنيسة الرومانية التي تخشى ان تُنعت بالنفاق أو الهرطقة أو التجديف. هذه الحروب التي لا تبشر بالانتهاء، لأنها حروب تقوم على مراوغة الحقيقة، تحولت الى قصص وحكايات تغذي المخيلة والكتابة والشاشة، فكان منها آلام المسيح والدم المقدس والمومياء والفرعون ودير صهيون. وتذهب الملفات السرّية الى حد تأكيد أن أحفاد المسيح ومريم المجدلية يسكنون في جنوبفرنسا، وأن مريم المجدلية حملت معها الكأس المقدس الى ذلك الجنوب في رينيه لو شاتو في لانغودوك. وقامت منظمة دير صهيون تصفق يداً بيد مع أوساط أوروبية، بحيث انحلّت الحدود بين السياسة والدين والتجسس والجريمة المنظمة والانحراف، وتمّ التقاطع بين الأحزاب الديموقراطية الأوروبية، وزُمَر الملكيين، وأنظمة فرسان مالطة، والاستخبارات الأميركية. هذه الإشكاليات والصراعات تعود في أساسها الى تحديد أصول الجنس البشري لأن الانسان البدائي والانسان الحديث لم يتزاوجا في الشرق، لأنهما لم يستطيعا لأسباب مجهولة عبث بها الانسان ودمرها إذ دمر المكتبة المصرية في معبد بتاح في ممفيس، ومكتبة بيرغاموس في آسيا الصغرى وكان فيها ما لا يقل عن مئتي ألف مجلد لا تقدر بثمن، وهكذا مكتبة قرطاج التي كانت تحوي على خمسمئة ألف مجلد دمرها الرومان، حتى جاء يوليوس قيصر وفقدت معه مكتبة الاسكندرية العظيمة التي قال فيها المؤلف الأسترالي آندرو توماس: "كان تاريخ العلم سيبدو مختلفاً تماماً لو بقيت كتب مكتبة الاسكندرية سليمة حتى اليوم". فالحكمة التقليدية تخبرنا أن أهرام مصر العظيمة وأبا الهول بناهما المصريون منذ حوالي أربعة آلاف وخمسمئة سنة، في حين قال الدكتور روبرت سكوتش من جامعة بوسطن بأن أبا الهول بني منذ ما لا يقل عن سبعة آلاف سنة، وقال إدغار كيس في عام 1934 بأن المصريين القدماء كانوا سلالة حضارة سابقة هي التي بنت الهرم الأعظم وأبا الهول كقاعة للسجلات بقصد نقل المعرفة الى الأجيال المستقبلية. وأضاف كيسي: "ان مكتبة المعرفة هذه يمكن اكتشافها تحت مخالب أبي الهول، ولكن أحداً لا يسمح له بالحفر في ذلك الموقع". ولما كان المصريون قد اكتسبوا معارفهم وعقائدهم من الثقافات الأقدم للبابليين والسومريين، فقد صارت أعمق أسرار العالم تقود اليوم الى سومر في العراق. وبدا ان الثقافة السومرية ظهرت من لا مكان، وانها هوجمت من الغرب والشمال من قبل القبائل السامية، حتى عاد حمورابي البابلي وأعاد توحيدها، واشتق من قوانين سومر أول دستور كان أصدره الملك السومري أوور - نامو. ومما يقوله مارس: من المذهل الإدراك اننا نعرف عن حضارة سومر أكثر مما نعرفه عن آخر المصريين القدماء واليونان والرومان، وذلك بسبب الكتابات المسمارية السومرية التي تمّ العثور حتى الآن على حوالي 500 ألف من ألواحها الطينية، بحيث قال البروفيسور صاموئيل كرامه: "التاريخ يبدأ في سومر"، لأن السومريين طوّروا أول نظام كتابة، وعرفوا المدارس، والعلوم الطبية، وأول الأمثال المكتوبة، ودوّنوا التاريخ، وأقاموا أول هيئة تشريعية، وأقروا نظام الضرائب، وفسروا أول نظرية في نشأة الكون، وعلم الفلك، وصكوا أول عملية نقدية معدنية سموها الشيكل. كانت معرفة السومريين بالفلك مذهلة ومبكرة، بما فيها الدائرة بمحيطها ال360 درجة، ودائرة البروج، وحركات الشمس والقمر التي أدّت الى ظهور أول تقويم عالمي استخدمه الساميون والمصريون واليونانيون. فالسومريون قالوا بنظام القاعدة الستينية أي نظام ال60 دقيقة في الساعة، وال60 ثانية في الدقيقة، ونظام الإثني عشر شهراً المبني على آلهتهم الإثني عشر. وحسب معتقدات السومريين فإن معارفهم جاءت من آلهتهم التي نزلت الى الأرض، وكان بإمكانها التحليق والعودة الى السماوات متى رغبت بذلك، وهذا ما أكده المؤرخ ستيتشن إذ قال: "في زمن الأرض الماضي السحيق، هبطت الى الأرض كائنات من النجوم، وأسست أقدم الحضارات". وهذه هي الفكرة التي تبنتها المنظمات السرّية جميعها. فالسومريون وضعوا ملحمة الخلق، والتركيبة الحديثة لنظامنا الشمسي، وكان هبوط الكائنات الى الأرض يتم على الماء كما صار يفعل فيما بعد روّاد الفضاء إذ ينزلون أولاً في المحيطات. أما أول قائد للبعثة الأولى الى الأرض فكان إنكي الذي وصف تفاصيل رحلته في نصّ حُفظ جيداً، وأخبر فيه عن هبوط مركبته الفضائية على الماء في الخليج العربي إذ قال: "عندما اقتربت من الأرض، كان ثمة الكثير من الطوفان. عندما اقتربت من مروجها الخضراء كان ثمة سدود وحواجز، فطلبت تجفيف المستنقعات على الشاطئ الشمالي للخليج العربي، وبنيت بيتي في مكان نقي" ثم تحوّل انتباهي الى هدفي الأول وهو الذهب. ثم كانت الفكرة الأكثر توثيقاً والتي قال بها ستيتشن بأن "هؤلاء المستعمرين كانوا يسعون وراء الثروة المعدنية، خصوصاً الذهب، لاستخدامها على كوكبهم - الوطن، وإنقاذ جوّهم الذي فتحت فيه تسرّبات شبيهة بتلك التي صنعناها في جوّنا من خلال خرق طبقة الأوزون بالهايدرو فلوروكاربون، وكان الحل ببعثرة رقاقات من الذهب في الطبقات العليا من جوّهم ليرقّعوا الثقوب... ومن العجيب ان العلماء الحديثيين يؤكدون اننا إذا ما أُجبرنا على اصلاح طبقة الأوزون خاصتنا، فإنه يجب قذف هباءات ذهبية دقيقة في الجو الأعلى لحل مشكلة الأوزون. ولما سمع الدكتور أرثر ديفيد هورن أستاذ علم الانسان الحيوي في جامعة كاليفورنيا استقال من منصبه في العام 1990 إذ استنتج ان التقسيمات التقليدية لأصول الجنس البشري التي علّمها كانت مجرد هراء. وبعد ولادة أول طفل أنبوب في عام 1978، أعلن ستيتشن ان هذه الولادة الاصطناعية تدعم ترجماته السومرية في ضوء حقيقة ان العلم الحديث بدأ يبني فكرة سومرية قديمة تتعلق بالعبث ببنية الجينات، ولهذا قال: "إن تمرير السومريين القدماء لرموز تمثل العلم المنسي المتعلق بالاستنساخ منذ زمن طويل انما هو مقترح من قبل صولجان هرمس، شعار الأطباء حتى اليوم". وإلى ستيتشن أضاف غاردنر وآلفورد ان السومريين أطالوا عمر الانسان بزيادة عقاقير كيميائية أو أنزيمات أعاقت هرمه وأطالت حياته، وكان مردّ هذه العقاقير الى ما سمّاه السومريون "نار النجوم" وهي عبارة عن مركّب عقاري مضاد للهرم من أنزيمات الميلاتونين، والسيروتونين الموجودة في دم الطمث. أخيراً أضاف علماء وكالة الفضاء الأميركية "ناسا" ومنهم موريس شاتولين الذي طوّر مهمة اتصال سفينة الفضاء أبولو، ان بناء هرمي الجيزة العظيمين كان بهدف انعكاس الأشعة الرادارية او الليزرية، لأن حجر الهرمين المصقولين هو عاكس راداري بامتياز، ومثله كانت قلعة بعلبك التي كانت منصة هبوط وانطلاق لمركبات الخارج - أرضيين