بدأت الميليشيا الزاباتية في المكسيك مرحلة سياسية جديدة لترسيخ للحكم الذاتي في الاراضي الخاضعة لسيطرتها في ولاية تشياباس المكسيكية. وأقيمت احتفالات حضرها آلاف من السكان الاصليين الذين جاؤوا من مختلف انحاء ولاية تشياباس الجنوبية تم الاعلان بعدها عن التغييرات التي أجريت على تنظيم المناطق التي تسيطر عليها ميليشيا "الجيش الزاباتي للتحرير الوطني". ويهدف الجيش الزاباتي من ذلك الى الخروج من حالة "العزلة" التي كانت الحركة المتمردة غارقة فيها اضافة الى تعزيز التنظيم السياسي للحركة. وانتهز الزاباتيون فرصة الاحتفالات، التي اتسمت بطابع فولكلوري اكثر منه سياسي، ليثبتوا أنهم "أحياء اكثر من أي وقت مضى"، على رغم أن بعض القطاعات السياسية المكسيكية كانت قد اصدرت "شهادة وفاتهم". واوضحت قيادة الميليشيا المكسيكية أن "البلديات المتمتعة بالحكم الذاتي" ستشهد تطبيق قانون السكان الاصليين وسيجري حكمها طبقاً لعادات وتقاليد الشعوب الاصلية. علماً ان المصادر السياسية المكسيكية وصفت هذا الاعلان بأنه "انتهاك للدستور المكسيكي" و"يهدف الى تقسيم البلاد". وفي الوقت نفسه اطلق الجيش الزاباتي مبادرات تبرز إرادته في الانفتاح ورغبته في أن "يكون مختلفاً" ولكن داخل اطار الدولة المكسيكية. وبرز غياب زعيم هذه الحركة القائد التاريخي ماركوس، لكنه أرسل خطاباً أكد فيه ان الجيش الزاباتي سيسحب قواته الاحتياطية من المناطق التي يسيطر عليها وأن سائقي السيارات لن يدفعوا ضرائب للمرور عبر تلك المناطق ويستطيعون الآن التجول فيها بكل حرية. كما اعلن عن قرار الميليشيا الزاباتية بعدم التدخل في المسائل الادارية وشؤون حكم البلديات الذاتية وترك هذه المهام في أيدي مجالس الحكم المدني الجديدة.