ضحايا سرطان عنق الرحم كثيرات، ففي اوروبا وحدها يبلغ عدد النساء اللاتي يذهبن ضحيته الثلاثين الفاً سنوياً، ونسبة حدوث هذا السرطان تتباين من بلد لآخر ومن عرق لآخر ومن عائلة لاخرى في البلد ذاته. وما يُعرف عن سرطان عنق الرحم ان نسبة حدوثه تختلف من وسط اجتماعي الى آخر، فهو يشاهد اكثر في الاوساط الاجتماعية الفقيرة، ويطال المتزوجات اكثر من العازبات اذ نادراً جداً جداً ما يصيب الراهبات. وتكثر مشاهدته لدى نساء تزوجن من رجال كانت لهم زوجات يعانين منه، كما ان حدوثه يزيد عند النساء الولودات اكثر من النساء القليلات الولادة. ويصيب السرطان النساء اللاتي لديهن شركاء جنسيون عدة اكثر من النساء اللواتي يملكن شريكاً واحداً، كما يظهر بشكل اكثر لدى اللواتي بكرن في ممارسة الجنس بالمقارنة مع اللواتي تأخرن في ممارسته، ويصيب اكثر اللواتي تعرضن لرضوض عنق الرحم والتهاباته، كما ان هناك علاقة ما بين بعض الفيروسات وحدوث سرطان العنق. يبدأ سرطان عنق الرحم خفية، وأول عوارضه ظهور الضائعات المهبلية الملطخة ببعض خطوط الدم، إلا ان ما يسترعي انتباه المصابة ظهور سيلانات دموية طفيفة تتكرر من حين لآخر خصوصاً بعد التعب او الجهد او السفر او عقب القيام بالجماع، وليس مستبعداً ان تعاني المرأة المصابة من نزوف دموية غير منتظمة في الفترة الواقعة ما بين طمثين متتاليين. ان ما يميز سرطان عنق الرحم هو انه يعطي في البداية اشارات تدلّ على حدوث تبدّلات خلوية تسبق حلول السرطان بسنوات عدة، وهذا بالتالي ما يسمح بالتعرّف عليه في مرحلة باكرة يمكن خلالها بتر الآفة من جذورها. ان اجراء الفحص الدوري المتمثل باللطاخة المسحة المهبلية يعتبر خطوة جيدة على طريق الكشف المبكر عن سرطان عنق الرحم، فاذا تم اكتشاف وجود خلايا سرطانية في هذه اللطاخة، فعندها يقوم الطبيب بإجراءات اخرى لإثبات وجود الورم او عدم وجوده. واذا كانت اللطاخة المهبلية تسمح برصد عنق الرحم في موضعه فإن الوقاية من وقوعه تبقى هي الاساس وهذه تقوم على الآتي: الاهتمام والعناية بنظافة الاعضاء التناسلية. مراجعة الطبيب عند ظهور اي عارض مثل الضائعات والنزوف الدموية والحكّة التناسلية. اجراء اللطاخة المهبلية دورياً وعدم اغفالها مهما كانت الاسباب. علاج الآفات التناسلية، خصوصاً آفات عنق الرحم حتى الشفاء الكامل. الالتزام بالعفة وبالحياة الجنسية السليمة