مايا نصري صوت جديد انطلق في عالم الغناء يبحث عن فرصة لنجومية قادمة بعدما اطلقت ألبومها الاول. بدأت مشوارها الفني وفي حوزتها ثلاث كؤوس نالتها في برنامج "كأس النجوم" بعد اشتراكها عن فئة الغناء الطربي بأداء اغنيات لليلى مراد. وهي تدرس التمثيل الى جانب الموسيقى الشرقية. وتطمح الى عمل استعراضي كبير "يعيد الى الاغنية دورها وفخامتها ومعانيها المطلوبة كما في زمن الرحابنة"، لكنها لا تستعجل الامور لأنها تبحث عن "فرصة ذات مكانة"، وتحاول ان توائم بين استعدادها وثقافتها وتخاف الجمهور لأنه حكم ذكي. * ما هو المدخل الذي كرسك مغنية؟ - كل شيء أتى على غير موعد. فأنا طالبة في الجامعة اللبنانية معهد الفنون التمثيلية وما كنت احلم يوماً بأنني سأصل الى الغناء، الذي كنت امارسه بين الاهل والاصدقاء. الا ان الحشرية او ربما الحظ، لعب دوراً مهماً حين كان يقدم برنامج "كأس النجوم" على محطة "ال بي سي"، وأنا مولعة بأغاني الراحلة ليلى مراد فقلت اذا كان لهذه المطربة حلقة سأتقدم لأغني اغانيها. وشاء الحظ ان تكون هناك حلقة خاصة بليلى مراد، فقدمت اغنيتي "أنا قلبي دليلي" و"ليه خلتني أحبك" ونلت جائزة ليلى مراد، ثم في التصفيات نلت الكأس الذهبية عن "كأس الكؤوس" في الفئة الطربية، وتلك كانت اول اطلالة لي على شاشة التلفزيون. * انتقلت اخيراً من فئة الغناء الطربي الى الغناء الشعبي، الذي يبدو بمجمله استهلاكياً، اي سرعان ما يندثر ويتم نسيانه. ألا تجدين في ذلك تناقضاً بين ما يحلم به الهاوي وما يقوم به المحترف؟ - لا أجد تناقضاً مطلقاً، لأني احاول ان اعزز موهبتي من خلال دراسة الغناء الشرقي، وايجاد مساحات جديدة لصوتي، والعمل على تحسين هذا الصوت اضافة الى تعلم العزف على العود كما انني اسعى الى ايجاد مكانة لنفسي من خلال التعاون مع افضل الشعراء والملحنين كصلاح الشرنوبي وزياد بطرس والاغاني التي قدمتها في اول عمل لي ما هي الا بداية لخطوة الألف ميل ولا اعتبر ان ما قدمته يقع في خانة الاستهلاك، لأن كل اغنية مدروسة وليست ذات مستوى هابط. * لكن عاشق الطرب يعتبر نفسه يتنازل عندما يغني اغنية سريعة وشعبية؟ - اكثر الاغاني التي شكلت اسطوانتي الاولى تنتمي الى عالم الاغنية ذات الايقاعات الصاخبة، بل تقوم على الاحساس الكبير، سواء في اللحن او في الكلمة، من هنا لا ارى انني اتنازل عن طموحاتي بل على العكس، انا فخورة بهذه البداية التي لا احب ان اصنفها الآن، لكني اعتبرها جدية وجيدة وستؤسس لمستقبل واعد. * النجومية غدت تحتاج الى تصنيع، كيف تجدين نفسك وأنت تخضعين أحلامك وموهبتك الى "تصنيع" بانتظار ان تأخذي خطاً فنياً معيناً؟ - أظن ان كل الفنانين في العالم خضعوا منذ البدايات لما يسمى بصناعة النجم. لنأخذ مثلاً الفنانة صباح، فهي لم تكن في البداية بهذا الوهج، بل كان هناك فريق عمل وخطوات مدروسة، ومراحل قطعتها حتى كرست نفسها نجمة، فالمغني اليوم عليه ان يتعلم الموسيقى والرقص، ويدرس كل خطوات حضوره وظهوره على المسرح، الا ان كل ذلك لا يصح اذا كانت الموهبة غائبة. * يقال ايضاً ان الشكل ضروري لنجومية الفنان المغني. - نقاد الشاشة التلفزيونية يعتبرون ان الشكل بات اساسياً لنجومية الفنان، الصوت يأخذ 25 في المئة من اهمية الحضور والشكل يأخذ 75 في المئة. لأن الجمهور يعشق الصورة الجميلة، والملامح المتناسقة. الا ان هذا الجمهور ليس غبياً فهو لا يريد فنانة بقوام جميل وحسب بل يبحث ايضاً عن الصوت القادر على غناء كل الالوان الكلاسيكية والشعبية والطربية، ومن هنا فإن صناعة النجم يدخل فيها الشكل الحسن والصوت الجميل اضافة الى الدراسة والتحصيل الاكاديمي الموسيقي. * الى أي مدى ساعدك التمثيل في حضورك كمغنية؟ - أعاني من خوف شديد حين اريد اعتلاء المسرح للغناء. والتمثيل ساعدني على اخفاء هذا الخوف، وتعلمت كيف انزع هذا الجبن وراء الكواليس وأحضر بقوة امام الناس وكأنني أؤدي دوراً ما ويجب ان اصل الى انسجام تام مع الجمهور. كما ساعدني في ان اعيش حالة الاغنية وكلماتها، وأولد جواً ما لكل اغنية اغنيها. * بماذا تشعرين عندما تواجهين جمهورك في المهرجانات؟ - اللقاء ليس سهلاً وأنا أعاني من ارتباك ما، لكنني اعتبر هذا شأناً طبيعياً. كل فرد يخشى لقاء الجمهور للوهلة الاولى سواء في عرض الازياء، او التمثيل او الغناء، الا ان هناك لحظات قليلة اشعر فيها بحرارة الجمهور وانفعاله نحوي، وأنظر في عيونهم فأستمد القوة، وندخل معاً في جو الغناء المطلوب، ونصبح كلنا في وحدة لا تتجزأ: أدخل في احساسهم ويدخلون في احساسي. * لوحظ في مهرجان عيد الموسيقى الذي احييت فيه بعض الاغنيات بأن حركتك كانت اضيق من مساحة صوتك. - أدرس خطواتي امام الجمهور، ولا اقوم بحركات افتعالية، فأتحرك بالطريقة التي اشعر بها من دون ان اجبر نفسي على القيام بخطوات راقصة، فأنا لست قادرة على وضع الميكروفون تحت إبطي مثلاً والتهييص، لأني بصراحة أخاف ان اقدم جملاً غنائية فيها نشاز، همي الاول ان اقدم صوتي صحيحاً ونقياً، وربما بعد عشر سنوات من التمرين والدراسة الموسيقية يمكن ان اغني كما يفعل مايكل جاكسون. * ما هو دور سيمون اسمر في اطلاق نجوميتك؟ - ربما سأتكلم عنه كلاماً قد يعتبر اكبر مما هو حقيقة، الا انه وبالتأكيد رجل قادر ان يحول الحجر الى منحوتات جميلة، لأنه ذو موهبة فذة، وله يعود الفضل الكبير في نجاحي. فأنا اعود اليه في كل شاردة وواردة سواء على الصعيد الفني او الشخصي. انه بمثابة الأب، والصديق، اطلب رأيه في طريقة لباسي، ومكياجي، وتسريحة شعري. اشركه في أدق التفاصيل لأنني كلي ثقة بما سيقوله. * هل تطلبين رأيه ام انه يفرض رأيه عليك؟ - انه لا يفرض شيئاً، لكن تبين لي انه قادر على صنع المستحيل، وساعد العديد من النجوم وأطلق الكثيرين منهم فلماذا لا استفيد من هذه الفرصة، ومن هذا الشخص القادر على اعطائي الكثير من النصائح التي تفيدني، فأحذو حذو سواي فيصيبني المجد. * هل معنى هذا انك بدأت تخضعين حياتك اليومية لشروط النجومية؟ - لا أعرف ما هي شروط النجومية، لكن يمكن القول ان خطي الفني لا يتناقض مع حياتي اليومية والعائلية التي اعيشها فأنا فتاة مرتبطة بأهلي الى درجة كبيرة وأعود اليهم في كل صغيرة وكبيرة ويرافقونني في خطواتي كلها. ومنذ صغري كنت اختار اجوائي، لا سيما على صعيد العلاقات الحميمية والصداقات. وأنا الآن طالبة جامعية، وأعيش اجواء الجامعة لا سيما وانني في مجال التمثيل وهذا الحقل يتطلب ان اكون قريبة من الناس، خصوصاً ان الممثل يعمل ضمن مجموعة وعليه ان يعرف كيف يتعايش مع هذه المجموعة. اما على صعيد الظهور فأنا بطبعي كلاسيكية وبعيدة عن "الصرعات" ولا احب ان اقوم بأمور لا تعبر عن داخليتي او لا اشعر بأنها تنبع من ذاتي. * كيف ترين مستقبلك؟ هل هو للغناء او للتمثيل؟ - الغد سيكون للغناء بالطبع، وأنا اشتغل اليوم على هذا الاساس فأدرب صوتي وأقوم بكل التمرينات المطلوبة حتى اجد مساحات جديدة في صوتي اما التمثيل عندي فهو الحب الذي لا يمكن ان أنساه ابداً، وبرأيي ان التمثيل سيساعدني في فتح مجالات جديدة لشخصيتي.