تتناول الباحثة الاردنية امتنان الصمادي شعر سعدي يوسف في دراسة تحليلية، "وفق استدعاء ابعاد النص الشعري، واستنطاق النصوص اعتماداً على المناهج الاسلوبية والافادة من معطيات علم النفس والمنهج التاريخي، وغيرهما من المناهج السياقية وغير السياقية". ترصد الباحثة حياة الشاعر العراقي المقيم حالياً في لندن، مبينة مولده ونشأته والعوامل التي ساهمت في تكوين ثقافته، متعرضة لآثاره الشعرية وآرائه النقدية. ثم تسلط الضوء على بناء القصيدة عند يوسف التي تقوم برأيها على بناءين: الاول خارجي يقوم على المعمار التوقيعي والمقطعي والقيم البصرية، والثاني داخلي تتجلى فيه "العناصر الدرامية من سرد قصصي ومونولوج وحوار وتعدد الاصوات". ولدعم قراءتها هذه، تدرس الصمادي شخصية "الاخضر بن يوسف"، معاينة القناع الذي لم يقترحه الشاعر للاختفاء وراءه كما اعتقد كثيرون، بل لجعله "يبدو كالعين التي تراقبه وتشاركه حياته وتتقمص خواطره ومشكلاته ونوازعه... بحيث تصبح الهوية المتحركة المسافرة في البحث الدائم عن الخلاص. وبذلك، تضيف الباحثة، "يحصل التماهي او التوحد مع قناعه الشخصي". ولدى دراستها الصورة الشعرية عند سعدي يوسف تفرق بين مفهوم الصورة المركبة وطريقة بنائها، من خلال أساليب عدة منها "التوليد والتراكم والمفارقة التصويرية، والصورة اللونية والمعادل الموضوعي". وتسعى، اعتماداً على الصورة الكلية، الى بيان "الدور الدلالي للصورة، وكذلك دورها الجمالي الخاص"، في ضوء الانماط السوريالية، وتقنية المشهد واللقطة السينمائية. وتدرس امتنان الصمادي لغة صاحب "تحت جدارية فائق حسن"، مبرزة معجمه الشعري المنتظم من خلال لغة الحياة اليومية، وما تشتمل عليه من ألفاظ عامية واخرى ذات صلة بالحضارة والتمدن. كما تعرض لبعض الحقول الدلالية في لغته بشيء من التفصيل، خصوصا اللون والشجر والنبات والماء والحيوان والضياء والعتمة والسفر. وتولي عناية كبيرة بجملة من الظواهر الاسلوبية التي برزت في شعر سعدي يوسف. وتشير الى طبيعة العلاقة التي تربط النص الحاضر بالنصوص الغائبة عنه "المتوزعة في نصوص تراثية واسطورية وادبية". ويتناول الكتاب الايقاع في شعر يوسف في "مستواه الخارجي وما يرافقه من تشكيل موسيقي للاوزان، ومستواه الداخلي الذي يبرز فيه "تكرار الاصوات والقافية الداخلية والتجنيس والتناظر".