إختتمت فعاليات "مهرجان القرين الثقافي الثامن" الذي نظمه "المجلس الوطني للثقافة والآداب والفنون"، بإحتفاليّة ضخمة، ورافقها مهرجان آخر نظمته جائزة "مؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين للإبداع الشعري" احتفاء بمرور مئة عام على وفاة الشاعر والفنان الكويتي عبدالله الفرج 1836 - 1901، والشاعر اللبناني الكبير أمين نخلة 1901 1976. وقد اعتبر الدكتور محمد الرميحي، أمين عام "المجلس الوطني" في الكويت، أن "مهرجان القرين" الثقافي، نجح في تأكيد نموّه كحدث ثقافي وخليجي بارز لا يمكن التغاضي عنه. كما اعتبره تتويجاً للعام المنصرم الذي أعلنت فيه الكويت عاصمة للثقافة العربية. وأضاف الرميحي ل "الوسط": "نجاح مهرجان القرين، أكد بما لا يدع مجالاً للشك أن الكويت دولة منتجة ومصدّرة للثقافة، إضافة إلى كونها أحد مراكز الإشعاع الثقافي في الوطن العربي. وذلك برعاية كريمة من ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الشيخ سعد العبد الله السالم الصباح الذي لم يتوانَ يوماً عن تشجيع النشاط الثقافي". نصف قرن من الأدب الكويتي تضمن "مهرجان القرين" العديد من الفعاليات الثقافية والفنية والأدبية. وكان الموضوع الرئيسي الأدب في الكويت خلال نصف قرن 1950 - 2000. وقد شارك في أعمال هذه الندوات عدد من المثقفين والباحثين الكويتيين والعرب. وعالجت الأبحاث الموضوعات التالية: "الجهود الثقافية المبكرة في الكويت" للدكتور خليفة الوقيان، "اللغة الشعرية في القصيدة الكويتية" للدكتور جميل عبد المجيد، "استدعاء التراث في الشعر الكويتي" للدكتور علي عشر زايد والدكتورة سعاد عبدالوهاب، "البنية الإيقاعية في الشعر الكويتي" للدكتور محمد العمري، "جدلية التطور والتغيير في الفن القصصي الكويتي" للدكتور أحمد الهواري، "المكان في الفن القصصي الكويتي" للدكتور صلاح صالح، "الزمن في الفن القصصي الكويتي" للدكتور حميد الحمدان، "النص المسرحي في الكويت وقضية الاغتراب" للدكتور نديم معلا، "استدعاء التراث في الفن المسرحي الكويتي" للدكتور ابراهيم غلوم، "الترجمة والاقتباس في النص المسرحي الكويتي" للباحث صدقي حطاب، "فن المقالة في الكويت" للدكتور محمد حسن عبدالله، "الأدب في عيون النقاد العرب" للدكتور فايز الداية. كما تضمّن برنامج النشاطات الفكريّة في "مهرجان القرين" هذا العام، ندوة تحت عنوان "منارات ثقافية كويتية"، تناولت أعمال الشيخ يوسف بن عيسى القناعي والشاعر عبداللطيف النصف، ومحاضرة عن "التحديات التي تواجه الدراما العربية" للكاتب المصري أسامة أنور عكاشة. معارض بالجملة وفي مجال الفنون التشكيلية، استقطب المهرجان مجموعة من الأعمال المميزة من الكويت وخارجها. واحتضن مجموعة من المعارض: معرض الفن التشكيلي المغربي، معرض الفنان الأردني إياد رستم، المعرض التشكيلي التونسي. وقد نجح المهرجان في دورته الثامنة، في تكوين رؤية بانورامية لنتاج الحركة التشكيلية في الكويت على مدى عام، وذلك بالتعاون مع "الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية". ومن ناحية أخرى أقيمت خمس أمسيات موسيقية حملت إحداها اسم سعود الراشد، وكانت للفرقة الوطنية ، والفرق الشعبية، وتضمنت إحداها مشاركة الفرقة اليمنية للفنون الشعبية. ومن المشاركات الخارجية، نشير إلى فرقة "آنانا" السورية، وفرقة الفنانة نضال الأشقر، وفرقة المالوف التونسيّة، وفرق أميركية وفرنسيّة. وكان للمسرح نصيب الأسد في "مهرجان القرين"، كما كان متوقّعاً، إذ عرضت مسرحية "على حافة الصحراء" لفرقة المعهد العالي للفنون في القاهرة، ومسرحية "الناس اللي في التالت" لفرقة المسرح القومي المصري. وفي مجال الشعر أقيمت أمسية شعرية للشاعرة الموريتانية امباركة بنت البراء، وأمسية كويتية شارك فيها : صلاح دبشة، علي الفيلكاوي، ونشمي مهنا. كما افتتحت مكتبة عبدالعزيز حسين التي تضم مجموعة من الكتب والمخطوطات الخاصة من مقتنيات الأديب الراحل. وأقيم حفل لتوزيع جوائز الدولة التشجيعية والتقديرية، على مسرح عبدالعزيز حسين الثقافي. أما الفائزون فهم: الدكتورة صفوت علي نور الدين، الدكتور زعابي حسين الزعابي، عبدالمخيال، سليمان الحزامي التشجيعية، الشيخة حصة صباح السالم الصباح، الفنان أيوب حسين، الموسيقار أحمد باقر التقديرية. كما وزعت جوائز المبدعين على طلاب المرحلة الثانوية. ثورة المعلومات ومن تقاليد المهرجان استضافة شخصية عربية مرموقة، تلعب دوراً فاعلاً في الثقافة العربية، لتقديم رؤيتها الإبداعية في إحد المواضيع المتعلقة بالثقافة. وضيف هذا العام كان الدكتور إسماعيل سراج الدين، رئيس مكتبة الإسكندرية الذي ألقى محاضرة تحت عنوان "الثقافة العلمية وثورة المعلومات". واختتمت ندوة "مئوية الرحيل والميلاد" التي اقامتها "مؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين" للابداع الشعري التي بدأت أعمالها بوضع حجر الأساس لمكتبة البابطين المركزية للشعر العربي. وأكّد وزير الاعلام الكويتي الشيخ أحمد فهد الاحمد الصباح، في هذه المناسبة، أن دولة الكويت كانت وما زالت تتبوأ مركز الريادة في الثقافة العربية، وتساهم بكافة السبل في اثرائها. وقد احتفت مؤسسة البابطين بالشاعر الكويتي عبدالله الفرج، والشاعر اللبناني أمين نخلة. شارك في ندوة عبدالله الفرج باحثون ومبدعون منهم عبدالله الفرج، عبدالله بن خلف الدوسري، غنام الديكان الذي قدّم بحثا حيا مصحوبا بالموسيقى بعنوان "ألحان عبدالله الفرج الأصل والصدى". وتحدث مبارك العماري عن "فن الصوت ودور عبدالله الفرج"، وتناول الدكتور بندر عبيد "سيرة عبدالله الفرج واضافاته". وفي ندوة تكريم أمين نخلة، قدمت مجموعة من الشعراء قراءات مختارة من الشعر العربي في الكويت ولبنان. ودارت الأبحاث حول شخصيّة هذا الأديب اللبناني المتفرّد، فخاضت الدكتورة هيا الدرهم في سيرته، وتناول الدكتور ميشال جحا "اللون والضوء في أدب أمين نخلة"، فيما قدمت الدكتورة أمينة فارس غصن بحثا بعنوان "الشكل والمضمون في شعر أمين نخلة". كما قدمت فرقة التراث الشعبي اللبناني بقيادة الدكتور إيلي كسرواني أمسية موسيقية في المناسبة. واختتمت الفعاليات بأمسية شعرية رئيسية أقيمت على مسرح الشامية ووزعت خلالها الدروع التذكارية.