هل يستطيع حزب العمل ان يفعل شيئاً لإسقاط شارون وتغيير السياسة الاسرائيلية؟ ما هو حزب العمل اليوم؟ هل هو حزب بن اليعيزر "اليميني" ام حزب متسناع "اليساري" ام حزب الفوضى السياسية العارمة؟ كيف سيؤثر حزب العمل على المسار السياسي؟ كل الاسرائيليين يعرفون ان لرئيس حكومتهم ارييل شارون، مزرعة كبيرة يستقبل فيها الزعماء والمسؤولين العزيزين على قلبه. ويجري فيها اللقاءات السرية. لكن قليلين يعرفون ان هذه المزرعة هي اساساً مصلحة تجارية يعتاش منها شارون وافراد عائلته منذ سنوات طويلة. وتضم قطعاناً من المواشي والدواجن. هذه المواشي تحولت الى نجم النجوم في مؤتمر حزب العمل الاسرائيلي، الاسبوع الماضي، واحتلت عناوين وسائل الاعلام المحلية والعالمية، والسبب في ذلك ان احد قادة حزب العمل، حاييم رامون، الذي ينافس على منصب رئيس الحزب ومرشحه لرئاسة الحكومة، هاجم الرئيس الحالي للحزب، وزيرالدفاع بنيامين بن اليعيزر، واتهمه بأنه يفقد الحزب شخصيته المستقلة ويحطم مبادئه السياسية ببقائه في الحكومة و"يجعل اعضاء الحزب وقيادته قطيع مواشٍ في مزرعة شارون". وتكلم جميع الخطباء من بعده عن هذه المقولة ليصبح النقاش الاساسي هو هل ان حزب العمل قطيع مواش فعلاً! كثيرون وافقوا. وآخرون شعروا انه استفزاز لهم فهاجموه وهاجموا صاحبه. وبعضهم حاول الكلام عن الموضوع باعتدال، واختار كلمات اكثر نعومة. اما رامون فلم يختر كلماته صدفة. فهو صاحب خبرة طويلة في استخدام الحيوانات نموذجاً لتصوير حالة حزب العمل، ويحقق من وراء ذلك مكاسب اعلامية وشعبية كبيرة. وقد سبق له أن وصف حزب العمل بالتماسيح التي تترك البحر وتخرج الى البر كي تموت. وكان ذلك في نهاية الثمانينات من القرن الماضي. وقال استقال يومها من الحزب واسس حزباً نقابياً جديداً. وفي انتخابات اتحاد النقابات الهستدروت فاز بالاكثرية من دون منازع، وجعل حزب العمل الذي يقود الهستدروت 75 عاماً متواصلة، حزب اقلية. وراح الجميع يتوقعون له مستقبلاً زاهراً كرئيس حكومة. وبناء على ذلك طُرد رامون من حزب العمل، لكن رئيس الحزب الجديد، اسحق رابين، دعاه في حينه الى اجراء مصالحة. واعاد له البطاقة الحزبية. وفي سنة 1982، عينه وزيراً في حكومته. وبرز من جديد في المعارضة ابان حكم بنيامين نتانياهو. ثم عين وزيراً كبيراً ومسؤولا عن ملفات مهمة الداخلية، الشؤون البرلمانية، وزير شؤون القدس في حكومة ايهود باراك . وهو اليوم ينافس على رئاسة الحزب في مواجهة بن اليعيزر. وكان المثل عن قطيع المواشي يستهدف إحداث هزة داخل حزب العمل، تجعله النجم الذي يدور الجميع في فلكه. لقد عرف رامون كيف يختار الكلمات المناسبة في المكان المناسب، اذ ان هناك شعوراً حقيقياً سائداً لدى انصار السلام في اسرائيل، وغالبيتهم منمؤيدي حزب العمل واليسار عموماً، ان بن اليعيزر يقودهم فعلا كما يقاد القطيع في مزرعة شارون. وهم يريدون تغيير هذا الوضع، اولاً لمصلحة حزب العمل، الذي اذا استمر في هذا النهج فإن شعبيته ستتدهور في الانتخابات المقبلة، وثانياً لمصلحة اسرائيل بأسرها. فهم يدركون ان الحرب الدائرة حاليا بينهم وبين الفلسطينيين ستكون مدمرة للطرفين على جميع المستويات وفي كل المجالات: الامنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية . والسؤال هو: كيف كان تأثير كلمات رامون؟ وهل تحقق شيء في هذا المؤتمر؟ وهل من امل يرجى اصلاً من حزب العمل، بعدما جعله بن اليعيزر مرة اخرى حزب بطش عسكري معاد للفلسطينيين؟ وهل انسحاب الحزب من الحكومة يؤدي الى اضعاف حكومة اليمين أم الى تقويتها؟ وماذا عن احتمال عودة نتانياهو الى الحكم وسقوط شارون؟ شيء من التاريخ للاجابة على هذه الاسئلة، لا بد من الاشارة اولاً الى تاريخ هذا الحزب وتقاليده. فحزب العمل، او النواة الصلبة فيه، هو الذي اقام الحركة الصهيونية في نهاية القرن التاسع عشر. وهو الذي بدأ في نشر الاستيطان اليهودي الواسع في القرن العشرين. وهو الذي اقام التنظيمات العسكرية الصهيونية بعد الحرب العالمية الاولى وخاض الحرب لتشريد الشعب الفلسطيني وتهويد المنطقة بأسرها. وهو الذي اقام الدولة العبرية، من خلال تحالفاته ونشاطاته في العالم، فتمكن من اقامة علاقات ودية مع بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي في الوقت نفسه. لقد ظل حزب العمل منفردا بالحكم، سوية مع بعض الاحزاب الصغيرة، حتى حصل اول انقلاب سياسي في اسرائيل وفاز اليمين للمرة الاولى بالحكم عام 1977. وعلى رغم هزيمته السياسية الكبرى في ذلك الوقت، الناجمة اساساً عن الهزيمة العسكرية في حرب تشرين الاول اكتوبر 1973، فان حزب العمل اعاد تنظيم صفوفه بقيادة اسحق رابين وشمعون بيريز. وعاد الى السلطة في عام1992 وأصبح أكبر الأحزاب الإسرائيلية في آخر انتخابات حصل على 32 مقعداً، في مقابل 19 لليكود و17 لحزب شاس. لكن هذا الحزب تلقى ضربة كبيرة خلال هذه الدورة الانتخابية، عندما ذهب رئيسه ايهود باراك الى كامب ديفيد للتفاوض على تسوية نهائية مع الفلسطينيين. فكما هو معروف لم يكن قد تم الاعداد الكافي لتلك المفاوضات. ولم يستمع باراك الى النصائح بالتروي. وعندما عرض مشروعه السياسي على الفلسطينيين، كان يتوقع ان يتلقفوه بحماس. ولم يكن يظن انهم سيرفضون. وعندما رفضوا راح يحاول اقناعهم، وقام بتحسين عرضه شيئاً فشيئاً. لكن الشارع الاسرائيلي كان يغلي انذاك. اذ ان اليمين خرج مهاجماً باراك، متهماً اياه بتقسيم القدس وتسليمها للفلسطينيين الامر الذي يهدد حياة الاسرائيليين عن طريق منح الفلسطينيين الارهابيين دولة، على حد تعبيرهم. واستغل اليمين الرد الفلسطيني، خصوصاً الانتفاضة، للتدليل على فشل سياسة حزب العمل المسالمة وليؤكد ان خطه السياسي الذي لا يثق بالفلسطينيين والعرب هو الافضل وانه يجب اولاً القضاء على "الارهاب" الفلسطيني وفقط بعد ذلك الجنوح الى مفاوضات السلام. ولم يكن باراك قد قدر بشكل صحيح مدى تغلغل افكار اليمين في الشارع الاسرائيلي، وعندما رأى ائتلافه الحكومي يتفكك قرر تقديم موعد الانتخابات. والنتيجة معروفة. فقد سقط باراك وفاز شارون. وكان شارون وباراك قد تفاهما، قبل الانتخابات على اقامة حكومة وحدة وطنية بينهما اياً تكن النتيجة. فمن يفوز بالرئاسة يعطي الآخر وزارة الدفاع. لكن حزب العمل رفض ابقاء باراك رئيساً له. فاستقال وانسحب من الحلبة السياسية، وعندما توجهوا لانتخاب رئيس للحزب بدلاً منه، اختلفوا كثيراً. واختاروا رئيساً موقتاً هو بنيامين بن اليعيزر الذي كان قد اعلن الاعتزال. وكما حصل مع ليكود بالضبط، طمع بن اليعيزر بالمركز الجديد وتراجع عن قرار الاعتزال وصار يتحدث عن "العطاء عشر سنوات اخرى على الاقل للعمل السياسي"، تماماً مثل شارون. ولما كان بن اليعيزر على معرفة قديمة جدا بشارون، وخدم تحت قيادته لمدة 30 سنة تقريباً، في الجيش، فقد اختار منهجاً تحالفياً ملائماً لهذه العلاقة، حتى بات يسمى "مرؤوس على طول، عند شارون". كان بن اليعيزر من اقرب المقربين الى باراك خلال حكمه، وصادق على سياسته تجاه الفلسطينيين بالتفصيل. وبالمقاييس الاسرائيلية اعتبروه رجل معكسر السلام، خصوصاً بعدما وافق على مشروع السلام الذي طرحه الرئيس الاميركي السابق بيل كلينتون، الذي يعني عملياً اقامة دولة فلسطينية على كامل اراضي قطاع غزةوالضفة الغربية بما في ذلك القدسالشرقية، مع بعض التعديلات الحدودية. ولكن، مع وصول حكومة شارون، اثبت بن اليعيزر ان المسألة ليست مسألة مبادئ سلمية، إنما هي مسألة ولاء وانتماء. فهو كان مخلصاً لباراك، فأيد سياسته. وهو اليوم مخلص لشارون وسياسته. وليس فقط مخلصا، بل مبادر في كثير من الاحيان لممارسة الضغط العسكري على الفلسطينيين، وفق النظرية العسكرية الاسرائيلية القديمة: "العرب لا يفهمون الا لغة القوة". وبن اليعيزر عراقي الاصل، ويستغل ذلك دائما ليقول: "انا اعرف العرب اكثر منهم. فقد تربيت وترعرعت في صفوفهم". ومن خلال مركزه كوزير دفاع وكمسؤول مباشر عن الجيش يعبر عن مصالح الحكومة عنده وعن مصالحه اي الجيش امام الحكومة، كان بن اليعيزر اداة لتنفيذ سياسة شارون. وساعده في هذه المهمة قائد آخر مميز في حزب العمل، هو شمعون بيريز، الذي تولى منصب وزير الخارجية. ومن خلال هذا المنصب قدم خدمة تاريخية لشارون، لولاه لما كانت الدول الغربية تستقبله بهذه الحفاوة. لقد شكل بيريز ليس فقط غطاء لسياسة شارون، بل هو الذي مهد الطريق امام شارون للوصول الى اهم المواقع في العالم. وبهذا ساهم حزب العمل ايضا في نشر "العمى السياسي" في صفوف الاسرائيليين الذين أبدوا قلقاً وفزعاً من العمليات التفجيرية الفلسطينية داخل اسرائيل. وصاورا يفضلون "اقتلاع الارهاب من جذوره وتصفيته تماماً" وتصفية كل من يعتقدون انه يمارسه بمن في ذلك الرئيس ياسر عرفات وكبار مساعديه وقادة أجهزته. وبفضل هذا لم يعد هناك مجال كبير لنشاط قوى السلام الاسرائيلية، فاختبأت واختبأ معها عدد بارز من قادة حزب العمل. وتجدر الاشارة هنا الى ان حزب العمل تمكن، خلال المفاوضات الائتلافية، من التأثير على ليكود، فجعله يصادق على اتفاقات السلام السابقة. ويؤيد للمرة الاولى اقامة دولة فلسطينية. ولكن هذا التأثر توقف تقريباً مع مرور الوقت. وفقد هذا الحزب شخصيته وهويته. واصبح تابعاً في الحكومة، او "قطيع ماشية" كما قال رامون. اليوم، يبحث حزب العمل عن مخرج من الازمة التي ادخل نفسه فيها. بن اليعيزر من جهته يرى ان الحل هو في البقاء في الحكومة، بحجة ضرورة المساهمة في الحرب التي اضطرت اسرائيل لخوضها مع الفلسطينيين ويقول ان انسحاب الحزب من الحكومة سيكون بمثابة انتحار، خصوصاً اذا تم بسبب الموضوع السياسي، "لأن الاسرائيليين سيقولون عندها اننا انسحبنا من المعركة او انسحبنا دفاعاً عن ياسر عرفات والفلسطينيين". ويقول بن اليعيزر انه اذا كان لا بد من الانسحاب، فيجب ان يكون ذلك على خلفية اخرى مقنعة اكثر للرأي العام، مثل الموضوع الاقتصادي، لكنه هنا ايضاً يواجه مشكلة، لأن السياسة الاقتصادية لكل من ليكود والعمل ليست مختلفة بشكل جوهري. ولهذا فإنه لا يحسن طرح موقف بديل ومقنع في الشارع. ومن هنا يتمسك بالحكومة، ويحاول ارضاء انصار حزبه من مؤيدي السلام عن طريق اطلاق التصريحات عن السلام وقبوله الدولة الفلسطينية وغير ذلك. لكن معسكر السلام القوي داخل حزب العمل ينظر الى الامور بشكل مختلف. فبعدما صمتوا فترة طويلة يرون اليوم ان شارون رجل الحرب الدائمة الذي يؤمن بأن اسرائيل يجب ان تعيش على الخراب الى الأبد ، يجر الدولة الى الهلاك. وينجح في سحب حزب العمل من اذنه الى الحرب. ويبدو ان اكبر الاحتمالات لقيادة هذا المعسكر اليوم، متوافرة في عمرام متسناع، الذي اختار ان يتكلم بصراحة ووضوح عن قضية السلام. فهو يؤيد مبادرة كلينتون وضرورة فرضها على الطرفين، وفوراً. ومتسناع هو اول جنرال سابق، كان قائداً للمنطقة الوسطى المسؤولة عن الضفة الغربية في فترة اندلاع الانتفاضة الاولى. وقد خلع البزة العسكرية من دون ضجيج، مع انه كان على خلاف مع وزيرالدفاع اسحق رابين في حينه. ولم يكشف للاعلام اسباب استقالته. فاحترمه رابين كثيراً وساعده في الوصول الى رئاسة بلدية حيفا، ثالث اكبر المدن في اسرائيل. واثبت انه رئيس بلدية ناجح جداً. وانه يعرف كيف يوحد سكان المدينة من اليهود والعرب، المتدينين والعلمانيين، الشرقيين و الغربيين، القادمين من روسيا والقادمين من الغرب... وهكذا. أما حاييم رامون، المنافس الثالث على رئاسة الحزب، فهو أيضاً من معسكر السلام لكنه يسعى الى كسب الجناح الاوسط المركزي في الخارطة السياسية. وهو يقول انه لا يمكن لرجل سياسي في اسرائيل ان يفوز برئاسة الحكومة الا اذا حظي بدعم قوى الوسط الليبرالي. فهو لسان الميزان. واذا كانت سياسة بن اليعيزر ستؤدي الى خسارة اصوات اليسار والعرب فإن سياسة متسناع ستؤدي الى خسارة حزب العمل كل الشريحة الوسطى في الخارطة السياسية. لهذا يطرح رامون برنامجاً سياسياً مبنياً بالاساس على اقامة جدار فاصل بين اسرائيل والضفة الغربية كما هي الحال في قطاع غزة، وينتظر حتى تنضج لدى الفلسطينيين الرغبة في التوصل الى اتفاق سلام فيفاوضهم. وعندها لا مانع لديه من منحهم حق اقامة دولة مستقلة في حدود 1967. حسب استطلاعات الرأي الاخيرة، فإن متسناع يحظى بتأييد 39 في المئة من اعضاء حزب العمل ورامون 26 في المئة وبن اليعيزر 25 في المئة، والباقون لم يقرروا بعد. وهناك من يسعى الى توحيد معسكري رامون ومتسناع، خصوصاً أن الاخير ايضاً يؤيد مشروع الفصل بين الطرفين والانسحاب من طرف واحد. والخلاف هو الان على من يقود المعسكرين الموحدين. وما زالت المساعي مستمرة. ويقودها حالياً يوسي بيلين، وزير العدل في حكومة باراك وأحد مهندسي اتفاقات اوسلو. والمفروض ان تجرى انتخابات داخلية يحدد فيها رئيس الحزب المقبل في 19 الشهر المقبل. وكل شيء يدور في هذا الحزب اليوم خاضع للحسابات الانتخابية المذكورة، بما في ذلك الجلسة الاخيرة للمؤتمر، فمع ان موضوعها كان "موازنة الدولة للعام 2003" فإن النقاش المركزي فيها تركز على الوضع السياسي . وقد انتهت بهزيمة بن اليعيزر، الذي كان طلب اعطاءه صلاحية البت في الموضوع ضمن مؤسسات الحزب المقلصة مثل الكتلة في الحكومة او الكتلة في البرلمان. لكن المؤتمر ألزمه أن يعود اليه اذا قرر قبول مشروع الموازنة. وينوي معارضو بن اليعيزر استغلال موضوع الموازنة واستخدامها رافعة في المعركة ضدالبقاء في الحكومة. وسيطرحون مطالب جماهيرية يدافعون فيها عن الشرائح الضعيفة ويقلصون فيها موازنات الدعم اللامحدود للمستوطنات واذا رفض فسينسحبون من الحكومة على خلفية اجتماعية. ان شارون ينظر بقلق الى هذا التطور في حزب العمل، فهو على رغم وثوقه من انه يستطيع الحفاظ على اكثرية برلمانية لحكومته، الا انه يدرك ان خروج حزب العمل سيؤدي الى انعطاف في واشنطن واوروبا ضد سياسته. ولهذا، فإنه مع تظاهره بعدم التأثر من هذا التطور، يسعى لارضاء العمل في مطالبه في الموازنة بيريز رئيس الرئاسة كأن ما تلقاه شمعون بيريز من هزائم وبهدلات في السنوات الاخيرة لم يكفه. فحظي ببهدلة اخرى في هذا المؤتمر، ولو انها لم تفت من عضده وبلعها مثلما بلع غيرها طوال سنوات عمله السياسي. فقد اراد بن اليعيزر اعطاءه مركزاً فخرياً هو "رئيس رئاسة الحزب"، علماً بأن للحزب رئيساً بن اليعيزر وأميناً عاماً اوفير بينس ورئيس طاقم القيادة السياسية رئيس الكتلة البرلمانية ، ايفي اشعيا. وهي فكرة ليست جديدة داخل العمل بهدف تكريم بيريز لكنها كل مرة كانت تفشل. مع العلم ان الحديث يدور فقط عن منصب فخري، بعدما فشل في الفوز بمنصب رئيس حكومة وبمنصب رئيس دولة. اما في هذا المؤتمر ، فقد بدا ان الجو مناسب لهذا التكريم. وكان بن اليعيزر، صاحب الاقتراح سعيداً مزهواً به. ورغب في ان يسرق الاضواء من النقاش الحاد حول الموازنة والوضع السياسي وسياسته الفاشلة. وبالفعل ما ان اعلن انه يقترح على المؤتمر انتخاب بيريز رئيساً للرئاسة، حتى هبت عاصفة من التصفيق، تأييداً. لكن، فجأة، وقف احد اعضاء المؤتمر معترضاً. قال: "انا لا اعارض تكريم بيريز، فهو يستحق كل المناصب الرفيعة في الدولة. لكن الخطوة التي تقومون بها منافية للدستور. ففي البند.... وراح يشرح بالتفصيل. فعادوا الى الدستور ووجدوا ان الرجل معه حق. فألغي القرار. وتأجل الى موعد لاحق لدرس الصيغة المناسبة له. وعاد بيريز خائباً من جديد. قالوا في مؤتمر الحزب يوسي بيلين، وزير العدل في حكومة باراك السابقة، متوجهاً الى بن اليعيزر: "كيف تقبل ان تظل "كيس الخبطات" كيس الرمل الذي يستخدمه الملاكمون و"اسكفية" عتبة البيت التي يدوسها شارون كل يوم؟!". ايفي اشعيا، رئيس كتلة حزب العمل في الكنيست: "حزبنا يتدهور. لا قيادة. لا مبادئ. لا حدود لتحقير الذات. فلنذهب الى جهنم". بن اليعيزر، رئيس الحزب، متحدثاً عن منافسيه عمرام متسناع وحاييم رامون: "انهما مريضان نفسياً. لا يهمهما شيء سوى منافستي على القيادة. سنة كاملة وانا اخوض التنافس تلو التنافس. ما هذا! لقد هلكت. كفى". رامون عن بن اليعيزر: "يجعل من اعضاء الحزب وقادته قطيع مواش في مزرعة شارون".